شهدت جمهوية مالي، أول أمس، مقتل 134 شخصًا على الأقل، وإصابة 55 آخرين، من رعاة قبائل الفُلان بوسط البلاد، إثر هجوم مسلح عنيف، وصفه مسؤول محلي بأنه الأكثر دموية في تاريخ البلاد، التي تعاني من العنف العرقي وعنف المتشددين الإسلاميين. ويسود وسط مالي حالة من انعدام الأمن بسبب غياب الدولة وانتشار تجارة السلاح، وارتفاع مستوى التوتر العرقي، وخاصة تجاه قبائل الفُلان، التي تعرضت لتصفيات عرقية، يُتهم الجيش المالي بالتورط فيها، وفقا لتقارير حقوقية دولية. وفي ضوء ذلك، تستعرض «الشروق» أبرز محطات أزمة قبائل «الفُلان» مع عرقيات «الدغون» و«الدوزو» الموالية لها، بوسط مالي. - أعمال عنف متزايدة.. ورد فعل الأممالمتحدة تتزايد أعمال العنف والاشتباكات المستمرّة بين أفراد من قبائل الفُلان، التي يمتهن غالبية أبنائها رعي المواشي، مع عرقية الدوغون والدوزو الموالية لها، والذين يمتهنون بغالبيتهم الزراعة. وأسفرت دوامة العنف المتزايدة عن مقتل 500 شخص العام الماضي، الأمر الذي اضطر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإرسال بعثة إلى مالي لمحاولة إيجاد حلول للعنف. ويقول تقرير حديث لمنظمة هيومان رايتس ووتش، أن ضحايا الاشتباكات غالبًا من الفلان المستهدفين، وذلك للاعتقاد بأن قبائل الفُلان يدعمون الجهاديين المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة. * الفلان والدغون توالت المواجهات بين قبائل الفلان والدوغون منذ اندلاعها نهاية عام 2015، على خلفية خلافات بين راعي من الفُلان وفلاح من الدوغون. - ففي الأيام القليلة الماضية، شهدت مالي هجومًا مسلحًا على مدنيين من قبائل الفُلان على أيدي صيادين من الدوغون، ما أسفر عن مقتل 134 شخصًا على الأقل، قتلوا بالرصاص أو قطّعت رؤوسهم بالسواطير، وإصابة 55 آخرون، بقرية أوغوساغو بوسط البلاد. - وفي 13 ديسمبر 2018، تدخل الجيش في قرية ساديا بيوله، في دائرة بانكاس، بوسط مالي، عندما أضرم صيادون تقليديون من الدغون النيران في المنازل، وهاجموا الماشية، واعتقل أربعة منهم. - وفي 5 ديسمبر 2018، أسفر هجوم أفراد من الدغون على قرية ليساغو في دائرة بانكاس، بوسط مالي، عن مقتل خمسة عشر شخصًا من الفُلان، وفقًا لحاكم موبتي، الذي أعلن عن فتح تحقيق في القضية. -وفي 9 أغسطس 2018، قتل 11 مدنيًا على الأقل من قبائل الفلان، في منطقة موبتي في وسط مالي، تم إعدامهم بعد تعرضهم للخطف على أيدي مسلحين من الدغون على دراجات نارية، عندما كانوا في طريقهم إلى سوق سوفارا التجارية، وفقًا لمصادر محلية. - وفي 18 مارس 2018، سقط 8 قتلى مدنيين على الأقل، تم حرق بعضهم أحياء، إثر هجوم مسلح لعرقية الدغون على قبائل الفُلان، في قرية «سابيرذ» بوسط مالي، التي تحول بأكملها إلى خراب. -وفي 14 يونيو 2017، وقعت ﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ دامية بين قبائل الفُلان والدوغون، في قرية ﺩﻭﻧﺎ، في ولاية ﻣﻮﺑﺘﻲ، بوسط مالي، إثر شجار وصف بالبسيط بين شخصين من القبيلتين أدى إلى مقتل واحد منهم، وأسفرت المواجهات عن مقتل ما لا يقل 80 ﺷﺨﺼًﺎ، ﻭﺟﺮﺡ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ. - وفي مايو 2017، وقعت مواجهات بين قبائل الفُلان وعرقية الدغون، ما أسفر عن مقتل حوالي 24 شخصا. * الفُلان والدوزو وتكررت هجمات قبائل «الدوزو» التي تتصرف انطلاقًا من كونها تحمي قبائل «الدوغون»، على قبائل «الفلان». - ففي 2 يناير 2019، لقي نحو 37 شخصًا من الفُلان مصرعهم، فضلًا عن سقوط العديد من الجرحى وإحراق عدة مساكن وسط مالي في هجوم شنه مسلحون يرتدون زي صيادي الدوزو التقليديين، على قرية كولوغون، في إقليم موبتي. - وفي 23 يونيو 2018، لقي 50 راعيًا من قبائل الفُلان مصرعهم، فضلًا عن عشرات المدنيين، في قرية كوماغا بمنطقة موبتي، بوسط مالي، في هجوم نسب لصيادين الدوزو التقليديين، كما ذكرت منظمة للدفاع عن حقوق الفُلان و أكده عضو في المجلس البلدي في المنطقة.