قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إن الأممالمتحدة تبذل جهود متواصلة بهدف الجمع بين الفرقاء الليبيين خلال الفترة المقبلة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التحضيرات بشأن المؤتمر الوطني الليبي الجامع تسير بشكل ممتاز. وفي حوار مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، أكد سلامة أن الأممالمتحدة منذ وصولها على الأقل إلى ليبيا فتحت الأبواب لكل الليبين بدون أي إقصاء، مضيفا: «نحن عملنا منذ نحو السنة على إدخال مبدأ قبول الآخر وأقمنا عددا من الاجتماعات لم يعلن عنها بين مختلف الأطراف الليبية التي لم تكن تتحادث، وهذه الأطراف قبلت التلاقي والمحادثات للمرة الأولى عام 2018». وأضاف سلامة: «هذا ما يشجعني على السعى للملتقى الوطني، وأننا قمنا بعدد من التجارب على الأرض للقاء مختلف الأطراف التي لم تلتق منذ سنة 2011، وكانت هذه اللقاءات ناجحة»، مشيرا إلى أن التحضير للمؤتمر الوطني الليبي تسير بشكل «ممتاز». في غضون ذلك، استعرض الناطق باسم الجيش الوطني الليبي العميد أحمد المسماري، تفاصيل العملية العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة في الجنوب، ضد العصابات الإرهابية. جاء ذلك خلال لقاء عقده مع شباب مدينة سبها أمس، تم خلاله فتح المجال للحاضرين ليتمكنوا من طرح أسئلتهم واستفساراتهم حول هذه العملية. من ناحية أخرى، انطلقت الاحتفالات في عدة مدن ليبية، أمس، عشية الذكرى الثامنة لثورة السابع عشر من فبراير. وفي العاصمة طرابلس بدأ الاحتفال بإيقاد الشعلة بقصر الخلد، إضافة لعزف النشيد الوطنى لتنطلق من ذات المكان مسيرات توجهت إلى ميدان الشهداء، كما استعدت العديد من المدن للاحتفال بذكرى الثورة، عبر نشر الأعلام وتجهيز الساحات والشوارع لاستقبال الحشود، بحسب موقع قناة «ليبيا 218». إلى ذلك، قالت ميكيلا ميركوري أستاذة التاريخ المعاصر في جامعة «ماتشيراتا» الإيطالية ل«الشروق»، اليوم، إنه من الضرورى تسليط الضوء على إرادة الجميع بما فيها الجهات الفاعلة الإقليمية التى تدعم الفصائل المختلفة فى ليبيا، من أجل نزع سلاح الميليشيات من خلال إشراك بعض الجهات المحلية فى حوار سياسى شامل. وأضافت ميركوريى أنه من المهم العمل لإعادة الاقتصاد الليبي إلى مستوى مركزي من خلال إنشاء بنك مركزي واحد، وهو ما كان هدف قمة باليرمو الذي لم يتحقق أبدا. بدوره، قال أمبرتو بروفاتسيو الخبير المتخصص في الشأن الليبي لدى كلية «دفاع الناتو» في روما إن تأجيل المؤتمر الوطني الليبي وكذلك اقتراح الاتحاد الإفريقى بعقد حوار بين الليبيين في يوليو، تشكل «إشارات مهمة» لصعوبة المسار السياسي في ليبيا. وأضاف بروفاتسيو، ل«الشروق»، أمس: «التأجيل المتراكم للمؤتمر الوطني أرجأ إجراء الاستفتاء على الدستور، وقد أدى كل هذا التأخير بدوره إلى تأجيل الانتخابات».