علن رئيس البرلمان السويدي أمس الاثنين، أن تصويتا سيجري الجمعة القادمة لاختيار رئيس للوزراء، مانحا بذلك مدة يومين إضافيين للأحزاب لحل خلافاتها. وجاء هذا الإعلان بعد محادثات أجراها رئيس البرلمان أندرياس نورلين اليوم مع قادة الأحزاب السياسية. وقال نورلين :"الأمر قريب جدا من الإنجاز. وليس من المفترض أن أكون أنا من يفشله برفض إعطاء الأحزاب عدة ساعات إضافية". وبدا واضحا خلال المشاورات أن "حزب اليسار" ليس مستعدا بعد للسماح لزعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي ستيفان لوفين بخوض سباق رئاسة الحكومة. وطالب كل من لوفين وزعيم حزب اليسار جوناس سيوستدت بوقت إضافي. ومن المقرر أن يعاود نورلين اللقاء بقادة الأحزاب غدا الأربعاء. وأضاف رئيس البرلمان السويدي أنه كان "ينتقد بشدة" الطلب المقدم في اللحظة الأخيرة بمنح مهلة إضافية، معللا بالقول إنه كان قد منح الأحزاب السياسية جدول زمنية لانتخابات رئاسة الوزراء في ديسمبر الماضي. وأجريت العديد من المحاولات التي باءت بالفشل من أجل تشكيل حكومة منذ الانتخابات، التي لم تسفر عن نتائج حاسمة في سبتمبر الماضي. كان نورلين قد خطط في بادئ الأمر لبدء الترشح في انتخابات رئاسة الوزراء اليوم الاثنين، إلى أن يعقبه تصويتا بالثقة غدا الأربعاء. ويتنافس كل من زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي ستيفان لوفين وزعيم حزب المحافظين أولف كريستيرسون على منصب رئيس الوزراء. وعقب لقائه مع رئيس البرلمان، قال لوفين إن البلاد بحاجة إلى حكومة. ودافع لوفين عن مسودة اتفاق مع حزب الخضر وحزب الوسط والليبراليين، تسمح له بالبقاء كرئيس للوزراء. وقال لوفين للصحفيين "لم يفز أحد يفوز بكل شيء، فالجميع فازوا بشيء، ولذا ينبغي على الجميع تقديم تنازلات." ويهدف الاتفاق إلى إقصاء الحزب الديمقراطي السويدي الشعبوي اليميني، وتهميش حزب اليسار حتى لا يكون له أي نفوذ سياسي. ومع ذلك يبدو أن زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي لوفين بحاجة إلى امتناع "حزب اليسار" عن التصويت في اقتراع بالثقة - أو التصويت لصالحه – من أجل تشكيل حكومة. على الجانب الآخر، قال زعيم حزب المحافظين أولف كريستيرسون، بعد لقائه مع رئيس البرلمان، إن حزبه يشعر بالغضب بشأن مشروع الاتفاق يتضمن تخفيضات ضريبية كبيرة وإصلاحات في قوانين العمل. ورغم أن حزب اليسار يرغب في وصول لوفين لرئاسة الوزراء ، فإن كريستيرسون قال إن زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي يجب أن يحترم الاتفاقيات المبرمة في فترة السنوات الأربع الماضية، ويضمن عدم "إقصاء" حزب اليسار من التعاون السياسي الطبيعي. وقال كريستيرسون "سوف نستغل الأيام القادمة لإيجاد حلول". وتابع زعيم حزب المحافظين قائلا إنه لن يكشف لوسائل الإعلام طبيعة التنازلات التي يطالب بها حزبه من لوفين. وأقر حزب الخضر وحزب الوسط والليبراليون الاتفاق في مطلع الأسبوع الجاري، قائلين إنهم حققوا أهدافًا سياسية مهمة تتراوح بين التخفيضات الضريبية وإصلاح قانون العمل والإجراءات المتعلقة بالمناخ.