مجموعة من أطباء الطوارئ بقسم جراحة الأوعية الدموية وقسم التخدير بمستشفى طنطا الجامعي، تتراوح أعمارهم بين أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات، أنقذوا الطفل يوسف البالغ من العمر 14 عاما، الذي وقع على سيخ حديد خرساني، فقام من حوله بقطع السيخ من الخرسانة، ذاهبين به إلى مستشفى طب طنطا. وصل الطفل إلى المستشفى، بسيخ مخترق منطقة الإبط ليخرج من رقبته من الخلف، ماراً بالضفيرة العصبية التي تحرك عضلات الذراع الأيسر بالكامل والأوردة والشرايين التي تغذي الدماغ، وسرعان ما شخص الأطباء المتواجدون بالطوارئ، أن السيخ ملاصق للأوعية الدموية والشرايين والأعصاب والعمود الفقري، مما وضع الأطباء في وضع صعب بالنسبة للجراحة والتخدير. يقول أحد أطباء التخدير بالعملية، والمدرس المساعد بقسم التخدير والعناية المركزة الجراحية وعلاج الآلم بكلية طب طنطا: "قومنا بالتخدير في وضع صعب جدا، السيخ ده كان معدى في جسمه في منطقة شديدة الخطورة، وكان فيه خطورة شديدة جدا من حركة الطفل والسيخ جواه، وكان علينا نحافظ على الأوعية والشرايين والأعصاب والعمود الفقري، إصابة أي جزء من دول بتعرض حياته للخطر"، موضحا أنه كان ضمن مجموعة من زملائه من أطباء الطوارئ حينما جاءت الحالة في حوالي العاشرة والنصف صباحا. وأضاف: "الحمد لله تم إزالة السيخ، وربنا كان كريم مع يوسف، ومعظم الأعصاب والشرايين والأوعية كلها كانت سليمة"، مشيرا إلى أن العملية استغرقت حوالي 3 أو 4 ساعات، حيث بدأت في حوالي الحادية عشر ليلاً وانتهت في حوالي الثانية والنصف بعد منتصف الليل. وواصل: "فهمنا أهله مدى خطورة الحالة ومدى المضاعفات"، مشيرا إلى أنه أتى إلى المستشفى بعد حادثة وقوعه على السيخ مباشرة، متابعا: "مكانش في أي مشاكل بعد العملية، اطمنا عليه واطمنا على الوضع الجراحي، وتم إفاقته، وهو دلوقتي بخير" مؤكدًا عدم وجود أي أثار جانبية لتواجد السيخ المؤقت داخل جسد الطفل. وأشار الطبيب إلى أنه تم دعوته هو وزملائه من الأطباء القائمين بالعملية، من قبل رئيس الجامعة. ونشرت صفحة "أطباء مصر" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تقرير مبسط عن حالة الطفل وأسماء طاقم الحراجة والتخدير بالعملية، وهو ما قوبل بالشكر والتقدير والعرفان لجهود أطباء الطوارئ.