الداخلية الجزائرية: استمرار التحضير للانتخابات الرئاسية فى موعدها.. والسلطات تقرر تبكير عطلة الجامعات لإضعاف مشاركة الطلبة فى الاحتجاجات دعت قوى فى المعارضة الجزائرية إلى خوض إضراب عام وعصيان مدنى، أمس، وذلك قبل ساعات من إعلان المجلس الدستورى المرشحين الرسميين للانتخابات الرئاسية. جاء ذلك فيما أفاد مصدر مطلع بأنه من المتوقع أن يعود بوتفليقة إلى البلاد، خلال ساعات. ويواصل الجزائريون الاحتجاج للتعبير عن رفضهم لترشح بوتفليقة لولاية خامسة، كما شهدت البلاد تظاهرات حاشدة يوم الجمعة الماضية وهو الثالث على التوالى. وأكد الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، أن «القطاع التجارى لا سيما تجار الجملة والتجزئة غير معنيين بالنداءات التى أطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعى والتى تدعو إلى عصيان مدنى وإضرابات». فيما قال موقع «كل شىء عن الجزائر» إن المحلات التجارية فى البلاد تشهد، خلال الساعات الماضية، تهافتا غير مسبوق لاقتناء المواد الأساسية، فى ظل استمرار الدعوات لمباشرة عصيان مدنى، لإجبار المجلس الدستورى على رفض ملف ترشح بوتفليقة. كما أظهرت فيديوهات وصور نشرت على منصات التواصل الاجتماعى استجابات متفاوتة للإضراب بولايات عدة على غرار: جيجل وسطيف وقسنطينة (شرق)، والبويرة وبجاية وتيزى وزو (وسط). فيما سجل تذبذب فى حركة المواصلات العامة بالعاصمة. فى غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر وصفته بالمطلع قوله: «من المتوقع أن يعود بوتفليقة إلى الجزائر خلال ساعات»، يأتى ذلك بعدما أعلن تطبيق «فلايت رادار» أن «الطائرة الحكومية الجزائرية التى نقلت الرئيس بوتفليقة إلى جنيف الشهر الماضى غادرت الجزائر متجهة شمالا، ووجهتها غير معلومة». ولم تعلن الحكومة الجزائرية فورا عن هدف عودة الطائرة، ولكن الاحتمالات تشير إلى أن الهدف هو إعادة الرئيس (82 عاما) الذى يتلقى العلاج الطبى فى مستشفيات جامعة جنيف، إلى بلاده. وأثارت إعادة ترشح بوتفليقة لولاية خامسة فى الانتخابات الجزائرية التى ستجرى فى 18 إبريل المقبل موجة احتجاجات غاضبة قادها الشباب الذين دعوا الرئيس للتنحى. ورغم أن مكتب بوتفليقة أكد أن الرئيس توجه إلى سويسرا لإجراء فحوصات طبية روتينية إلا أن هناك تكهنات بأن حالته الصحية أكثر خطورة. وأمس الأول، قدمت محامية سويسرية التماسا إلى محكمة مختصة تطالب فيه بوضع الرئيس الجزائرى تحت الوصاية حفاظا على سلامته الشخصية. وقالت المحامية ساسكيا ديتيشايم، رئيسة الفرع السويسرى فى منظمة «محامون بلا حدود» فى الالتماس الذى لم تقدمه باسم المنظمة إن الوضع «الصحى الهش» لبوتفليقة يجعله عرضة ل«التلاعب» من جانب المقربين منه، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وتنتهى، بعد غد الأربعاء، المهلة القانونية للإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة من قبل المجلس الدستورى من 20 شخصية أودعت ملفاتها فى مقدمتهم بوتفليقة. من جهتها، أكدت وزارة الداخلية الجزائرية، أمس الأول، أن التحضيرات متواصلة لإجراء الانتخابات الرئاسية فى البلاد بموعدها، على الرغم من دعوات المعارضة إلى تأجيلها واستمرار الاحتجاجات الحاشدة. وذكرت الداخلية الجزائرية، فى بيان، أن الأمين العام للوزارة، صلاح الدين دحمون، عقد أمس الأول، اجتماعا تنسيقيا مع الإطارات المركزية للوزارة والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بخصوص مختلف المشاريع القطاعية الجارية خصت بدراسة ونقاش ما تعلق بالتحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة فى 18 إبريل 2019». وأضاف البيان أن الاجتماع «تناول مختلف الجوانب اللوجستية والتحضيرية للعملية الانتخابية داخل الوطن، وكذا العمليات الجارية للتحضير لانتخاب الجالية الجزائرية بالخارج والتكفل ببعثات الملاحظين الدوليين». وفى هذا السياق، أكد دحمون «ضرورة تجنيد كل الوسائل المادية والبشرية لضمان التحضير الأمثل لهذا الموعد الانتخابى الهام»، منوها «بالتقدم الجيد فى مجال عصرنة النسق الانتخابى واستغلال الوسائط التكنولوجية»، دون الإشارة إلى دعوات التأجيل. كانت مجموعة من قوى المعارضة دعت الخميس الماضى إلى تأجيل انتخابات الرئاسة، وسط استمرار مظاهرات حاشدة فى البلاد ضد ترشح بوتفليقة، لولاية خامسة، مشددة على ضرورة إقرار مرحلة انتقالية. إلى ذلك، أصدرت وزارة التعليم العالى فى الجزائر، أمس الأول، قرارا بتقديم موعد عطلة الربيع فى الجامعات وتمديدها، وذلك فى غمرة المظاهرات الطلابية فى الجامعات ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة. وأفاد قرار وزارة التعليم العالى أن تبدأ عطلة الربيع بدءا من أمس الأحد بدلا من 21 من الشهر ذاته كما كان مقررا، كما مددت العطلة عشرة أيام إضافية لتنتهى فى 4 إبريل المقبل، على بعد أسبوعين فقط من الانتخابات الرئاسية المقررة فى 18 إبريل.