شن جورج جالاوى النائب البريطانى ورئيس قافلة (شريان الحياة..تحيا فلسطين) هجوما على السلطات المصرية مشيرا إلى وجود رغبة فى استمرار الحصار على الشعب الفلسطينى وعدم توفير وسائل الأمان والحماية الكافية للحملة أثناء وجودها على الأراضى المصرية ويأتى ذلك قبل ساعات من دخول معبر رفح الحدودى للجانب الفلسطينى وقال جالاوى ل«الشروق»: نطالب الحكومة المصرية بضمان تسليم المواد الطبية والغذائية خلال يومين للهلال الأحمر الفلسطينى من قبل نظيره المصرى». وأضاف: «سنشكل فريقا للمتابعة وقد نستدعى وفدا بريطانيا رسميا إذا استدعى الأمر». يأتى ذلك بعد قرار اللواء أبوالفضل شوشة محافظ شمال سيناء المفاجئ يوم الأحد بتفريغ حمولة الشاحنات ال109 المرافقة للقافلة البريطانية داخل العريش قبل توجهها لقطاع غزة وهو ما أدى لوقوع اشتباكات بين الشرطة المصرية وسائقى الشاحنات الذين هددوا بحرقها فى حالة منعهم من الدخول إلى غزة. وقال جالاوى ل«الشروق» بعيد لحظات من وصوله لمقر إقامته بأحد فنادق العريش: «جئنا إلى غزة لنطلق منها صيحة انتباه للشعوب الغربية لكى تفيق من سحر إسرائيل التى تزعم أنها مكسورة الجناح». وأضاف: لم يحدث مطلقا أى اتصال مع إسرائيل لتسمح له بالدخول كما أشيع موضحا أنه على مدار حياته لم يتحدث أو يتصل بالسلطات الإسرائيلية، ولذا أصر على الدخول من معبر رفح باعتباره معبرا عربيا، وقد حصلنا على الموافقة الرسمية من الحكومة المصرية. وأشار جالاوى إلى أن المحكمة التى أمرت باقتياد البشير للعدالة الدولية نسيت أن هناك مجرمين طلقاء جرائمهم موثقة، لقد صفقوا لهم بدلا من أن يحاكموهم. وعن موقفه من قرار المحكمة الدولية من محاكمة الرئيس السودانى عمر البشير قال: أنا ضد هذا القرار جملة وتفصيلا فهو غير عادل وغير مقبول، جريمة السودان الحقيقية هى أنها اكتشفت نفطا فى أراضيها وباعته للصين وليس للغرب. بينما تعرضت القافلة بحسب شهود عيان «للاعتداء من قبل مجموعات مجهولة مساء الأحد واكب ذلك انقطاع للكهرباء عن المنطقة التى عسكرت بها القافلة مما تسبب فى حالة من العصبية بين أفراد القافلة انعكست على تعاملهم مع قوات الأمن التى وجدت بعد فترة من الاعتداء». وقال جالاوى: «الإحباط والغضب والاستغراب يسيطر على أعضاء القافلة من تعنت الجانب المصرى وأردف: «ولكن هذا لا يعنى فشل هدف الحملة». وأرجع ذلك إلى «طبيعة الاستقبال الذى قامت به السلطات المصرية وعزل القافلة منعها من الاحتكاك مع الشعب المصرى وقصر الاحتفالات على الحزب الحاكم». وقال جالاوى «ما قامت به مصر من احتفالات هى بالحزب الحاكم وليس بالقافلة أو القضية الفلسطينية، فلم نر علم فلسطين خلال تلك الاحتفالات، كما لم يلق أحد مسئولى الحزب الوطنى الذين تحدثوا خلال المهرجان الذى أقيم بالعريش كلمة داعمة للقضية الفلسطينية»، وأكمل قائلا «وهو ما قد يعكس رغبة مصرية ما فى استمرار الحصار على الشعب الفلسطينى». إلى ذلك «هناك مباراة كرة قدم غير تقليدية دارت فى ساعة متأخرة من الليل بين كل من الشرطة المصرية وأعضاء القافلة البريطانية (شريان الحياة..تحيا غزة) وأشخاص مجهولين»، من جانب آخر، «وصف أطلقته الصحفية الناشطة البريطانية إيفون ريدلى أحد منسقى الحملة وذلك تعليقا على الاعتداء الذى تعرضوا له مساء أمس الأول مما تسبب فى إحداث خسائر ببعض سيارات القافلة كما كتب على بعضها عبارات مناهضة لحركة المقاومة الإسلامية حماس بحسب ريدلى فى تصريحاتها ل«الشروق». وأضافت: «قوات الأمن المصرية لم تضمن حماية القافلة بشكل كامل فكيف تتعرض القافلة للهجوميين وتقطع خلالها الكهرباء ليتم الاعتداء وسط غطاء من الظلام.. إنها مهزلة، كما تتمنى أن «تمنع كل وسائل الإعلام نشر تلك المهزلة والصور المثيرة للشغب واعتداءات لا يمكن أن تنقل إلى العالم». وتقول ريدلى: «حاولت إقناع الشرطة المصرية أن المباراة ستكون أكثر متعة إذا كانت بركل الكرة بدلا من ركل رفاقى، لكنها ترددت فى التخلى عن الهراوات». وعلى جانب آخر، أكد أحد منسقى الحملة رفض الافصاح عن اسمه أن «القافلة تحمل القيادات الأمنية مسئولية ما تعرضت له من اعتداء بغض النظر عما قام بها». وقال: إن «أحد المصادر الأمنية المصرية حمل القافلة مسئولية الاعتداء عليها قال لنا «أرهقتونا لم ننم منذ 3 أيام، وأرهقت البلاد خاصة العريش وأهلها». وقال المصدر السابق: «جورج جالاوى يحمل المسئولين المصريين الذين اتفقوا مع القافلة على مرورها مسئولية المواد الطبية والغذائية التى تم تخزينها فى مخازن حكومية بالعريش» حيث خضعت القافلة للشروط المصرية بتخزين حمولات الشاحنات البريطانية التى تحوى مواد طبية وغذائية بينما تمسكت القافلة بمرور السيارات ال100 المرافقة للقافلة فارغة إلى داخل قطاع غزة إلى جانب سيارات الإسعاف والكرفان والإطفاء كنوع من رمزية». واحتشد أمس المئات من أهالى قطاع غزة أمام معبر رفح المصرية انتظارا لاستقبال قافلة الإغاثة البريطانية والتى يرأسها البريطانى جورج جالاوى والوفد البرلمانى المصرى المرافق له ويضم الدكتور فريد إسماعيل النائب بمجلس الشعب والنائب يسرى بيومى وعددا من الشخصيات المهمة المصرية والدولية. جاء ذلك بعد أن رفضت الحكومة المصرية دخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح مطالبة بدخولها عبر أحد المعابر الإسرائيلية، وفى اتصال هاتفى أكد الدكتور فريد إسماعيل ل«الشروق» أن الحكومة قامت بإنزال المساعدات الغذائية من سيارات القافلة مطالبة دخولها من منفذ آخر غير معبر رفح مما جعل جالاوى يهدد بالعودة بالقافلة كاملة إلى بريطانيا. وقال: «اتفقنا مع الحكومة المصرية على دخول القافلة من معبر رفح ولكننا فوجئنا أن الأمن المصرى المحتشد أمام المعبر يرفض دخول المساعدات الغذائية واكتفى بدخول المساعدات الدوائية والأفراد فقط عبر معبر رفح المصرية». وأكد فريد أن أشخاصا من السلطات المصرية تدخلوا لإثناء جالاوى عن العودة مؤكدين له وصول المساعدات الغذائية كاملة وسليمة عبر معبر العوجة الإسرائيلى وذلك بناء على طلب من الجانب الإسرائيلى. بينما أكد عمرو سلامة الطالب بإعلام جامعة سيناء وهو أحد أفراد القافلة أن أهالى غزة احتشدوا أمام معبر رفح المصرية للحصول على المساعدات الغذائية والدوائية ولكن رفض الحكومة المصرية دخول المساعدات الغذائية أحبط الأهالى حيث تأكدوا أن الجانب الإسرائيلى لن يترك المساعدات الغذائية تدخل لهم سليمة أبدا متوقعا احتمالات تركها حتى تتلف أو عدم توصيلها إليهم أصلا