تصاعد الضغط الدولي على الزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو، الإثنين، حيث اعترفت مجموعة من دول الاتحاد الأوروبي بمنافسة خوان جوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا. وكانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا من بين الدول الأوروبية التي أيدت جوايدو رسميا، ودعت إلى إجراء انتخابات جديدة في فنزويلا التي تعصف بها الأزمات، حيث يتنافس مادورو وجوايدو على الشرعية خلال الأسابيع الأخيرة. وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في بيان إن "الشعب الفنزويلي فقط هو الذي يحق له تقرير مستقبله". وتابع "يجب أن تتحكم فنزويلا في مصيرها، وعلى المجتمع الدولي تقديم المساعدة واحترام نتيجة العملية الديمقراطية والتأكد من القيام بها بكل الضمانات الضرورية". وكانت العديد من الدول الأوروبية قد منحت مادورو في الأسبوع الماضي مهلة لمدة ثمانية أيام لإعلان إجراء انتخابات جديدة أو الاعتراف بجوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا. وبعد انتهاء المهلة أمس الأحد، بدأت العواصم الأوروبية في الإعلان عن اعترافها بجوايدو، صباح الإثنين. وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اليوم الإثنين، بعد مباحثات مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، بالعاصمة اليابانية طوكيو: "حتى أمس لم يتم إعلان إجراء أية انتخابات رئاسية. لذا فإن جوايدو يعد حاليا الشخص الذي سنتحدث معه عن ذلك والذي نتوقع منه أن يبدأ عملية انتخابية في أسرع وقت ممكن". وأضافت المستشارة أن جوايدو يعد "الرئيس الانتقالي الشرعي لهذه المهمة من المنظور الألماني ومن منظور كثير من الشركاء الأوروبيين"، وتابعت قائلة: "نأمل أن تتم هذه العملية في وقت قصير قدر الإمكان وبشكل سلمي بالطبع". ومع ذلك، لم يصدر بيان أوروبي مشترك بشأن فنزويلا اليوم الاثنين. وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم إن إيطاليا تعرقل الاتفاق على بيان أوروبي مشترك بشأن الوضع في فنزويلا. وتردد أن الحكومة الائتلافية في إيطاليا منقسمة بشأن هذه القضية، حيث تشعر حركة خمس نجوم بالقلق من أن رحيل الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو يمكن أن يؤثر على العلاقات مع دول مثل ليبيا وأفغانستان والعراق. وعلى الجانب الآخر، يحرص حزب الرابطة اليميني المتطرف على رحيل مادورو عن الحكم. في غضون ذلك، انتقدت روسيا، واحدة من أكبر الداعمين الخارجيين لمادورو، والتي وفرت ائتمانا بقيمة مليارات الدولارات لحكومته في السنوات الأخيرة، الضغط الدبلوماسي عليه، وصفته بأنه "تدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا". ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين القول: "أي حل للأزمة السياسية الداخلية في فنزويلا ممكن بأيدي الفنزويليين أنفسهم". وأضاف أن "فرض أي حلول، أو جهود تهدف إلى إضفاء الشرعية على محاولة لاغتصاب السلطة هي في وجهة نظرنا مجرد تدخل مباشر، وغير مباشر في الشؤون الداخلية لفنزويلا". وشدد على أن مثل هذا التدخل "لا يسهم بأي شكل في التوصل إلى تسوية سلمية وفعالة وجوهرية للأزمة التي يعيشها الفنزويليون". ومن بين الدول الأوروبية الأخرى التي اعترفت بجوايدو النمسا وهولندا ولاتفيا وليتوانيا والسويد والدنمارك وفنلندا ولوكسمبورج والبرتغال. وانضمت هذه الدول إلى الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا ومجموعة من دول أمريكا اللاتينية، ومن بينها البرازيل والأرجنتين. وكان جوايدو، رئيس الجمعية الوطنية قد أعلن نفسه رئيسا مؤقتا يوم 23 كانون ثان/يناير الماضي. وفي مقابلة مع صحيفة " كوريري ديلا سيرا " الإيطالية نشرت اليوم الاثنين، قال جوايدو إن الاتحاد الأوروبي بحاجة " إلى العمل بانسجام لكي تشعر القوى التي لا تزال تؤيد مادورو بثقل الضغط الدبلوماسي والسياسي لأوروبا". وقال "نحن في اتصال دائم مع حكومات إسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدةوألمانيا، وقد أظهروا تضامنهم معنا وهم يراقبون الأحداث في فنزويلا بشكل دائم. لقد كان دعمهم جوهريا بالنسبة لنا". وكان مادورو، الذي أعيد انتخابه رئيسا في انتخابات أجريت العام الماضي وصفتها القوى الغربية بأنها صورية، قد أعلن قبيل المهلة أنه لن يكترث بأي إنذار نهائي. وذكر مادورو أنه كتب خطابا إلى بابا الفاتيكان فرنسيس الأول يحثه على القيام بدور الوساطة في الأزمة السياسية في بلاده. وقال مادورو لقناة "سكاي تي جي 24" الإخبارية الإيطالية، "كتبت خطابا إلى فرنسيس الأول.. أطلب منه مساعدتنا في عملية تسهيل الحوار وتعزيزه"، مشيرا إلى جهود وساطة أخرى تقوم بها دول المكسيك وأوروجواي وبوليفيا، وغيرها. وتابع: "أطلب من البابا أن يقدم أقصى جهوده، ورغبته لمساعدتنا في هذا المسار من أجل الحوار. وآمل أن نتلقى ردا إيجابيا". ويحظى مادورو بدعم كل من الجيش القوي وأجهزة الاستخبارات في بلاده فضلا عن روسيا والصين وتركيا وكوبا وبوليفيا ونيكاراجوا.