سافرت معه إلى معرض فرانكفورت فى 1968 للإعلان عن انطلاق معرض القاهرة للكتاب إقبال الجماهير على المعرض فى دورته الأولى كان منقطع النظير حتى كاد الجمهور يكسر الباب الحديد يعد إسلام شلبى صاحب فكرة إنشاء معرض القاهرة للكتاب، وهو الذى أقام بجهده الفذ وأدار باقتدار وكفاءة أول ثلاث دورات للمعرض، والتى حققت نجاحا مدويا وبنت الأساس الثقافى الحضارى الجماهيرى الذى ما زلنا ننعم به، حسب وصف المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الشروق»، والذى أكد أن جمال عبدالناصر أعجب بالفكرة فور تلقيها وتبناها ووفر لها وله دعما وتمويلا بالعملات الصعبة التى لم تكن وقتها متاحة إلا للمجهود الحربى 1968/1968 وأصدر تعليمات واضحة صارمة لكل الوزارات والهيئات لتوفير كل المطلوب لإسلام وتوفير حرية الحركة والسفر والاتصال بمن يحب من الناشرين الدوليين. وكان شاهدا على ذلك الناشر أحمد أمين صاحب ورئيس الدار الأكاديمية، الذى له دور كبير فى مجال العمل الوثائقى والنشر، حيث عمل رئيسا لإدارة الكتب الأجنبية بمركز الأهرام ومن قبلها مسئول استيراد الكتب الأجنبية بدار التحرير التى أنشأتها ثورة يوليو. لذلك كان لزاما على «الشروق» إجراء حوار مع أحمد أمين الناشر الكبير بمكتبه بحى الدقى امتد لثلاث ساعات كشف خلاله عن تفاصيل أول دورة لمعرض القاهرة للكتاب والدور الذى لعبه إسلام شلبى فى تأسيس هذا المعرض الذى نحتفل بيويبله الذهبى. بالطبع لا أحد ينكر دور الدكتور ثروت عكاشة أو الدكتورة سهير القلماوى، لكن الأقرب إلى المنطق أن دورهما فى فكرة إقامة المعرض، ينبع فقط من كونهما مسئولين وقتها، الأول وزيرا للثقافة والثانية رئيسة لهيئة الكتاب. أكد أمين مستشار دار التحرير والأهرام سابقا أن «محمود أمين العالم كان أول رئيس للمؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر اتصل به ليعرض عليه العمل معه بالمؤسسة لكنه اعتذر لعمله بمؤسسة التحرير فى ذلك الوقت ورشح للعالم إسلام شلبى الذى كان يعمل بدار الخياط اللبنانية فى بيروت فى ذلك الوقت وكان أحمد أمين تعرف على شلبى سابقا بحكم عمله بإدارة الكتب الأجنبية بدارالتحرير. وطلب أحمد أمين من محمود العالم تعيين إسلام شلبى بمرتب استثنائى 100 جنيه وتمت الموافقة عليه رغم صعوبة الإجراءات. ودفعت الصداقة بين أمين وإسلام بجانب الزمالة المهنية، إلى اطلاع أمين على فكرة كانت تجول بخاطر شلبى وهى إنشاء معرض للكتاب بالقاهرة. وكان ذلك فى كافيتيريا «لابس» بشارع قصر النيل فما كان منهما إلا أن عقدا العزم على زيارة وزير الاقتصاد آنذاك «حسين عباس زكى» عن طريق «أسامة عبدالعزيز عيسى» صديق أمين وأحد أعضاء المكتب الفنى لزكى، لعرض الفكرة وطلب التمويل لاستقبال الناشرين الأجانب للمعرض. خصص عباس زكى 100 ألف دولار مقسمة بالتساوى على كل من دار التحرير بإشراف «أمين» والمؤسسة المصرية العامة بإشراف «شلبى». اتجه شلبى مع صديقه أمين إلى أكبر محفل ثقافى آنذاك وحتى الآن معرض فرانكفورت للكتاب بهدف إقناع الناشرين الأجانب بالإشتراك فى معرض القاهرة للكتاب. ونجح شلبى وأمين فى نهاية رحلتهما فى اقناع نحو 25 ناشرا أجنبيا بالمشاركة دون إلزام أية مؤسسة مصرية بأعباء مالية. وقال أمين إنه عندما سافر مع شلبى إلى معرض فرانكفورت فى أكتوبر 1968 تمت المقابلة بينهما وبين «سيكفيرد تاوبرد» خبير الكتب الألمانى ومؤسس معرض فرانكفورت والذى استمر مديرا له قرابة 40 عاما، والذى قدم لهما دعما أدبيا حين قرر الإعلان عن معرض القاهرة كمعرض دولى للكتاب فى معرض فرانكفورت. يقول أمين إن تاوبرد كان رجلا حياديا محبا للعرب. ويذكر الناشر أحمد أمين أن الدكتورة سهير القلماوى رئيسة المؤسسة المصرية العامة حينها ساندت شلبى بنية طيبة لنجاح المعرض بينما انسحبت مؤسسة دار التحرير لكن مؤسسة الأهرام اشتركت بمجموعة كبيرة من الكتب بعد أن استعانت بالشركة الدولية لتمثيل الناشرين لاختيار الكتب المعروضة، فظهر الأهرام بصورة جميلة فى الدورة الاولى للمعرض، تلك الدورة التى شهدت إقبالا كثيفا من الجمهور، حتى كاد الجمهور يكسر باب الحديد. وكان شلبى هو اليد المنظمة الأساسية للمعرض خلال دورته الأولى بحسب أمين، تبدلت الأحوال بعد ذلك منذ أن تخلت سهير القلماوى عن منصبها وتولى الدكتور محمود الشنيطى رئاسة المؤسسة المصرية العامة، فنشأ خلاف فى الآراء بين الشنيطى وشلبى تحول إلى صراع حول إدارة المعرض انتهى برجوع إسلام إلى بيروت. ويذكر أمين أن وزارة الخارجية هى التى تولت جميع الأمور المختصة بالتنظيم الإدارى للمعرض فى دورته الأولى وكان لإسلام الفضل فى ذلك أيضا حين زار وزير الخارجية لإطلاعه على فكرة المعرض وطلب مساعدته فى التنظيم الذى رحب بالمساعدة. وتولى شئون تنظيم المعرض السفير عصمت عبدالجواد بوزارة الخارجية.