منذ حصوله على ليسانس الحقوق، ويعلم كريم القاضى صعوبة مشواره وسط الآلاف فى جدول المحاماة؛ فقرر اختصار الطريق وبحث لنفسه عن مصدر آخر بتحويل سيارته «الفولكس القديمة» إلى ماكينة قهوة متنقلة فى شوارع المقطم. خطرت الفكرة على بال القاضى عقب انتهاء الدراسة، حيث كان يفكر فى إنشاء مقهى لكن التكاليف المادية الباهظة حالت دون إتمام ذلك، فجاء التخطيط لاستغلال العربة القديمة بإضفاء بعض التعديلات الفنية بألوان عصرية جاذبة. بدأ القاضى تقديم القهوة الأمريكانى ثم طور مشروعه الناشئ وأصبح يقدم أنواعا أخرى من المشروبات الساخنة، وهو الأمر الذى سمح له بجذب العديد من الرواد ومن فئات مختلفة، ففى الصباح يأتى الطلاب لاحتساء مشروب الشاى الممزوج بالحليب، فيما يقصده الموظفون من أجل القهوة. أما عن الأسعار فهى، على حسب قوله، مناسبة للجميع ومثل باقى أسعار المقاهى، وهو الأمر الذى حوله إلى مقصد للجميع من أصحاب السيارات الفارهة وسائقى التاكسى والميكروباص فى منطقة المقطم. يقول كريم، إن ظاهرة العربات المتنقلة ليست موضة أو تقليدا للغرب بل مشروعا صغيرا يسد خانة البطالة، فكثيرين مثله لجأوا إلى هذا الحل للتغلب على ظروفهم الاقتصادية الصعبة. ويحلم كريم بتطوير مشروعه الصغير بامتلاك مقهى كبير فى حى المقطم الذى ولد به ويمتلك الكثير من الحكايات والعلاقات فى شوارعه.