كأن أقدارهما واحدة، بفروق رقمية لافتة، يشب حريقًا في محطة مصر للسكك الحديدية صباح اليوم، وهو السابع والعشرين من فبراير لعام 2019، فتستعيد الأذهان أولئك الذين لقوا حتفهم في حريق آخر وُصف بالأبشع. استيقظ المصريون في العشرين من فبراير عام 2002، وبفارق 17 عاما وأسبوع، قُتل 383 راكبًا مصريًا في حريق لقطار الصعيد بمحطة العياط قطار رقم 832، كأن الشهر لا يغادر المصريون إلا وهو يُذكرهم بآخرين حُرمت أسرهم من الاحتفالا بعيد الأضحى المبارك. تدلت رؤوسهم من نوافذ القطار وقتها، أياديهم مُعلقة في محاولات فشلت للقفز من قطار الصعيد وهو يشتعل، كانت الصورة دالة على عيدهم الذي لم يأت. ذاكرة المصريين كتبت رقمًا جديدًا، أشقائهم على الأرصفة قتلهم قطار من دون سائق، القطار رقم 2302، إذ حدث عطل به حسب مصدر في تصريحات نشرتها «الشروق»، ليجري تصليحه داخل الورشة، مشيرًا إلى أن القطار تحرك مسرعًا في أثناء تصليح العطل الذي كان يشارك فيه السائق والفنيين، ولم يلحقه أحد، فاصطدم بالأرصفة رقم5 و6 ومبنى الهيئة الرئيسي، مشيرًا إلى انحدار القطار من مكان مرتفع أثناء الصيانة؛ ما جعله يدخل الرصيف بكل سرعته، حسب مصدره. وكان قطار الصعيد في 2002 متوجهًا من القاهرة إلى أسوان لتشب فيه النيران، وهو الحادث الذي دفع وزير النقل المصري الأسبق إبراهيم الدميري للاستقالة.