تفاجأ الحضور للفيلم اللبناني «جود مورنينج»، المعروض في مسابقة آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عندما أخبرهم المخرج بهيج حجيج أن بطل الفيلم توفي عقب انتهاء التصوير مباشرة وكأنه حكى قصة حياته بالفيلم، وكان ذلك في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم. وكانت المفاجأة بسبب أن قصة الفيلم من الأساس ترصد معاناة المسنين عند وصولهم لهذه المرحلة العمرية من خلال عجوزين ميسورين الحال يترددان يوميا على مقهى ليحتسيا القهوة ويقابلا نفس الأشخاص ويحاولان التعرف على أشخاص جدد. وحول فكرة الملل التي لعب بها المخرج لبيان حال المسنين، قال المخرج بهيج حجيج: «لا أجد تماما أن هذا الفيلم ممل ولم أقصد أبدا اللعب بفكرة الملل لتوصيل مدى المعاناة والتكرار الذي يعيشه المسنين، ولكن هناك فرقا كبيرا بين الإيقاع البطئ والإيقاع الملل، والنوع الأول هو ما لعبت عليه في هذا الفيلم لأنه هو خط الحياة الطبيعي للعجائز، والإيقاع البطئ أصبح معمولاً به في كثير من الأفلام الآن لتوصيل رسالة محددة»، وأضاف «حجيج»: «أعلم جيدا أن هؤلاء المسنين يعيشون حياة صعبة، وخشيت من تسرب الملل للمشاهدين فلعبت على الكوميديا بخط موازي من خلال النكات الجميلة التي يقولها أحد بطلي الفيلم، وفي النهاية المسنين هم شريحة موجودة في المجتمع ومهمة». وانتقل المخرج للحديث عن إنتاج الفيلم الذي لم يتكلف كثيرا، خصوصا أنه يدور في مكان واحد داخل كافيه، وقال: «استعنت بالمكان الواحد لأنه يساعدنا على اختصار الوقت بشدة، حيث أنهينا التصوير خلال 18 يوما فقط، ولكن في ذات الوقت المكان الواحد أمر صعب للغاية لأنه يحتاج لسيناريو متين وقوي جدا للحفاظ على وحدة الفيلم ومتانته، ولذلك فالسيناريو استغرق منا شهورا لإنهائه، وأنا اعتبرت الكاميرا هي الشخص الثالث الذي يرصد الحياة في هذا الكافيه، ويرى ما لا يراه أبطال الفيلم، خصوصا أنهما طوال الوقت يجلسان جلسة في الكافيه لا تسمح لهما برؤية كامل المكان». وعن استعانته بالأغنية والنكتة المصرية بقوة داخل الأحداث، أكد أن هذا الجيل في لبنان تربى على النكتة والأغنية المصرية، وتربى على الأخبار والسياسة المصرية أيام الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، وعندمنا هرموا فإنهم ظلوا متمسكين بهذا التراث، فضلا عن أن الأشياء المصرية لها خفة دم تضفي جمالا على المجريات. وعلل «حجيج» قطعه لسير الفيلم الطبيعي بعبارات مكتوبة قبل كل مشهد ليكون مجموعها 16 جملة، قائلا: «أردت إضفاء طريقة جديدة في التناول وليست كالكلاسيكية المعتادة دوما في إيقاع الأفلام».