قال الكاتب والروائي عادل عصمت، إن «غرفة 304.. كيف اختبأت من أبي العزيز 35 عامًا»، للكاتب الصحفي عمرو عزت، والصادر عن دار الشروق، كتاب عصي على التلخيص، كما أنه عصي على المناقشة، وذلك يعود لسببين الأول؛ أن الكتاب مخلص بشدة لموضوع، والسبب الآخر أن مؤلفه استخدام منهجًا محكمًا في الكتابة، مشيرًا إلى أن هذا الإحكام قد حرمه من معرفة المشاعر الشخصية للراوي، كما أحبط لديه الرغبة في التلصص على حياة وأرواح الآخرين، وهو الأمر الذي يغوى بها أي نص سردي، مؤكدًا أن ذلك الإحكام في السرد هو أيضًا ما جعل النص يحتفظ بحيوته وحالة الصراع التي شهدها الكتاب منذ البداية وحتى النهاية. وأضاف خلال حفل توقيع الكتاب، الذي نظمته دار الشروق، مساء اليوم السبت، بمكتبة الشروق في المهندسين، أن «غرفة 304» نص يتوسع ويغتني بالتفاصيل والمواقف، ويرصد صراعًا بين أب يحاول الحفاظ على ابنه، بحبسه في الصورة العامة للشخص الناجح حسب تقاليد الأسر المتوسطة المصرية المصرية، وبين الابن الذي يبحث عن نفسه وعن ما يريد أن يكون بعيدًا عن سلطة الأب. وأشار «عصمت» إلى أن الكتاب يعكس في تمرد مرن بعض سمات الحياة المصرية، ومنها التمرد على سلطة الأب والمجتمع، والبحث عن الذات، في إطار المتاح من الأفكار والتيارات السياسية والفكرية، وذلك ابتداء من تصورات الأسرة المصرية عن الحياة الطيبة، وتصورات التيارات الدينية ومنها «السلفيين» و«الإخوان المسلمين»، عن أنهم يملكون ما يمكن أن يُصلح المجتمع، وكذلك أفكار اليسار بتنويعاتها المختلفة. ولفت صاحب «الوصايا» إلى أن الكتاب يأخذ القارئ في رحلة، تروى حياة شاب منذ مولده وحتى الوقت الراهن؛ كيف نشأ وتكون، وكيف ذهب بعيدًا وببطء دون أن ينتبه هو حتى متى سلك هذا الطريق، ليظهر الكتاب رحلة كيف تكون هذا الشاب، مضيفًا أن حالة التكون تلك، هى التيمة الأساسية التي سار عليها النص، وأن القصة هي رحلة اكتشاف كيف «كون نفسه»، فأصبح في النهاية على «عمرو» الكاتب الذي يمتهن الكتابة الآن، فأخرج للقارئ هذا النص، قائلًا: «النهاية هنا هي نهاية هذا الكتاب، وهذه الفترة الزمنية من حياته؛ فالشخصية المرنة الموصوفة في النص من الممكن أن تجد نفسها قد ذهبت بعيدًا مرة أخرى في رحلة أخرى».