بالألوان الحمراء والخضراء والذهبية والألعاب والأنوار، تتزين أشجار الكريسماس مع بداية شهر سبتمبر من كل عام احتفالا بالأعياد، وبرغم أن احتفال "الكريسماس" خاص بالديانة المسيحية إلا أن البعض يعتبره احتفالا للجميع، يزينون بيوتهم ومحالهم بأشجار الكريسماس بأشكالها وأحجامها المختلفة، متمنين عاما جديدا سعيدا مليئا بمظاهر الفرحة. وعند البحث عن أصل شجرة الكريسماس نجد العديد من الأساطير والقصص المختلفة، وكانت الشعوب الأوروبية القديمة أول من قدم للعالم شجرة الكريسماس، ولكن الشجرة نفسها أقدم من ذلك، ولطالما كانت ترمز للحياة الأبدية في الديانات القديمة. وترجح إحدى الموسوعات العلمية أن الشجرة بدأت في الظهور مع القرون الوسطى بألمانيا، حيث القبائل الوثنية الاسكندنافية، التي عاشت وسط الثلوج مع قليل من ضوء الشمس وكانت تعبد الإله «ثور» إله الغابات والرعد والصواعق، وكانت تزين الأشجار وتقدم معها تضحية بشرية للإله. وتقول إحدى التحليلات أنه في عام 727، أوفد القديس بونيفاسيوس للقبائل الاسكندنافية يبشرهم بالمسيح ويحثهم على ترك الوثنية، وحدث أن شاهدهم يقيمون حفلا تحت إحدى أشجار البلوط، وقد ربطوا طفلًا هو أحد أبناء الأمراء، وكادوا أن يذبحوه قربانا ل«ثور»، فهاجمهم القديس وخلص الطفل من أيديهم، وقطع الشجرة وأخذها إلى المنزل وزينها، واستخدمها في الاحتفال بعيد ميلاد المسيح. وفي ألمانيا كانت أشجار عيد الميلاد الأولى تتزين بعناصر صالحة للأكل مثل خبز الزنجبيل والتفاح الأحمر والذهبي وأشرطة من القماش، ومجوهرات من الزجاج. نسبت إضاءة الشجرة إلى مارتن لوثر في القرن السادس عشر، وانتشر تزيين شجرة الكريسماس عندما أدخلته الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث إلى إنجلترا، ومنها إلى الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا وباقي دول العالم. وضعت أول وأضخم شجرة كريسماس بالقصر الملكي في إنجلترا عام 1840، في عهد الملكة فيكتوريا، ومن بعدها انتشر استخدام الشجرة كجزء أساسي من زينة عيد الميلاد. وفي عام 1982، تم وضع أول شجرة عيد ميلاد في ساحة القديس بطرس الواقعة أمام كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان في روما.