النجيب: الاستيراد والاحتكار وراء الأزمات المتكررة أبو صدام: نستورد 98% من التقاوى واللجوء لمراكز البحوث هو الحل تمراز: مليار دولار سنويا تكلفة الاستيراد.. و3 طلبات فى روشتة الإنقاذ يعانى الفلاحون فى الفترة الأخيرة من صعوبة توفير تقاوى الخضراوات، نتيجة لقلة الكميات المستوردة منها بسبب موجة الجفاف التى ضربت بعض الدول الأوروبية التى تستورد منها مصر التقاوى، مما أدى لارتفاع أسعارها بنسبة 30%، ودفع الفلاحين لتقليل المساحات المنزرعة والاتجاه إلى محاصيل أخرى تحقق فائدة ربحية، وهو ما يؤدى فى النهاية إلى ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية من الخضراوات والفواكه على المستهلك. قال حاتم النجيب، نائب شعبة الخضراوات والفاكهة، إن أسعار تقاوى الخضراوات ومدخلات الانتاج ارتفعت، نتيجة لقلة الكميات المستوردة بسبب موجة الجفاف التى ضربت الدول الأوروبية التى تستورد منها مصر، مع وجود احتكار من قبل التجار مما يسبب العناء للفلاح، مطالبا الدولة بالتدخل واستيراد كميات من التقاوى للعمل على الزيادة التنافسية والتصدى للمحتكرين، مضيفا أن الدول التى تستورد منها مصر هى أسكتلندا وأيرلاندا وفرنسا وهولاندا والمملكة المتحدة. ولفت النجيب، إلى مبادرة الدولة بتقديم قروض بفائدة 5% فقط، لتحفيز الفلاح على زراعة البطاطس وغيرها من المحاصيل للعمل على توفيرها بالأسواق ومواجهة ارتفاع الأسعار. وكانت بعض المحاصيل قد شهدت ارتفاعات كبيرة فى الأسعار نتيجة شح المتاح المعروض، مع زيادة الطلب، وعلى رأسها البطاطس وهو ما برره خبراء ومسئولون بقلة المنزرع من المحصول فضلا عن بعض المشكلات التى واجهت الفلاحين من فساد التقاوى مع محصول الطماطم، وهو ما قلل المحصول بشكل كبير خلال الموسم الماضى. وأشار حسين أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إلى وجود عجز فى تقاوى الخضراوات فى الفترات الأخيرة، مما أدى لارتفاع أسعار تقاوى البطاطس للضعف مقارنة بالعام الماضى، بالإضافة إلى انتشار التقاوى المغشوشة التى تضر بالمحصول كما حدث للطماطم فى الأزمة السابقة. وأرجع أبوصدام، فى تصريحات ل«الشروق»، سبب أزمات التقاوى إلى قلة إنتاجية الدول الأوروبية التى نستورد منها، بعد موجة الجفاف التى أصابتها، لافتا إلى تقديم طلبات لاستيراد 157 ألف طن تقاوى بطاطس، وصل منها 61 ألف طن فقط، هى العروة الصيفية التى يتم زراعتها من شهر ديسمبر إلى فبراير، موضحا أن الأسعار ما زالت مرتفعة مما دفع الفلاحين لتقليل المساحات التى ينوون زراعتها، وهو ما سيؤدى فى النهاية لقلة العرض مقابل الطلب وارتفاع السعر على المستهلكين، متوقعا ارتفاع أسعار البطاطس الفترة القادمة. وأضاف أن مصر تستورد 85% من التقاوى بشكل عام و98% من تقاوى الخضراوات، و100% من التقاوى الهجين الحديثة، مشددا على ضرورة الاهتمام بإنتاج التقاوى وخاصة مشروع «هجن الخضر»، لما يمثله من أهمية فى إنتاج التقاوى الهجين التى تحتكرها الدول بالخارج، ويتم استيرادها بأسعار مرتفعة، وذلك بتوفير الدعم ماديا ومعنويا لمراكز البحوث الزراعية وتشجيع الباحثين بكل الطرق لتوفير تقاوى الخضراوات وشتلات الفاكهة حتى يتم الاكتفاء منها ذاتيا، قائلا «تقاوى اليوم هى ثمار الغد». وطالب نقيب الفلاحين، الحكومة بسرعة التدخل لوقف جنون أسعار مستلزمات الانتاج، بإحكام الرقابة على الاستيراد والعمل على توازن الأسواق والأسعار لحماية المزارعين، وأن تقوم الدولة ممثلة فى الجمعيات التعاونية باستيراد التقاوى وتوزيعها على الفلاحين بأسعار مخفضة لمواجهة احتكار التجار، مضيفا أن أسعار تقاوى الطماطم ارتفعت إلى 4 آلاف جنيه، للباكت الذى يحتوى على 500 بذرة، مقابل ألفى جنيه العام الماضى، مما رفع تكلفة إنتاج الفدان إلى 7 آلاف جنيه، فيما ارتفعت تقاوى الخيار للضعف تقريبا فتتراوح بين 120 و170 جنيها مقابل 70 جنيها الفترة الماضية، فيما كان يتم توفيرها من الإنتاج المحلى سابقا. فيما قال رائف تمراز، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن الدولة تستورد جميع أنواع تقاوى الخضراوات من الخارج بمليار دولار سنويا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج والمبيدات الحشرية، وإيجار الفدان الذى ارتفع من 10 آلاف إلى 15 ألف جنيه، مما أدى إلى توجه الفلاحين للمحاصيل التى تحقق ربحية أعلى. وأضاف تمراز، أن الفلاحين يطالبون الدولة بتطبيق المادة 29 من الدستور، التى تنص على أنه «على الحكومة إعلان أسعار المحاصيل قبل الزراعة بفترة كافية مما يوفر هامش ربح»، بالإضافة إلى تطبيق قانون الزراعة التعاقدية، وأن توفر وزارة المالية 5 مليارات جنيه للشركات والجمعيات التعاونية لشراء المحصول من الفلاحين لتحفيزهم على الزراعة. وأشار إلى أن أسعار تقاوى الخضراوات ارتفعت بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضى، حيث ارتفع سعر تقاوى البطاطس إلى 25 ألف جنيه للطن، نظرا لقلة الاستيراد بالإضافة إلى سحب وزارة التموين كميات كبيرة من التقاوى المخزنة لمعالجة أزمة ارتفاع البطاطس الفترة الماضية، مما زاد الأزمة حاليا، مما سيؤدى إلى شح الاراضى المنزرعة بالمحصول. وأوضح أن استيراد التقاوى من الخارج يمثل ضغطا على الفلاحين، مطالبا الدولة بتحفيز مركز البحوث على إنتاج تقاوى الخضراوات لتحقيق الاكتفاء الذاتى منها، وخفض كمية التقاوى المستوردة، بما يحقق عائدا ماديا ويوفر العملة الصعبة.