بالصور والفيديو.. كيف كانت علاقة داليدا بمصر في مراحل عمرها المختلفة؟

كان لدى النجمة داليدا، روحًا مختلفة ميزتها وعكست المزيج الفريد الذي أسهم في تشكل شخصيتها منذ الطفولة، فهي مصرية المنشأ، إيطالية العرق والأصول، وفرنسية الهوى.
وطالما ظل للبلد التي نبتت منها وشهدت أولى خطواتها وأحلامها، مصر، وضع خاص في تكوينها ورحلتها الفنية أيضًا..
وتستعرض في ذكرى وفاتها ال32 «الشروق» محطات مختلفة في حياة داليدا وعلاقتها بمصر..
- إيطالية العرق ومصرية المنشأ
في 17 يناير عام 1933 ولدت يولاندا كريستينا جيجليوتي، في "شبرا" لأبوين من المهاجرين تعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا.
وكانت مصر هي القاعدة انطلاق قطار "يولاندا" الفني قبل أن تصبح "داليدا"؛ حيث أمضت فترتي طفولتها وشبابها فيها، كما أن القدر اختار أن تنهي مشوارها الفني في مصر ايضًا.
- مولعة بالتمثيل
منذ أن كانت في سن صغيرة، طمحت داليدا أن تشتهر في مجال التمثيل، فمهدت لها أسرتها الطريق بتعليمها الموسيقى واللغات، وإلا أنها وجدت طريقا للشهرة في مصر بعد المشاركة في عدة مسابقات لملكات الجمال التي كانت تقام بين محافظتي القاهرة والإسكندرية، مثل مسابقة Miss Ondina عام 1951، وكان عمرها آنذاك لا يتجاوز ال18 عامًا.
- أدوار صغيرة
دفعها شغفها بالفن للقبول بأدوارًا صغيرة، ففي عام 1954 ظهرت لأول مرة في السينما المصرية في مشهدين صامتين، في فيلم "أرحم دموعي"، في دور إحدى الفتيات الجالسات على الشاطيء، وكان الفيلم من إخراج هنري بركات وبطولة فاتن حمامة ويحيي شاهين.
أما الفيلم الآخر كان "الظلم حرام" من بطولة شادية، وعماد حمدي، وإسماعيل ياسين وماجدة، مع المخرج حسن الصيفي.


- ملكة جمال مصر
كانت رغبة الشهرة لدى دليدا قوية، وفي هذه المرة شاركت في مسابقة "ملكة جمال مصر"، وأخفت الأمر عن والدتها؛ إذ كانت محافظة، ومن شروط المسابقة أن ترتدي المتسابقة ملابس البحر وتصور بها، وبالفعل استقلت داليدا الحافلة واتجهت صوب حمام السباحة، حيث تجري المسابقة هناك، وشاركت في المسابقة، وبعدها حدثت المفاجأة الكبرى.. لقد فازت داليدا بلقب ملكة جمال مصر 1954، فصعقت لسماع رأي اللجنة.
وكانت جائزة الفوز عبارة عن زوج من الأحذية الذهبية، أسرعت إلى البيت من فرحتها وأخبرت والدتها بما جرى، فغضبت الأم لرؤية صورة ابنتها بثوب السباحة على الصفحة الأولى للصحف، إذ كان الأمر فضيحة لعائلة محافظة بالعقليتين الإيطالية والمصرية على السواء، لكنها بمرور الوقت نست الأمر؛ لتفتح لها أبواب الشهرة على مصراعيها بعد نيلها ذلك اللقب.


- أول دور ناطق
فبعد بضعة أشهر من حصولها على اللقب، اختارها المخرج نيازي مصطفى، لتؤدي دورًا في فيلمه "سيجارة وكأس" عام 1954، ولم يكن دورًا كبيرًا أيضًا؛ إذ قامت بدور الممرضة "يولندا"، في الفيلم الذي كان من بطولة سامية جمال ونبيل الألفي وسراج منير.


ولم يمكنها جمالها من تحقيق النجاح المأمول في التمثيل لتقرر الهجرة إلى باريس لاستكمال مسيرتها، واختار لها القدر هناك الغناء، فغنت ما يزيد على 500 أغنية باللغة الفرنسية، ترجم منها نحو 200 أغنية إلى الإيطالية، وظلت لعقود نجمة الغناء الأولى في باريس، والعالم.


- عودة إلى المنشأ
لم تنكر داليدا فضل مصر التي احتضنت فترتي طفولتها وشبابها وتوجتها ملكة للجمال، فعند عودتها إلى مصر في الثمانينيات توجهت على الفور إلى شبرا لتتفقد منزلها الذي اشتهر لها فيديو وهي تنظر لجدرانه بحب وامتنان.


لقاء نادر لداليدا تحدثت فيه عن حبها لمصر
وفي لقاء تلفزيوني نادر لها مع التلفزيون لمصري، ذيع على القناة الثانية المصرية عام 1985، وأعادت إذاعته قناة روتانا زمان5 تحدثت داليدا عن مصر التي لن تفارق ذاكرتها قائلًا "إزاي أنسى طفولتي، وأحسن أيام حياتي"، ثم استرسلت في الحديث عن والدها عازف الكامنجا، وعن مشاريعها الفنية وتعاونها مع صلاح جاهين وعن وفشلها في التمثيل في بداية مشوارها رغم ولعها به، لكنها قالت إن الفن التمثيل لا ينفصل عن الغناء فكلاهما فنًا، واختتمت اللقاء بأغنيتها الشهيرة لمصر "سالمة يا سلامة".


- أغنيات للوطن
داليدا التي عادت إلى مصر بعد غياب31 عامًا، لم تخف حنينها لمصر، فغنت لها العديد من الأغنيات ك: "حلوة يا بلدي، أحسن ناس، سالمة يا سلامة، أغاني أغاني، يلا بينا يلا"، ولا تزال أغنياتها حية في أذهان المصريين رغم وفاتها.


- صداقات
المطربة العالمية التي اشتهرت بحبها لمصر كونت صداقات مع فنانين مصريين أبرزهم عمر الشريف، يوسف شاهين الذي منحها دور البطولة في فيلم "اليوم السادس"، آخر أعمالها الفنية، وكان الدور بمثابة تحدي كبير لها بعد أن تأثرت لهجتها باللغة الفرنسية عبر ثلاثة عقود، لكنها نجحت في الدور وأثبتت موهبتها التمثيلية الكبيرة بتجسيد شخصية الفلاحة المصرية التي تخشى على حياة حفيدها من الوباء.




كما اشتهرت داليدا أيضًا بولعها لزيارة الأماكن السياحية في مصر فالتقطت صورًا عديدة إلى جانب الأهرامات، وأخرى في منطقة القلعة، وأماكن سياحية أخرى، ولازالت صورها يتم تداولها إلى الآن كرمز للجمال والشخصية المصرية المبدعة.