أزمة تُعد هي الأطول في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، والأكبر في إدارة الرئيس دونالد ترامب، "الإغلاق الحكومي الجزئي" التي أصبحت حديث وسائل الإعلام ومحط أنظار العالم أجمع، لما تشهده من تطورات ولما تحويه من توقعات مُحتملة الحدوث جراء ذلك. الجدار الحدودي مع المكسيك، هو أساس الأزمة المشتعلة في الإدارة الأمريكية، وفي ظل تمسك الرئيس الأمريكي ببنائه وتمويله ب5 مليار دولار، ورفض الديمقراطيين الذين يمثلون أغلبية في مجلس النواب، لا تلوح في الأفق أي انفراجة قريبة للأزمة. وفي ظل تمسك ترامب ورفض الديمقراطيين تنتظر أمريكا عدة سيناريوهات متوقع حدوثها، ترصدها الشروق في التقرير التالي.. -تنازل الديمقراطيين: يُعد سيناريو تنازل الحزب الديمقراطي وتراجعه عن رفضه هو أحد السيناريوهات التي يُرحب بها دونالد ترامب، مما يجعله يتمكن من تنفيذ خطته وبناء الجدار ووضع بند تمويله داخل الميزانية الجديدة للدولة ب5 مليار دولار، ومع رفض الديمقراطيين القوي وأغلبيتهم في مجلس النواب لايبدو أن هذا الحل ممكنا. -تنفيذ خطة الديمقراطيين: وعكس السيناريو الأول يحاول الحزب الديمقراطي إقناع ترامب وإدراته بالموافقه على خطته لتجاوز الأزمة، وفي نفس الوقت بناء الجدار ولكن ليس بالمبلغ الذي يطلبه ترامب. شهد الاجتماع الأول لمجلس النواب في 4 يناير، إقرار مشروع قانون تقدم به الديمقراطيين، يتضمن تمويل وزارة الأمن الداخلي بالمستويات الراهنة حتى الثامن من فبراير. وشملت الخطة تخصيص 1.3 مليار دولار للجدار الحدودي و300 مليون دولار لإجراءات تأمين حدودية أخرى بوسائل منها التكنولوجيا الحديثة والكاميرات. وتضم الخطة التي تقدم بها الديمقراطيين، تمويل الهيئات الاتحادية التي توقف تمويلها "وزارات الخارجية والتجارة والزراعة والعمل والخزانة"، حتى 30 سبتمبر أي حتى نهاية السنة المالية. -قانون الطوارئ الوطني: في تطور سريع للأزمة أدلى ترامب بتصريحات مثيرة للجدل تفتح الباب أمام الكثير من التساؤلات، حيث أشار إلى أنه من الوارد فرض حالة الطوارئ الوطنية، ويحق له وقتها تمويل الجدار من ميزانية وزارة الدفاع دون العودة لمجلس النواب. قانون الطوارئ، يُتيح للرئيس الأمريكي اتخاذ العديد من الإجراءات دون العودة للكونجرس، وشن الحرب على أي دولة، اعتقال أي مشتبه به دون إذن قضائي، فرض قيود على التصدير وتقييد أي حراك شعبي، وخلال ذلك يمكن للرئيس وقتها التصرف في جميع موارد الدولة وقتما يشاء دون العودة لأحد. -عزل ترامب: منذ بداية العام الجديد ويلوح في الأفق اقتراح عزل الرئيس الأمريكي من قبل الديمقراطيين، في ظل تزايد الأزمة وتمسكه بقراره ورفضه أي اقتراحات بديلة، إلا أن رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي تستبعد التصويت على قرار عزله خلال تلك الفترة، خاصة بعد الاتهامات التي يواجهها ترامب بالتدخل الروسي في الانتخابات التي من الممكن أن يؤثر على رئاسته بشكل كبير. ومع افتراض موافقة مجلس النواب على فتح النقاش حول عزل ترامب وموافقة الديمقراطيين على الأمر، يتبقى موافقة مجلس الشيوخ على القرار وينبغي موافقة 67 عضو من أصل 100 عضو، وتظل صعوبة عزل ترامب في الأغلبية التي يحققها الجمهوريين حزب الرئيس الأمريكي في المجلس الأعلى داخل الولاياتالمتحدة. حيث يسيطر الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ ب53 صوت، و 47 صوت لصالح الديمقراطيين، أي أن الحزب الديمقراطي يحتاج ل 20 صوت إضافية من الجمهوريين لتأيد عزل ترامب. -استمرار الإغلاق لسنوات: ترامب نفسه أعلن خلال اجتماعه مع قادة الكونجرس أن الإغلاق قد يستمر لشهور أو سنوات حال لم تتم الموافقة على طلباته، ولكن مع تواصل الإغلاق تشهد أمريكا أزمة داخلية، حيث يستمر إيقاف رواتب 800 ألف موظف أمريكي، واستمرار 350 ألف موظف في أجازة بدون أجر. في السياق نفسه، يؤثر سيناريو استمرار الإغلاق على تجميد أعمال 4 مؤسسات وهيئات فيدرالية "هيئة المتنزهات القومية، هيئة التفتيش البيئي، هيئة التفتيش الغذائي، وهيئة ضريبة الدخل"،وتأثر هيئات الضمان الاجتماعي والخدمات الصحية في ظل إغلاق وزارات الأمن الداخلي والنقل والزراعة والخارجية والعدل.