تحل اليوم، الأربعاء، الذكرى ال 14 لوفاة الفنان أحمد زكي، الذي لقبه جمهوره ب«النمر الأسمر»، ولقبه المجتمع الفني ب«صائد الجوائز»، وتستعرض «الشروق»، محطات هامة في مسيرته الفنية، و الأدوار التي حال بينه وبينها الرفض، وكيف شكل هذا الرفض تحديًا دفعه دفعة قوية في اتجاه نجاح مسيرته الفنية. لم يكن طريق النجاح ممهدًا للنمر الأسمر، الذي أتى من الريف قاصدًا السينما، ولم تكن مسيرته الفنية مفروشة بالورود؛ بل كانت أشبه بطفولته المكبلة بالصعاب؛ فأحمد زكي، الذي ولد في 18 نوفمبر عام 1949 بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية، كان الابن الوحيد لأبيه الذي توفي بعد ولادته، وتزوجت والدته بعد وفاة والده ليتربى زكي وحيدًا في بيت جده، في ريف الزقازيق. برزت موهبة «زكي» في سن ال15 عامًا على مسرح مدرسة الصنايع بالزقازيق، فنصحه ناظرها باستكمال مسيرة موهبته الفنية، وبعد فترة طفولة ثم مراهقة صعبة ترك زكي منزل جده في ريف الزقازقق، فور حصوله على دبلوم الصنايع، متجهًا إلى القاهرة؛ قاصدًا المعهد العالي للفنون المسرحية. أول أدواره بدأ زكي مشواره الفني واحتكاكه بالجمهور على خشبة المسرح في سن ال18 عامًا؛ فكان أول ظهور له دور ثانوي في مسرحية «حمادة ومها» عام 1967 أثناء دراسته في معهد الفنون المسرحية، وكان مولعًا بتقليد الفنان محمود المليجي، ورويدًا رويدًا جاء أول ظهور له على شاشة السينما في فيلم «ولدي» إنتاج عام1972، بطولة فريد شوقي، وسهير رمزي ومحمود المليجي، ليتنبأ له مساعد المخرج جمال عمار بالنجاح. الكرنك: رفض أسس لنجاح رُشِحَ أحمد زكي، لتجسيد دور البطل، إسماعيل الشيخ، أمام الفنانة سعاد حسني، في فيلم «الكرنك»، بعدما اقترح المخرج تقديم وجوه شابة، كان الفيلم من إنتاج وتوزيع كل من رمسيس نجيب و ممدوح الليثي، وبعدما أبرم الليثي عقدًا مع الفنان أحمد زكي بقيمة 150 جنيهًا، استبعده رمسيس نجيب بحجة أن الجمهور لن يتقبل أن تحب سعاد حسني هذا الفتى «الأسمر»، ليضطر الليثي للاعتذار لأحمد زكي. كان خبر الاعتذاز عن أداء أحمد زكي لدور البطولة أمام السندريلا صادمًا لدرجة جعلته استشاط غضبًا، لدرجة حتى أنه قام بكسر كوب الماء التي كانت بيده في جبينه، ليصبح الموقف علامة فارقة في حياة النمر الأسمر، وبداية لانطلاقه في تحدي النجاح. صلاح جاهين ونقطة انطلاق النمر الأسمر ورغم تدخل صلاح جاهين وسعاد حسني، لإجبار الليثي على الاعتذار ودفع مبلغ تعويضي يعادل ضعف الأجر المقرر لأحمد زكي في الفيلم آنذاك، إلا أن زكي تعهد لليثي أنهم سيركضون وراء هذا «الأسمر»، وهو ما حدث بالفعل، فلم تمر 4 سنوات وإذا بأحمد زكي يؤدي دور البطولة أمام السندريلا في «شفيقة ومتولي» في العام 1979 بعدما أصر صلاح جاهين أن يقوم هو دون غيره بالبطولة أمام السندريلا، لينطلق بعد ذلك بخطى ثابتة نحو النجومية، وفي العام 1982 ركض الليثي وراء أحمد زكي، الذي هدم القواعد المألوفة للنجومية المعتمدة على مظهر البطل، بأداءه الذي لا مس مشاعر مشاهديه. وتوطدت العلاقة بين أحمد ذكي وصلاح جاهين، حتى أنه كان يتدخل لإعادة الاتزان لحياته الشخصية، و منها ما رواه أحمد زكي في أحد البرامج عن دور جاهين، بعدما دب خلاف بين زكي وزوجته هاله فؤاد، ثم جمع بين الثلاثي أحمد ذكي وصلاح جاهين والسندريلا سعاد حسني علاقة صداقة، لم تخل من الدعم الإنساني إلى جانب الدعم الفني. «هو وهي» .. جاهين يدفعه لاستكمال السير كتب صلاح جاهين، أشعار مسلسل «هو وهي»، وكانت بعض كلماته بها إشارة إلى واقعة «الكرنك» ألتي أسست لبداية علاقتهما، إذ كتب جاهين للنمر الأسود: «لا لا أثبت.. ماتخليش ولا واحد يشمت.. ارسم على وشك تكشيرة. وأوعى تلف بجرحك تشحت». جمع أحمد زكي بالسندريلا علاقة مميزة أيضًا؛ إذ شكّلا معًا ثنائيًا ناجحًا للغاية مع النجمة سعاد حسني، بدايةً من رائعتهما الشهيرة "شفيقة ومتولي" (1978) مرورًا بفيلم "موعد على العشاء" (1981) للمخرج محمد خان، ومسلسلهما "حكايات هو وهي" (1985) للمخرج يحيى العلمي، ثم فيلم "الدرجة الثالثة" (1988) للمخرج شريف عرفة، وأخيرًا فيلم "الراعي والنساء" (1991) آخر أفلام السندريلا قبل رحيلها. أعمال سينيمائية وأخرى تلفزيوينة انطلق أحمد زكي، بعد ذلك بخطى ثابتة على طريق النجومية التي وضع لها أسسًا جديدة، بعيدة كل البعد عن المعايير الشكلية، بعدما أثبت بأدائه أنه الأحق بالنجومية، ترك أحمد زكي أرشيفًا له من الأعمال السينمائية والتليفزيونية الناجحة بعد رحيله فكان له نحو 56 فيلمًا أبرزهم "أضحك الصورة تطلع حلوة"، و"شفيقة ومتولي"، و"النمر الأسود"، و"البيه البواب"، و"كابوريا"، و"أيام السادات"، وإختتم أفلامه الناجحة بفيلم "حليم" الذي قام بتمثيله أثناء فترة مرضه وأكمله نجله هيثم أحمد زكي. فضلًا عن 5 مسلسلات تلفزيونية، ابرزها "هو وهي"، و"الأيام"، و8 مسرحيات أبرزها العيال كبرت، ومدرسة المشاغبين. صائد الجوائز حصل أحمد زكي، على العديد من الجوائز والتكريمات حتى لقبه المجتمع الفني ب "صائد الجوائز"، كجائزة مهرجان ىالقاهرة السينمائي عن فيلمه «طائر على الطريق»، وجائزة مهرجان الإسكندرية عن فيلم «إمراءة واحدة لا تكفي». وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار السينمائيون ستة أفلام شارك فيها لك ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي: زوجة رجل مهم، والبريء، أحلام هند وكاميليا، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه وأبناء الصمت، بالإضافة إلي وسام الدولة من الطبقة الأولى الذي منحه له الرئيس السابق محمد حسني مبارك كنوع من التكريم عن أدائه في فيلم «أيام السادات».