رئيس بيلاروس يعتزم زيارة النمسا في محاولة لإحداث توازن أوروبي مع النفوذ الروسي

يعتزم رئيس بيلاروس (روسيا البيضاء) ألكسندر لوكاشينكو زيارة النمسا في تشرين ثان/نوفمبر المقبل، وفقا لما أعلنه المستشار النمساوي سيباستيان كورتس اليوم الجمعة في مينسك، داعيا إلى تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي مع هذه الدولة التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي السابق، وذلك لإحداث توازن مع النفوذ الروسي فيها.
وكانت آخر زيارة قام بها لوكاشينكو، الذي سبق وفرضت عليه عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي على خلفية مزاعم بالاستبداد، للنمسا في عام 2002. ورفع الاتحاد الأوروبي العقوبات على لوكاشينكو في عام 2016، بعد أنه تم الإفراج عن منتقدي النظام المحتجزين.
ولكن هناك بعض العقوبات التي لا تزال سارية، حيث قرر الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي تمديد حظر على تصدير الأسلحة للجمهورية السوفيتية السابقة.
وتردد في الأعوام الأخيرة أن لوكاشينكو لم يلب دعوات لزيارة الاتحاد الأوروبي، بما فيها بروكسل، ولكنه يقوم بزيارات منتظمة للجارة روسيا.
وقال المستشار النمساوي كورتس للوكاشينكو خلال لقاء في مينسك، عاصمة بيلاروس: "سنكون قادرين على تعميق علاقاتنا خطوة خطوة"، بحسب محضر رسمي للقاء.
وقال كورتس في تصريحات أدلى بها للصحفيين في وقت لاحق إن جهود موسكو لزيادة نفوذها في دولة بيلاروس المجاورة لها "يثير مزيدا من القلق".
وحذر المستشار النمساوي من أن يطلب من بيلاروس الاختيار بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، حيث أن ممارسة مثل هذه الضغوط يمكن أن "يدفع هذه الدولة إلى أحضان روسيا"، وقال إنه بدلا من ذلك يجب على بيلاروس أن تدعم علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي دون أن تتخلى عن روابطها مع موسكو.
ومن جانبه قال لوكاشينكو للمستشار النمساوي اليوم الجمعة إن "الاتحاد الأوروبي حاليا هو أحد دعائم الاستقرار على كوكب الأرض"، موضحا أن بلاده ترحب بتحقيق مزيد من التعاون الوثيق.
وأكد رئيس بيلاروس أنه "يتعين وضع المصالح الوطنية دائما في الاعتبار".
ويحكم لوكاشينكو، الذي يبلغ من العمر 64 عاما، بيلاروس منذ نحو ربع قرن، احتفظ خلالها، ولا يزال، بعلاقات وثيقة مع موسكو.
والنمسا هي إحدى الدول القليلة من بين أعضاء الاتحاد الأوروبي التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع روسيا، حتى بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا منذ خمسة أعوام.