عكست الدراسة المسحية التى قام بها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فى مطلع شهر يونيو الماضى بعض العقبات التى تواجه المشاركة السياسية وأسباب تدنى نسب التصويت فى الانتخابات. وعرض الدكتور جمال عبدالجواد، مدير المركز، لبعض نتائج الدراسة خلال ندوة التوعية الانتخابية المشاركة والتحديات التى عقدت أمس الأول بمركز الأهرام. وأشار عبدالجواد إلى أن استطلاع الرأى الذى أجرى على 2400 شخص من مختلف المحافظات المصرية، أظهر أن 47% من المبحوثين يعتبرون الوضع السياسى جيدا، و38.9% يعتبرونه سلبيا. أما عن المشكلات التى تهم المواطنين فجاءت على رأسها البطالة بنسبة 41% تليها زيادة الأسعار بنسبة 28%، بينما جاءت المشكلات الصحية فى مرتبة متراجعة، فلم تتعد 8% وسوء الإدارة والفساد لم يتجاوز 2%. وقال عبد الجواد: إن هذه النتائج تعكس غلبة القضايا الاقتصادية على أجندة المواطن المصرى وأولوياته. وشكك 44% من المبحوثين فى قدرة الحكومة على معالجة هذه المشكلات بالإضافة إلى ضعف قدرات الإدارة المحلية فى علاج مشكلات الصرف الصحى والنظافة. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 50% من العينة مهتمة إلى حد ما بمتابعة التطورات السياسية، بينما 40% منهم غير مهتمين بمتابعتها. وبرر المبحوثون عدم متابعتهم لهذه القضايا بالانشغال وقلة الوقت وعدم مصداقية الأخبار السياسية. كما أشارت الدراسة إلى تدنى نسبة النساء المهتمات بالقضايا السياسية التى لم تتجاوز 54% من النساء المشاركات فى الاستطلاع، مقابل اهتمام 67% من الرجال. وقال عبدالجواد: «المواطن ليس بدرجة السوء واللامبالاة التى نتصورها من حيث الاهتمام بالسياسة». وأشار إلى وجود منحنى يبدأ فيه الاهتمام بهذه الأخبار من سن 18 سنة ويبدأ فى الصعود لتصل ذروة الاهتمام بالأخبار السياسية فى المرحلة العمرية من 45 إلى 55 سنة. ونصح عبدالجواد الأحزاب السياسية والنشطاء السياسيين باستخدام استراتيجيات للوصول لأكبر قطاع من المهتمين وتحفيزهم على المشاركة لافتا إلى نتيجة الاستطلاع التى أظهرت عدم وجود اتساق بين نسب المهتمين والمشاركين فعلا، حيث ظهرت نسب التصويت فى الريف أعلى من الحضر مع ارتفاع نسب التصويت بين كبار السن. وقال «واضح أن الناشط السياسى فى ورطة لأن الجمهور المهتم بالسياسة لا يشارك فيها». أما بخصوص آراء المواطنين بشأن الأحزاب السياسية فقالت الدراسة إن الأغلبية الساحقة من المبحوثين تعتبر أنه باستثناء الحزب الوطنى ليس هناك حزب مؤهل لحكم البلاد. وأشارت الدراسة إلى زيادة 10% فى نسبة المستعدين للتصويت فى الانتخابات القادمة لتصل إلى 44% من العينة. بينما مازال 37% مصرين على الإحجام عن التصويت. وقال مدير المركز «يجب المراهنة على استقطاب ال44% فعلا، لأن التوقعات والنوايا دائما أعلى من التطبيق الفعلى». من جانبه، دعا اللواء محمد رفعت القمصان، مدير الإدارة العامة للانتخابات بوزارة الداخلية، المواطنين للتوجه إلى أقسام الشرطة وتسلم بطاقاتهم الانتخابية، مؤكدا أن نسبة ال63% التى قال إنها لا تملك بطاقات انتخابية جزء كبير منهم سجلوا تلقائيا فى جداول الانتخاب ولكن لم يتوجهوا لتسلم البطاقات.