أثار إعلان صحيفة «الشعب اليومية»، لسان حال الحزب الحاكم في الصين، انضمام جاك ما -مؤسس شركة «علي بابا» الصينية للتجارة عبر الإنترنت، وأغنى رجل في الصين- إلى عضوية الحزب الشيوعي، العديد من التساؤلات عن دوافعه لتلك الخطوة. وبينما لم تكشف الصحيفة عن تاريخ انضمامه إلى صفوف الحزب الحاكم، أشارت إلى أنه اضطلع بدور مهم على صعيد مبادرة «حزام واحد - طريق واحد»؛ للتعاون والتطور الدوليين في أوراسيا التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينج في 2013. ويعتبر جاك ما مدافعا شرسا عن طريقة تعامل الرئيس الصيني شي جين بينج، مع الشركات الأجنبية -ورؤساء أمريكا- الذين اشتكوا من قيود على العمل في الصين. وقبل عام، قال «جاك» -في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» على هامش أحد المؤتمرات- إن شركات مثل «فيسبوك» إذا جاءت إلى هنا عليهم أن يقولوا نعم، أنا أتبع القوانين والأحكام الصينية. مضيفا: «لست في الحكومة، ولا يمكنني التحدث باسمها». ويقول البعض إن هذا الحديث متوقع منه تماما. والبعض الآخر يقول إنه للتقدم في الصين عليك أن تكون في صفوف الشيوعيين من القادة والموظفين والمسؤولين. (خاصة إذا كنت تريد التحكم بالقوة الحديثة نسبياً، في عام 1999، وهي الإنترنت لخلق أكبر تجارة تجزئة في العالم عبر الإنترنت في بلد يفرض رقابة على الإنترنت). واستطاع «جاك ما» بناء الشركة العملاقة «علي بابا» التي أصبحت علامة فارقة في مجال الابتكار الاقتصادي، لكن الشركة وافقت على مشاركة المعلومات حول زبائنها في حال طلبت منها السلطات، متبعةً بذلك «القوانين والأحكام الصينية» التي تحدث عنها جاك العام الماضي. ربما انضم «ما يون»، وهو اسمه الرسمي، إلى الحزب لأنه يؤمن بنموذج العمل الصيني الذي سمح لبلاده بالدخول إلى عمق الاقتصاد. لكن الإعلان عن عضويته بالحزب يثير الفضول، لأنه يُتوقع من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، بل يُطلب منهم، إعطاء الأولوية للحزب قبل كل شيء. وقد بات الملياردير الصيني واحدا من قرابة 88 مليون شخص، يفترض أنهم يدفعون رسوما شهرية، ويحضرون اجتماعات دورية، ويُخضعون أنفسهم في بعض الأحيان ل«النقد الذاتي» لتحسين أفكارهم الأيدولوجية. وتقول شركة «علي بابا» إن مديرها لم يضع قط مصلحة الحزب قبل مصلحة الشركة ومساهميها المدرجين في سوق البورصة في نيويورك عندما يتطلب الأمر قرارا مصيريا. ويعد هذا الأمر موضع جدل حاليا، لكن البعض لاحظ أنه لم يُشار إلى ارتباط جاك ما بالحزب في دليل تعريفي بالشركة عام 2014. وتقدر ثورة جاك ما ب36.6 مليار دولار، ومن المقرر أن يتقاعد العام المقبل من منصب الرئيس التنفيذي للشركة للتفرغ للنشاط الخيري في مجال التعليم.