*رفضنا شحنة شعير قادمة من فرنسا لاحتوائها على «الارجوت».. و70% من الأقماح المستوردة تحتوى على 0.05% من الفطر. *استطعنا رفع الحظر عن جميع السلع الزراعية وفتحنا 18 سوقًا جديدًا فى 2018.. ونسعى للوصول بحجم الصادرات الزراعية إلى 6 ملايين طن نهاية العام الحالى. *حظر السعودية للبصل المصرى تسبب فى خسائر كبيرة للمصدرين. *«الحجر الزراعى» بصدد إصدار قانون جديد يهدف لمعاقبة المخالفين من المصدرين. قال رئيس الحجر الزراعى، د. أحمد العطار، إن الصادرات الزراعية قفزت لأول مرة إلى 5 ملايين و200 ألف طن، ونسعى إلى أن نصل إلى ما يقرب من 6 ملايين طن فى السنة الجارية، خاصة بعد فتح أسواق جديدة. وأضاف العطار، فى حواره ل«الشروق»، أن الحجر الزراعى بصدد إصدار قانون جديد يهدف لمعاقبة المخالفين من المُصدرين، وتطبيق الاشتراطات العالمية فى المنتجات الزراعية المستوردة والمُصدرة، مشيرا إلى أن القانون حاليا فى وزارة العدل لمراجعة تشريعاته.. وإلى نص الحوار: ما هى الوظيفة الأساسية التى يقوم به الحجر الزراعي؟ الحجر الزراعى يعتبر مسالة أمن قومى، فهو دوره رقابى خدمى على جميع السلع والمنتجات الزراعية المصدرة والمستوردة، ويتركز دوره على حماية الثروة الزراعية المصرية من أى آفات تأتى من الخارج، وأيضا يحافظ على سمعة الصادرات الزراعية المصدرة للخارج؛ من خلال تطبيق الشرط اللازمة، فالحجر الزراعى نجح فى منع تسرب أى آفات خطيرة «حجرية» غير مسجلة فى مصر. ما أبرز الأوبئة التى نجح فيها الحجر الزراعى فى منعها من دخول البلاد؟ نجحنا فى اتخاذ التدابير المطلوبة فى منع بعض الأوبئة التى انتشرت بالعالم ولم تصل لنا، مثل «مرض التدهور السريع فى الزيتون»، وهو انتشر فى 2014 بالاتحاد الأوروبى، وإيطاليا، والذى أدى إلى حدوث كارثة وبائية لديها فى 2015، وحتى هذه اللحظة، وهذا المرض يصيب الموالح من بينها الفراولة والعنب والزيتون والبلح وغيرها. هل تم إعادة أى شحنات قمح مصابة بآفات أو أوبئة؟ لا.. لأننا نشدد الرقابة على محصول القمح، وأبلغنا الدول المصدرة بالمواصفات المطلوبة، وهم ملتزمون بها؛ لأنهم يدركون أن رفض شحنة القمح يسبب خسائر كبيرة لهم، ولكن هناك شحنات رفضت بالفعل، وكانت شحنة شعير منذ فترة قريبة، قادمة من فرنسا، وتقدر ب1600 طنا؛ لاحتوائها على فطر الإرجوت. ماذا يعنى فطر «الإرجوت»؟ فطر الإرجوت يعتبر من الفطريات السامة التى تنشط على بعض المحاصيل الزراعية نتيجة سوء التخزين، وخصوصا القمح والشعير، واسمه العلمى «مهناز الشليم»، وهو أسطوانى الشكل، وبه كتلة من الشعيرات الفطرية، لذلك من السهل تمييزه، حيث إن لونه أسود وبنفسجى، وله قرون طويلة تبلغ 5 سم، ورائحته مميزة، وله طعم مر جدا. هل نستورد شحنات قمح خالية من فطر الإرجوت؟ لا.. هناك نسبة مسموح بها فى استيراد شحنات القمح، وهى لا تتعدى 0.05%، ونعمل على غربلة لهذه النسبة، وتخضع للمعالجة، وهذه النسبة موجودة بنسبة تبلغ 70% من شحنات القمح التى تستوردها مصر. لماذا لا نستورد قمحًا «صفر إرجوت»؟ نرغب فى عدم السماح بدخول شحنات قمح بها «إرجوت»، ولكن إذا قررنا هذا فسنواجه مشكلة كبرى فى استيرادنا للمحصول؛ حيث إن الدول التى نستورد منها احتياجاتنا من القمح، جميعها لديها «إرجوت»، وبالتالى «مش هينفع منستوردش»، وخاصة أننا نستورد نحو 10 مليون طن، وهذا الفطر يظهر بكثرة فى القمح والشعير. هل تواجهون مشكلات بسبب رفضكم للحبوب المصابة ب«الإرجوت»؟ لا.. ولكن هناك بعض المطالبات من وفد الاتحاد الأوروبى، الذى زار مصر أخيرا، وطلب منا معاملة باقى الحبوب كالقمح، والقبول بنسبة 0.05% «إرجوت»، ولكننا رفضنا ذلك. ما سبب عدم السماح بدخول حبوب مصابة ب«إرجوت» مثل القمح؟ رفضنا استيراد حبوب أخرى خلاف القمح، مصابة ب«الإرجوت»؛ لأننا غير قادرين على غربلة جميع المحاصيل التى نستوردها، ولا نملك التكلفة لفعل هذا الأمر، فالحجر الزراعى لا يقوم بعمل الغربلة، بل هى مهام كل من السلع التموينية والمصانع الخاصة، وتتم فى الصوامع أو المطاحن ولكن تحت إشرافنا. ماذا عن أوضاع الحجر الزراعى فى 2018؟ واجهنا مشكلات كثيرة خاصة بالصادرات وليس الواردات، وتمكنا من فك الحظر على أكثر من 7 محاصيل فى نهاية 2017، وعلى مدى عام 2018، تم رفع الحظر بالكامل عن جميع السلع الزراعية بشكل كامل، حتى فوجئنا خلال أيام الماضية بحظر السعودية للبصل بشكل مفاجئ، على الرغم من أن هناك اتفاق مسبق مع الجانب السعودى، بضرورة إخطارنا عند وجود مخالفات، وفى حالة وصول المخالفات فى أكثر من 3 شحنات يتم حظر المحصول، مثلما يحدث مع الاتحاد الأوروبى، ويتم إخطارنا بالشحنة المرفوضة فى الميناء، ونحن بدورنا نتخذ الإجراءات ضد الشركة المصدرة، ونمنعها من التصدير مرة أخرى. هل تواصلتم مع المملكة السعودية بشأن حظر محصول البصل؟ نعم.. تواصلنا مع المملكة، ولكن لم يصل إلينا رد رسمى حتى الآن، والموضوع قيد المباحثات، ولكن تواصلنا مع التمثيل التجارى المصرى فى السعودية؛ لمعرفة السبب وعلمنا أن الحظر تم بسبب وجود شحنات بصل مصرى موجودة فى الأسواق السعودية وبه بقايا مبيدات، وبناء عليه تم الحظر. هل تسبب حظر السعودية للبصل المصرى فى أى خسائر؟ نعم.. حظر السعودية للبصل المصرى تسبب فى خسائر كبيرة للمصدرين بعد حجز شحناتهم فى الموانئ بشكل مفاجئ من قبل السعودية، والتى أصدرت القرار ونفذته فى نفس اليوم، ولم تبلغنا به، فهناك من استطاع إعادة شحناته من الموانئ، وآخرين عجزوا عن ذلك. ونتواصل حاليا مع التمثيل التجارى المصرى فى السعودية، لحل المشكلة التجارية والفنية، ويتم فحصه خاصة أن البصل المصرى لم تصلنا منه أى شكوى على مستوى العالم، ومنذ عام 2002، تم رفضه فى الاتحاد الأوروبى حتى الآن هى 3 حالات فقط، وكانت لبصل أخضر وليس «ناشف»، فمتبقيات المبيدات الموجودة فى البصل كما ذكرت السعودية لا تتعدى على أصابع اليد الواحدة، فقد يصيب البصل أعفان، وحينها يتم إعدام الشحنة، ولا يؤدى ذلك للحظر. هل هناك خطط تطوير فى قطاع الحجر الزراعى؟ نعم.. بدأنا فى أخذ خطوات إيجابية فيما يخص تكويد المزارع المنتجة للحاصلات الزراعية، والتى تتعامل معها الشركات المصدرة؛ حتى نستطيع تتبع الشحنات المصدرة للخارج، إلى جانب أننا بدأنا فى عملية الربط الإلكترونى بين جميع الموانئ والإدارة المركزية للحجر الزراعى؛ حتى نتمكن من متابعة كل ما يحدث فى تلك الموانئ. ونعمل أيضا على تشريع قانون للحجر الزراعى، ويهدف إلى تشديد الإجراءات القانونية ضد الشركات المخالفة للتصدير، ويضم مواد عقابية تصل إلى الحبس والغرامة، ولكن لايزال القانون فى وزارة العدل، للنظر فيه وإرساله إلينا مرة أخرى بعد تعديله، ثم إرساله إلى مجلس الوزراء، ثم إلى البرلمان، حتى يتم ضبط منظومة الصادرات الزراعية. ما أبرز ملامح قانون الحجر الزراعى الجديد؟ أبرز ملامح قانون الحجر الزراعى هو أنه يتفق مع المعايير الدولة فيما يخص الاشتراطات الدولية، وفيه عقوبات للمخالفين؛ فالمصدر الذى يخالف ويتلاعب بالحجر الزراعى يتعرض للحبس وغرامة بحسب الجرم، والقانون حاليا بوزارة العدل. ما هدفكم بالنسبة للصادرات الزراعية خلال عام 2019؟ نهدف لتجاوز الرقم الذى حققناه فى 2018؛ حيث قفزت الصادرات الزراعية لأول مرة إلى 5 مليون و200 ألف طن، وكسرنا بذلك الرقم القياسى ل2015، الذى كان 4 ملايين، ونسعى أن نصل إلى ما يقرب من 6 ملايين طن للصادرات الزراعية المصرية فى نهاية العام الحالى، خاصة بعد فتح أسواق جديدة خلال العام الماضى، فزيادة حجم الصادرات ليس دور الحجر الزراعى، وحده، ونعمل على الجانب الفنى أكثر، وإنما المعنى بذلك هى وزارة التجارة والمصدرين. ماذا عن الأسواق الجديدة التى فتحت أبوابها للصادرات الزراعية؟ فى 2018، فتحنا أكثر من 18 سوقا لمحاصيل مختلفة على مستوى العالم، وكان آخرها السوق التركية للبصل المصرى للتصدير، وهذا كان أول شىء فى 2019، بخلاف الأسواق التى تم فتحها فى اليابان وإندونيسيا والصين وكندا وغيرها. كيف تتعاملون مع الشركات غير المسجلة؟ الحجر الزراعى، لا يتعامل مع الشركات غير المسجلة من الأساس؛ لأنه ليس لديها سجل قانونى، وليس لنا عليها سلطة، ولكن نتعامل مع المزارع المكودة، ونعمل خلال الفترة الحالية على تكويد باقى المزارع؛ حتى نتمكن من سلامة وجودة المحاصيل الزراعية المُصدرة.