حالة من الجدل تثور عقب كل حادثة انتحار تحت عجلات مترو الأنفاق أو بأي وسيلة أخرى، خاصة بعد أن بدأت مثل هذه الحوادث تصعد بشكل لافت كثيرًا للنظر في الآونة الأخيرة، وهو ما يستدعى التساؤل بشأن ضرورة وجود آلية وطنية للوقاية من الانتحار، خاصة وأن بعض الأرقام تشير إلى أن هناك حوالي 88 حالة انتحار بين كل 100 ألف مواطن مصري. رغم هذا، فإن تقريرًا لمنظمة الصحة العالمية، صدر في عام 2014، يشير إلى أن المنطقة العربية والإفريقية تكاد تخلو من أي استراتيجيات أو خطة عمل وطنية للوقاية من الانتحار، على خلاف ما ينتهج عالميًا في هذا الشأن. لكن هناك بعض المحاولات التي تبذل في المحيط العربي عمومًا، منها إقامة خط ساخن أنشأته منظمة «بي فريندز»، الدولية في مصر، لمساعدة المقدمين على الانتحار، لكن توقف منذ فترة طويلة بسبب الافتقار إلى الدعم المالي. ترصد «الشروق» في هذا التقرير بعض الوسائل والإرشادات التي طبقت لدى بعض الدول، وحققت نجاحات ملموسة في بعض الحالات، والتي يمكن للحكومات ومنظمات المجتمع المدني الاستفادة منها في الحد من الانتحار. - خطوط ساخنة في السعودية ولبنان لتقديم الدعم النفسي: في لبنان، دفعت معدلات الانتحار المتزايدة مؤسسة «إمبرايس»، والمعنية بالصحة النفسية، نحو التعاون مع وزارة الصحة، من أجل إنشاء خط ساخن «1564»، لتقديم المساعدة النفسية المطلوبة للمقدمين على الانتحار، وتقديم الدعم اللازم. هذه الخدمة اختارات شعارًا جاذبًا لانتباه الفئة المستهدفة «الحكي بيطول العمر»، في إشارة إلى أهمية الحديث عما يزعج الفرد، وأهمية الدعم النفسي والمعنوي في إنقاذ حياة شخص مقدم على الانتحار. بمبادرة فردية كذلك من فتاتين سعوديتين، بدأت من هاشتاج عبر موقع «تويتر»، أطلق «الخط السعودي لمواجهة الانتحار»، ولاقت الفكرة دعم الكثيرين، خاصة بعد تزايد حالات الانتحار في المملكة.
View this post on Instagram حتى ننهي الصمت حول الانتحار، نحنا بحاجة لصوتكن! زوروا embracelifeline.org وخبّرونا ليش برأيكن صار لازم نكسر الصمت حول الإنتحار. #الحكي_بيطوّل_العمر #EmbraceLife A post shared by Embrace (@embrace_lebanon) on Sep 10, 2017 at 3:15pm PDT - برنامج أوروبي لتعزيز الصحة النفسية للمراهقين: وُضع برنامج توعوي في 11 بلدًا أوروبيًا، يهدف إلى تعزيز الصحة النفسية للمراهقين في المدارس، من أجل إنقاذ حياتهم وتمكينهم في المجتمع، وشمل البرنامج تدريب العاملين الذين يتعاملون في الخطوط الأمامية مع الحالات المضطربة، فضلًا عن التوعية بأهمية الصحة النفسية، إلى جانب فحص المراهقين المعرضين للخطر. - برنامج للوقاية من الانتحار في مكان العمل: نجح برنامج الشرطة الشامل للوقاية من الانتحار في كندا، في انخفاض معدلات الانتحار بنسبة نحو 79% بين رجال الشرطة في مونتريال. تكوّن البرنامج من من التدريب لمدة نصف يوم على قضية الانتحار لجميع ضباط الشرطة، مع التركيز على كيفية تقديم الدعم والمساندة لمن يحتاجها، وفي هذا السياق أنشئ خط للمساعدة الهاتفية للشرطة، يديره ضباط مدربون تدريبًا خاصًا، فضلًا عن حملة دعائية وجهت في هذا الإطار، تأكيدًا على ضرورة العمل الجماعي في مواجهة الانتحار. - الولاياتالمتحدةالأمريكية: لدى مراكز مكافحة الأمراض في الولاياتالمتحدةالأمريكية، نظام وطني للإبلاغ عن حالات الوفاة الناتجة عن العنف، بما فيها حالات الانتحار، ويعد هذا النظام بمثابة مستودع للبيانات، يهدف إلى جمع المعلومات المتعلقة بواقعة الوفاة، من عدة مصادر، بما فيها شهادة وفاة الضحية، وتقارير التشريح، والتقارير المختلفة للتحقيقات التي يجريها القائمون على إنفاذ القانون. ويوفر هذا النظام معلومات حول الخصائص الديموغرافية للشخص المتوفي، والآليات المستخدمة في الوفاة، والظروف المرتبطة بالحياة، والتي يعتقد أنها كانت سببًا في وقوع الحادثة.
*الأرقام والإحصائيات الواردة بالتقرير مأخوذة عن منظمة الصحة العالمية.