قررت اللجنة التأديبية لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة فى تركيا، أمس الثلاثاء، فصل نائب رئيس الحزب والنائب بالبرلمان عن ولاية أردهان، أوزتورك يلماز، على خلفية دعوته إلى رفع الأذان وقراءة القرآن باللغة التركية. وأكد حزب الشعب الجمهوري، أن الأذان باللغة العربية يمثل هوية أساسية للدين الإسلامي والمجتمع التركي، مشددا على أن دعوة يلماز لا تعبر عن مبادئ الحزب، بحسب صحيفة "جمهورييت" التركية. وكان المجلس التنفيذي للحزب، قد أحال يلماز إلى اللجنة التأديبية فى 8 نوفمبر الجاري. ورأت "جمهورييت" أن تصريحات يلماز حول الأذان باللغة التركية، قد عززت موقف الحزب الحاكم "العدالة والتنمية" في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في مارس المقبل. وعقب صدور قرار فصله، اتهم يلماز، رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو، بمحاولة إبعاده عن الحزب لأنه يعتبره منافسًا شرسًا له على رئاسة الحزب، ووصف يلماز قرار طرده بأنه "عدم وفاء منقطع النظير". وكان يلماز قد دعا خلال مقابلة تلفزيونية أوائل الشهر الجاري، إلى رفع الأذان وقراءة القرآن باللغة التركية. وتعد مسألة رفع الأذان باللغة التركية موضوعًا حساسًا في سياسة الحزب الجمهوري (العلمانى)، نظرًا لأنها كانت رمزًا لسياساته في العقود الأولى من الجمهورية الحديثة. وبدأ تطبيق تتريك الأذان (رفع الأذان باللغة التركية) عام 1932 فى عهد الرئيس التركي مصطفى كمال أتاتورك، واستمر الوضع لمدة 18 عاما، وفى عام 1950، أعاد رئيس الوزراء عدنان مندريس رفع الأذان باللغة العربية مرة أخرى. واستخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هذه المسألة مرارا وتكرارا من أجل التفوق في الانتخابات على أكبر الأحزاب المعارضة، وتعزيز دعمه بين قواعد المحافظين. يُذكر أن يلماز كان يشغل منصب القنصل التركي في مدينة الموصل العراقية في عام 2013، وقد أسره تنظيم "داعش" الإرهابي حين استولى على المدينة، إلا أن الحكومة التركية تمكنت من تحريره.