اعتبر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، النقاش الدائر حول مشاركة محتملة لشركات صينية في توسيع شبكات الجيل الخامس للاتصالات تدخلا في الشؤون الداخلية لألمانيا. وقال ماس، في تصريحات للصحف الشريكة لجمعية تحرير برلين الجديدة الصادرة اليوم الأربعاء، في إشارة إلى تهديدات الولاياتالمتحدة بإحجام معلومات استخباراتية عن ألمانيا حال مشاركة الصين في توسيع شبكات الجيل الخامس: "ألمانيا لن تخضع للابتزاز مطلقا أيا كان الأمر أو الجهة التي تحاول ممارسة هذا الابتزاز". وكان تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ذكر أن السفير الأمريكي في برلين، ريتشارد جرينيل، قال في خطاب بعث به إلى وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير إن تبادل المعلومات الاستخباراتية والبيانات الأخرى لن يمكن أن يتم بحجمه الحالي إذا شاركت شركة هواوي الصينية أو أي شركة صينية أخرى في بناء شبكة الجيل الخامس من الاتصالات في ألمانيا. وذكر ماس أن الحكومة الألمانية تتشاور على نحو مكثف للغاية منذ أسابيع بشأن مسألة مشاركة هواوي، وقال: "عند تأسيس بنية تحتية تمس الكثير من القطاعات الحياتية لدينا فإن اعتبارات السياسة الأمنية تكون لها أهمية كبيرة في ذلك، وبالتالي لا يمكننا إبرام حلول وسط واهية.. لا نحتاج إلى مشورة من أي جهة في ذلك. القرارت سنتخذها على نحو مستقل". يُذكر أنه بدأ أمس الثلاثاء المزاد على توزيع ترددات الاتصالات النقالة لشبكة الجيل الخامس في ألمانيا. ويمثل الجيل الخامس من شبكة الاتصالات النقالة معيارا مهما في الإرسال، لاسيما بالنسبة لقطاع الصناعة. وهناك اتهامات في الولاياتالمتحدة على وجه الخصوص بأن شركة هواوي مقربة من الحكومة الصينة، ومن الممكن أن تجبرها السلطات الصينية على التعاون. وتنفي هواوي هذه الاتهامات. وفي المقابل، حذر الاتحاد الألماني لتكنولوجيا المعلومات "بيتكوم" من استبعاد شركات مثل هواوي من توسيع شبكات الجيل الخامس، حيث قال المدير التنفيذي للاتحاد بيرنهارد رولدر في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية الصادرة اليوم: "لا ينبغي أن يكون هناك استبعاد تعسفي"، مضيفا أنه لا يوجد على مستوى العالم سوى خمس شركات تستطيع بناء شبكات الجيل الخامس، اثنتان منها من الصين واثنتان من أوروبا وواحدة من كوريا الجنوبية، وأضاف: "نحتاج إلى معايير أمنية موضوعية يتعين على كافة الشركات تحقيقها".