• لم يضايقن عرض الفيلم خارج المنافسة فى «القاهرة السينمائى».. والمشاركة بالمهرجانات تعطى الأفلام زخما كبيرا • حصولى على جائزة أحسن ممثلة لم يؤثر على اختياراتى لأدوارى السينمائية • غيابى عن الدراما رحلة بحث عن مسلسل للأسرة على مستوى «هبة رجل الغراب» تحاول دائما أن تكون مختلفة فى كل الأدوار التى تقدمها وخصوصا فى اعمالها السينمائية، فلا يشغلها مساحة الدور أو عدد المشاهد، بقدر ما يهمها تأثير الدور ومدى اختلاف ما قدمته سلفا، فتارة تجسد شخصية فتاة مسيحية تعانى من مشكلة شائكة، وتارة تفاجئنا بتقديم دور فتاة لديها تأخر عقلى والذى حازت عنه على جائزة أحسن ممثلة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بدورته ال 38. إنها الفنانة ناهد السباعى التى تشربت بالفن من منذ نعومة اظافرها، فهى حفيدة وحش الشاشة فريد شوقى، وابنة المخرج الراحل مدحت السباعى والمنتجة ناهد فريد شوقى، وهذه النشأة أكسبتها شخصية خاصة تدفعها دائما للمغامرة، فهى تحاول دوما أن تظهر بشكل جديد، ومن هنا جاء تعاونها مع المخرج خالد الحجر فى فيلمها الجديد «جريمة الإيموبيليا» والذى يعرض ضمن فاعليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بدورته الأربعين، وذلك فى القسم الرسمى خارج المسابقة. وفى حديثها مع «الشروق» كشفت السباعى عن رؤيتها لدورها فى «جريمة الإيموبيليا»، والذى تقول عنه أنه دور مهم ولكنه ليس صيادا للجوائز، ولتفاجئنا بمزيد من الصراحة فى سياق الحوار.. اختياراتك السينمائية لها دائما اتجاهات مختلفة، فما هو الاختلاف الذى جذبك للمشاركة فى «جريمة الإيموبيليا»؟ ال«سيكو دراما».. فأنا لم أقدم من قبل فيلم من هذه النوعية، والتى أحبها لأنها تعطى أبعادا مختلفة للدور الذى يجسده الممثل، فضلا عن حبى للعمل مع المخرج خالد الحجر وهو «وشه حلو على» لأن أول بطولة لى كانت معه من خلال فيلم «حرام الجسد»، وعندما عرض على هذا العمل لم أتردد مطلقا فى قبوله فالعمل معه ممتع. وما طبيعة دورك فى العمل؟ لن أستطيع الإفصاح عن تفاصيل الشخصية لأنها كما قلت «سيكو دراما» وأى كشف لتفاصيلها قد يهدمها، ولكن ما استطيع قوله أن الفيلم تدور أحداثه داخل عمارة الإيموبيليا الشهيرة فى وسط البلد، ويتناول جريمة قتل تحدث ويتم التحقيق مع الأطراف المشتبه فيها، وطبعا فى مقدمتهم سكان العمارة، وتكشف التحقيقات حكايات مختلفة لكل منهم، والفيلم ينتمى لسينما الغموض والتشويق. أعمالك السينمائية قليلة.. فهل كل المعروض لا يرضيكى؟ لا أفكر بهذا الشكل مطلقا، فالمسألة ليست بكثرة أو قلة عدد الأفلام السينمائية التى أقدمها، فأهم شىء بالنسبة لى هو مدى إحساسى بما أقدمه وأشعر أنه مختلف، وجديد على. معنى كلامك أنك لا تفكرين فى الوجود بشكل أكبر على شاشة السينما؟ أتعامل مع الأمور بأبسط من هذا، فالمسألة لا تخضع لقرارات وعقلانيات بهذا الشكل، ولكنها تخضع لشعورى كإنسانة ومدى ملائمة المعروض لى وتوافقه مع تفكيرى. هل حصولك على جائزة أحسن ممثلة عام 2016 عن فيلم «يوم للستات» صعبت عليكى اختيار أدوارك؟ لا أقدم إلا ما أحبه، والجائزة لن تجعلنى أفضل اختيار أدوار على حساب أخرى، فأنا أركز جدا فيما أختاره وأستشير المقربين الذين أثق فى رأيهم قبل موافقتى على دور بعينه، فالجائزة أجدها مكافأة لطيفة على التعب فى دور أخذ من وقتى ومجهودى، والفنان يكن مخطئا إذا تسببت جائزة فى تغيير طريقته فى التفكير أو اختيار الأدوار، وأنا متأكدة أنى أسير فى الطريق الصحيح وسأظل أعمل بنفس طريقتى وأميل لما أحبه ويلائمنى. وهل تستهويك الأدوار المركبة أكثر من غيرها؟ أجد العكس تماما، فمثلا دورى فى فيلم «سكر مر» كان دورا بسيطا جدا من هنا تأتى صعوبته، فهو لسيدة مسيحية العلاقة بينها وبين زوجها أصبحت مملة، وأرادوا الانفصال وبالطبع قوانين الكنيسة تمنع الطلاق تماما وهنا ظهرت المشكلة، وهو دور لسيدة تشعر بالملل، وبالمناسبة أنا لا أحب الأفلام المركبة ولا المعقدة، ومثلا فيلم «يوم للستات» فهو بسيط للغاية وأؤدى فيه شخصية فتاة لديها تأخر عقلى وتتصرف بطبيعتها. وكيف كان التعاون الثانى مع المخرج خالد الحجر خصوصا أن فيلمه الأخير كان من بطولتك أيضا؟ هناك اختلاف كبير بين «حرام الجسد» و«جريمة الإيموبيليا»، ووجه الاختلاف الوحيد يكمن فى أنه فى الفيلم الثانى صورت أياما أقل. «جريمة الإيموبيليا» يعرض فى قسم رسمى خارج المسابقة.. فهل هذا يرضيكى كفنانة.. خصوصا أن العمل لم يعرض تجاريا حتى الآن؟ لا يوجد ممثل لا يكون سعيدا إذا عرض فيلمه فى المسابقة الرسمية الدولية، ولكن لا يضايقنى عرض الفيلم فى قسم رسمى خارج المسابقة بالمهرجان، وسأكون أكثر صراحة وأنا أقول بأننى أعلم جيدا أن دورى بهذا الفيلم ليس دورا صيّادا للجوائز. معنى ذلك أنك قبل الموافقة على دور بعينه تعلمين ما إذا كان دورا ستحصدين عليه جائزة أم لا؟ بالطبع.. الآن أصبحت أكثر خبرة ودراية بفكرة الأدوار الحاصدة للجوائز، وأعلم أن دورى فى هذا الفيلم لن يرشحنى لجائزة، وبصراحة لو قدمت دورا من أدوار الجوائز ولم يعرض فى المسابقة الدولية وقتها كنت سأكون حزينة بالتأكيد، لأن كل دور يأخذ من عقلى وروحى، وفى النهاية الفيلم يعرض فى مهرجان كبير ويعطى له قيمة مهمة وزخم. فى رأيك.. هل تجدين أن هناك ضررا للفيلم الذى يحمل طابعا تجاريا عندما يعرض فى مهرجان؟ لا طبعا، بل على العكس هذا أمر جيد، فالعرض فى المهرجانات لا يؤثر على الأفلام عند عرضها التجارى، ومخطئ من يتصور أن الإيرادات قد تتأثر بالسلب، فأى فيلم له جمهوره، وأجد أن العرض فى المهرجانات يعطى للأفلام زخما وترويجا أكثر، وأدلل على كلامى هذا بفيلم «عيار نارى» الذى لم يعرض فى المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة فى دورته الماضية، ولكن كلنا تابعنا أخباره والعرض فى الجونة أعطى له قيمة أكبر وأثر فيه بالإيجاب. بعيدا عن الفيلم.. ما السبب فى بعدك عن الدراما التليفزيونية بعد «هبة رجل الغراب»؟ فى الحقيقة هذا العمل صعب على الاختيار لحد ما، وأبحث الآن عن عمل يكون مختلفا ويقدمنى بشكل جديد بعد هذا المسلسل، فأنا أبحث عن عمل للأسرة مثله وهذا ليس متوفرا فيما أتلقاه من عروض.