دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بغداد خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الأحد في طهران، إلى القيام "بما يدفع الأمريكيين" لسحب قواتهم من العراق "في أسرع وقت ممكن". ويأتي تصريح خامنئي في أعقاب رد للحرس الثوري على معلومات تفيد بتوجّه الإدارة الأمريكية لإدراجه على لائحة "التنظيمات الإرهابية"، تضمن تحذيرا من أنّ "مثل هذه الحماقة" ستفقد القوات الأمريكية "الاستقرار في غرب آسيا". وتوجّه خامنئي إلى رئيس الوزراء العراقي خلال اللقاء الذي جرى أمس السبت بالقول "ينبغي أن تقوموا بما يدفع الأمريكيين إلى سحب جنودهم من العراق في أسرع وقت ممكن لأنّهم أينما مكثوا عسكرياً لفترة طويلة في بلد ما، كانت عملية إخراجهم محفوفة بالمصاعب"، وفقاً لموقع الرسمي لخامنئي. وأشار خامنئي إلى أنّ "الحكومة والبرلمان الحاليين في العراق (...) غير مرغوب بهما من قبل الأمريكيين ولذلك فإنّهم يخططون لإزاحة هذه المجموعة من المشهد السياسي"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. ويتواجد عادل عبد المهدي منذ السبت في إيران. ولعبت إيران دوراً مهماً في مواجهة تنظيم "داعش" الارهابي الذي كانت الولاياتالمتحدة تحاربه ايضاً على رأس تحالف دولي. وأثار إبداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير الماضي رغبته بالبقاء في العراق ل"مراقبة إيران" بعد انسحاب قواته من سوريا، الغضب في بغداد وأعاد طرح المطالبة باقرار قانون يُخرج القوات الأمريكية من البلاد. ومنذ العام 2003، يثير الوجود الأمريكي العسكري جدلاً في البلاد. فقد وصل عدد الجنود إلى 170 ألفا قبل إتمام انسحاب واسع النطاق اواخر عام 2011. ثم عاد جنود أمريكيون ولكن ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الارهابي عام 2014. ومنذ تصريحات ترامب، تقدّمت عدة فصائل عراقية مقربة من ايران باقتراح قانون إلى البرلمان من أجل فرض جدول زمني لانسحاب الجنود الأمريكيين. من جهة ثانية، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر هويتهم، القول إن "واشنطن ستعلن الإثنين عن قرارها بشأن إدراج الحرس الثوري ذي الوزن العسكري والسياسي والاقتصادي المهم في إيران وفي عداده فيلق القدس، على لوائح "التنظيمات الإرهابية". وأضافت الصحيفة أنّ وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ووكالة الاستخبارات المركزية يخشيان من أن تزيد هكذا خطوة المخاطر بالنسبة إلى القوات الأمريكية أكثر من إضرارها بالاقتصاد الإيراني. وعلّق القائد العام للحرس الثوري اللواء محمد جعفري على هذه الأنباء قائلا "في حال ارتكابهم مثل هذه الحماقة فسوف لن يرى الجيش الامريكي وقواته الامنية في منطقة غرب آسيا الاستقرار الذي يحظون به اليوم"، وفق ما نقلت وكالة مهر للأنباء. بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ هذه الخطوة ستشكّل "كارثة اخرى للولايات المتحدة"، وحذر واشنطن من تداعيات ذلك. وأضاف ظريف في تغريدة، إن مؤيدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يحاولون بالفعل جر الولاياتالمتحدة إلى مستنقع". في السياق نفسه، نقلت مواقع إخبارية إيرانية عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى حشمت الله فلاحت بيشه أنّه تمت "صياغة اقتراح قانون عاجل، وبموجبه ستدرج إيران القوات الأمريكية ضمن قائمة "الجماعات الارهابية"، مثل داعش، فور إدراج الأمريكيين للحرس الثوري". وقال فلاحت بيشه "علينا أن نرد"، بينما وقعت غالبية أعضاء مجلس الشورى على بيان يشدد على أنّ "كل اعتداء ضد الأمن القومي والقوى المسلحة الإيرانية خط أحمر".