حذر رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب أسامة هيكل، من تسلل الوعى الزائف الذى يعبر عن أفكار هدامة لا تتفق مع قيم وأخلاق مجتمعنا، مشيرا إلى أنه لا يفرق كثيرا إذا كان غياب الوعى ناتجا عن جهل أو خيانة، التى تضعك فى خانة خصوم الأمن القومى للدولة. وقال هيكل، خلال الندوة التثقيفية الثلاثين للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد: لدينا عوامل كثيرة تؤثر بالتأكيد على حالة الوعى العامة للمجتمع، أولها الانفجار السكانى الرهيب الذى يهدد موارد الدولة واقتصادها وهو نتيجة لانخفاض مستوى الوعى، وثانيها هو اتساع الفوارق الثقافية بين فئات المجتمع وهو أثر مرتبط بالنمو السكانى، وثالثها تفاوت فى الثوابت والقيم فى المجتمع الواحد على عكس ما كنا قبل ثلاثة عقود أو أكثر حينما كان المجتمع لديه ذات القيم والثوابت، وأخيرا مشكلات التعليم التى تراكمت لعدة عقود، مؤكدا أن التعليم هو الركيزة الأساسية للوعى. وأضاف: «التعليم صناعة كبرى، وإن لم تنته بمواطن قادر على الفرز والتفرقة بين الصواب والخطأ وقادر على اتخاذ القرار السليم ولديه الوعى الكافى، فستنشأ لدينا مشكلة فى المستقبل»، مشيرا إلى أن إصلاح التعليم عملية شاقة وصعبة ونتائجها لا تظهر إلا بعد سنوات طويلة، وعلينا أن نثابر لأن أية عملية إصلاح فى أى مجال يوجد أمامها مقاومة عنيفة. ولفت إلى أن المؤسسات الدينية (الأزهر والأوقاف والكنيسة)، يقع على عاتقها مسئولية كبيرة فى تعليم صحيح الدين لمواجهة مشكلة التطرف داخل المجتمع، وهناك دور كبير للمؤسسات الثقافية والشبابية فى ربط الشباب بالمجتمع على مختلف المستويات، وخلق الوعى لديهم. وتطرق رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان للحديث عن أوضاع المهنة، قائلا: «عندما كان الإعلام تقليديا يعتمد على مرسل ومستقبل كان الأمر سهلا، لم يكن هناك اختراق لقيم المجتمع المصرى وانتهاك لعاداته وتقاليده، ومنذ بداية التسعينيات أصبح الإعلام غير تقليدى وانطلقت الأقمار الصناعية لتبث إرسال القنوات الفضائية على مساحات شاسعة من الكرة الأرضية؛ ما أدى إلى اختفاء الحدود السياسية للدول على المستوى الإعلامى واختلطت القيم بين مختلف الدول». وأشار إلى أن النقلة الكبرى كانت مع التوسع فى استخدام الإنترنت وظهور فرع جديد من الإعلام يطلق عليه الإعلام الإلكترونى والذى يتميز بسرعة انتشار غير مسبوقة، موضحا أن الإذاعة استغرقت 38 عاما لكى تصل إلى 50 مليون مستمع، واستمر التليفزيون 13 سنة ليصل إلى 50 مليون مشاهد، ولكن الإنترنت استمر 4 سنوات كى يصل إلى 50 مليون نسمة.