دعت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم كافة المنظمات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية وعلى رأسها منظمة "اليونسكو" لإنقاذ التراث الفلسطيني وخاصة المسجد الإبراهيمي من المحاولات الهادفة للطمس والتغيير، مؤكدةً أن الثابت الوطني والثقافي لا يمكن حذفه أو تعديله أو استبداله. واستنكر رئيس اللجنة الوطنية محمود إسماعيل - في بيان اليوم الخميس - النوايا الخبيثة للاحتلال الإسرائيلي بتغيير معالم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل عن طريق استحداث مصعد كهربائي بحجة التنقل، مشيرا إلى أنه لا حق للاحتلال بفعل ذلك بناء على القرارات الأممية التي اعترفت بعروبة وإسلامية هذا المكان وعلى رأسها قرارات اليونسكو، وبالتالي فإن المؤسسات الدينية ممثلة بوزارة الأوقاف ومحافظة وبلدية الخليل هي المؤسسات الوحيدة التي لها الحق برعاية المكان. وقال إسماعيل إن هذه الممارسات تهدف فقط لنزع الطابع الإسلامي والعربي الأصيل والتراثي عن الأماكن المقدسة للمسلمين؛ بهدف إدخال بعض الملامح الحديثة التي تهدف لتغيير الصورة الذهنية لدى الزوار عن المدينة، موضحا أن هذه التعديلات غير القانونية ما هي إلا تعد على الإرث الحضاري للبشرية في هذا المكان الذي يعُود تاريخه الذي بني عليه المسجد إلى عهد النبي إبراهيم عليه السلام والذي ولد في زمن النمرود سنة 1813 قبل الميلاد. في السياق ذاته، حذر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف أدعيس من محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الوضع القائم في المسجد الإبراهيمي رغم التحفظات الشديدة عليه، سواء من خلال الاعتداءات المتعلقة بالإغلاقات التي تفسح المجال للمستوطنين للسيطرة عليه ومنع المسلمين من دخوله لأداء عباداتهم بسلام وأمان، أو من خلال السماح بإضافة مصعد كهربائي تحت مبررات واهية. وقال الشيخ ادعيس - في بيان اليوم - إن هذا الأمر سيؤثر على سلامة البناء التاريخي والتراثي، إضافة إلى تعارضه مع قرار اليونسكو القاضي بضرورة الحفاظ عليه كجزء من التراث الإنساني دون عبث فيه من خلال التعديات التي يتم تسويقها إنسانياً. وأكد أن المسجد الإبراهيمي هو وقف إسلامي لا يحق لغير المسلمين استخدامه والتعدي على حقهم فيه تحت أية حجة يتم اختلاقها، مضيفا أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية هي التي لها الحق في إدارة المسجد بكامل مساحاته ومرافقه وتمتلك القرار الخاص بالقيام بالإجراءات الفنية والتقنية، حيث إنها تمثل سيادة دولة فلسطين عليه رغم ما يتعرض له من احتلال وتقسيم زمني ومكاني. ودعا المؤسسات الدولية وبالأخص اليونسكو للحفاظ على أماكن التراث الإنساني والثقافي الفلسطيني بنصوص قراراتها وخاصة المسجد الإبراهيمي الذي يتعرض لحملة شرسة من اعتداءات ومحاولات للسيطرة وبسط السيادة الإسرائيلية، مطالبا المواطنين الفلسطينيين بشكل عام وأبناء محافظة الخليل بضرورة شد الرحال للمسجد الإبراهيمي وإعماره بالتواجد فيه سواء خلال الصلوات المفروضة أو من خلال الرحلات الأهلية والمدرسية.