يشهد النزاع على السلطة في فنزويلا فصلا حاسما السبت وهو اليوم الذي حدده المعارض خوان جوايدو لإدخال المساعدات الإنسانية المخزنة على الحدود الكولومبية التي أغلقها الجيش الموالي للرئيس نيكولاس مادورو. وفي الوقت نفسه دعا كل من جوايدو ومادورو الفنزويليين إلى التظاهر السبت. وكان جوايدو الذي اعترف به نحو خمسين بلدا رئيسا بالوكالة، تحدى مادورو الجمعة بمخالفته أمرا قضائيا يمنعه من مغادرة البلاد، مؤكدا أن الجيش الذي يشكل عماد النظام التشافي سهل له ذلك. وأغلقت كراكاس مساء الحدود في ولاية تاخيرا "غرب" المجاورة لمدينة كوكوتا الكولومبية التي ينوي المعارض الشاب إدارة تسليم المساعدات منها. وانتقل جوايدو من العاصمة الخميس في موكب سيارات نوافذها معتمة إلى كولومبيا عشية الموعد الذي حدده لدخول عشرات الأطنان من الأغذئية والأدوية التي تم تجميعها منذ السابع من فبراير في مستودعات في كوكوتا. وقال جوايدو -وإلى جانبه رؤساء كولومبيا وتشيلي والباراغواي والأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية- إن "السؤال هو كيف وصلنا إلى هنا بينما أغلقوا المجال الجوي وكل أنواع العبور البحري وسدوا الطرق. نحن هنا لأن القوات المسلحة بالتحديد شاركت في العملية". دور حاسم للجيش الفنزويلي أثار حضور غوايدو قبيل انتهاء الحفل الموسيقي الذي استمر أكثر من سبع ساعات ونظمه الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، مفاجأة. ويريد برانسون مؤسس مجموعة فيرجن جمع مئة مليون دولار خلال ستين يوما على الانترنت لفنزويلا. وقال جوايدو إن الحرس الوطني البوليفاري التابع لنظام مادورو لعب دورا حاسما أيضا. ولم يذكر متى وكيف ينوي العودة إلى فنزويلا حيث يمكن أن يتم توقيفه بسبب مخالفته القرار القضائي بمنعه من المغادرة. وسيكون الدور الذي سيختار الجيش القيام به حاسما. وقد أمره مادورو بعدم السماح بدخول المساعدة التي أرسلتها خصوصا الولاياتالمتحدة بطلب من خصمه. ودانت الولاياتالمتحدة الجمعة "بشدة" استخدام الجيش الفنزويلي للقوة بعد مقتل شخصين من السكان الاصليين في فنزويلا خلال محاولتهما منع جنود من إغلاق معبر حدودي مع البرازيل، وقال البيت الأبيض في بيان إن "الولاياتالمتحدة تدين بشدة استخدام الجيش الفنزويلي للقوة ضد مدنيين عزّل ومتطوعين أبرياء". وأضاف "الرئيس الانتقالي خوان جوايدو طلب مساعدة انسانية عاجلة من المجتمع الدولي من أجل شعب بلاده، بينما نظام مادورو أعطى أوامر باغلاق الحدود وقمع هؤلاء الذين يحاولون ادخال المساعدات الى البلاد. يجب على الجيش الفنزويلي أن يسمح للمساعدات الانسانية بدخول البلاد بطريقة سلمية. العالم يراقب". إغلاق الجسور الحدودية أعلن جوايدو -السبت- "قررنا فتح كل الحدود غدا" السبت، بينما دعا الرئيس الكولومبي ايفان دوكي الذي يصف حكم مادورو بأنه "ديكتاتورية"، ونظيره التشيلي سيباستيان بينييرا، العسكريين إلى الوقوف في "الجانب الصحيح من التاريخ" والسماح بدخول المساعدات. وأعلنت ديلسي رودريجيز نائبة الرئيس الفنزويلي بعد ذلك إغلاق ثلاثة جسور تربط بين كولومبياوفنزويلا موقتا "بسبب تهديدات خطيرة وغير شرعية أطلقتها حكومة كولومبيا ضد السلام والسيادة في فنزويلا". ودعا جوايدو الفنزويليين إلى التعبئة السبت للمطالبة بالمساعدات. وقال "السبت الثالث والعشرون من فبراير بعد شهر من تسلمي مهامي كرئيس بالوكالة، كل شعب فنزويلا سيكون في الشارع للمطالبة بدخول المساعدة الإنسانية". تظاهرات في الجانبين دعا مادورو أيضا الفنزويليين إلى التظاهر السبت بينما ينظم نظامه حفلة غنائية تحت شعار "ارفعوا أيديكم عن فنزويلا". والحفلة التي يفترض أن تستمر ثلاثة أيام بدأت على الجانب الآخر من جسر تيينديتاس الذي يربط بين كوكوتا في كولومبيا وأورينيا في فنزويلا. وتراقب قوات أمنية هذا الموقع الذي أغلقه الجيش منذ أسبوعين بحاويات. ويرفض مادورو دخول المساعدات الأمريكية على الرغم من حاجة البلاد الماسّة إليها، مبرّرا رفضه بأنّ هذه المساعدات هي ستار لخطة أمريكية للتدخل في بلاده. ووصل اليوت أبرامز الممثل الخاص للولايات المتحدةلفنزويلا الجمعة إلى كوكوتا على متن طائرة خامسة من المساعدات، وقد أكد أن هذه التحركات ستستمر إذا لم يتغير شيء. وقال: "ماذا ستفعل إذا لم تسقط حكومة مادورو السابقة غدا؟ نواصل العمل ونواصل العمل بدعم من أكثر من خمسين دولة في العالم". وأخيرا، منعت سلطات جزيرة كوراساو الهولندية الجمعة المعارضين الفنزويليين من تحميل سفينة بمساعدات إنسانية مرسلة إلى بلدهم، وقال قبطان السفينة كارلوس كينتافالي إن "السلطات منعت دخول حاويات لنقل مساعدات إلى فنزويلا". وكانت حكومة كوراساو الجزيرة التي تبعد نحو ستين يكلومرتا عن سواحل فنزويلا قالت إن "الشحنات لن ترسل إلا بموافقة سلطات كراكاس. بانتظار ذلك سيتم تخزين هذه المساعدة". وأضافت "إنها مسألة أمنية. بالتأكيد نريد مساعدة الناس لكننا لن نختار النزاع" بينما أغلقت حكومة مادورو الحدود البحرية وعلقت الرحلات الجوية مع كوراساو".