أحد الباعة الجائلين: ليس أمامي سوى ذلك أو التسول مدير إحدى المدارس: اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة الطلاب عضو ب«محلية النواب»: هذه الظاهرة تهدد استقرار الأمن مصدر بمحافظة القاهرة: غير مسموح لباعة المأكولات بالتواجد في الشارع تحولت أسوار المدراس إلى مجمع للمطاعم «الملوثة»، بعيدا عن الرقابة الصحية، لتنذر بكارثة تتأرجح ما بين موت وتسمم التلاميذ، وهو ما حدث بالفعل بإحدى قرى محافظة بني سويف، عندما أصيب 171 تلميذًا باشتباه تسمم غذائي منذ بضعة أشهر، عقب تناولهم وجبة كشري من إحدى الباعة الجائلين أمام المدرسة. «الشروق» رصدت الظاهرة، وساءلت الباعة الجائلين عن من سمح لهم بالوقوف هنا، وأراء أولياء الأمور بخطورة الظاهرة، والقائمين على العملية التعليمية. في البداية، قال محمود عبدالنبي، أحد الباعة الجائلين: «بدأت حياتي عامل للمحارة، بدخل يومي حوالي 80 جنيها، لكني أصبت بانزلاق غضروفي في الظهر، وطالبني الأطباء بعدم حمل أشياء ثقيلة»، مردفا: «عقب الحادثة، وفي ظل ضغوط الحياة، كان لا بد أن أبحث عن مصدر للدخل، فاشتريت (تروسيكل)، وحولته لمحل عصائر متنقل، وأعلم أن ما أفعله غير قانوني لكن ليس أمامي سوى ذلك أو التسول». ويشاركه في الرأي، رمضان صباحي، صاحب عربة كبدة، الذي يقول: إنه «يعيش مع أولاده الأربعة، في شقة إيجار جديد، وكان يعمل في محل جزارة، إلا أن عائد العمل بالمحل، لم يعد كافيا فقررت أن استغل خبرتي في الجزارة بعمل عربة كبدة، وبيعها أمام المدارس». وأضاف عبدالرحمن السيد، صاحب شركة خاصة، أن «الباعة الجائلين لا يقفون فقط أمام المدارس الحكومية، فأصبحوا أيضا يقفون أمام المدارس الخاصة، وهذا الأمر يتم دون وجود أي شكل من الرقابة على هؤلاء الباعة»، مكملا: «ابنتي تدرس في مدرسة بالهرم، تعرضت لحالة تسمم منذ بداية العام الدراسي الحالي، وذهبت بها لمستشفى جامعة 6 أكتوبر، وكان الأمر يستوجب غسيل معدة، ونصحني الطبيب، بمنعها من تناول أي ماكولات من الشارع». وأكد هيثم سامي، ولي أمر طالب بالمدرسة الابتدائية المشتركة بمركز منوف في المنوفية، أن «انتشار تلك العربات أمام المدارس دون رقابة تسبب لنا في الكثير من المشكلات»، مشيرا إلى أن جميع هذه المأكولات والمشروبات لا تخضع لأي إشراف، ومن الممكن أن يصابوا أبنائنا ببعض الأمراض التي قد تسبب أزمة لهم على مدار العمر. وطالبت مي مجدي، موظفة في إحدى المصالح الحكومية، بضرورة أن يكون هناك رقابة صحية على بائعي المثلجات والكشري أمام المدارس، لمنع تكرار سيناريوهات الأعوام السابقة، منوهة بواقعة مشابهة في مدرسة الإعدادية المشتركة في 6 أكتوبر، أصيب 11 تلميذا بسبب وجبة طعمية من أحد الباعة الجائلين. «ظاهرة الباعة الجائلين، أمام المدارس ليست جديدة»، هكذا يقول مدير إحدى المدارس الحكومية بالفيوم، إبراهيم صادق، والذي يؤكد حرص وزارة التربية والتعليم، على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة الطلاب والطالبات، بالتنسيق مع الجهات المعنية، مناشدا جميع الطلاب في المدارس بعدم شراء المأكولات من هؤلاء الباعة، لافتا إلى إجراء حملات توعية لشرح خطورة شراء المنتجات من الباعة الجائلين للتلاميذ في بعض الأوقات. من جانبه، قال وكيل لجنة المحليات بمجلس النواب، محمد الدامي، إن هذه الظاهرة تهدد استقرار الأمن العام، فضلا عن تأثيرها على حركة السير في معظم الشوارع الرئيسية مما يؤدي إلى حدوث شلل في الحركة، مضيفا أن ظاهرة الباعة الجائلين انتشرت وتزايدت في مصر وأصبحت واقعا نعيشه. وأشار إلى أن هؤلاء الباعة يشكلون خطرا كبيرا على طلاب المدارس، وأن المحليات يجب أن تقوم بشكل كبير للحد من هذة الظاهرة عن طريق عدة حلول منها إيجاد أماكن لهؤلاء الباعة والرقابة عليهم، وشن حملات بشكل مكثف على هؤلاء الباعة بالتنسيق مع الجهات المعنية. وقال مصدر مسئول بمحافظة القاهرة، ل«الشروق»، إنه غير مسموح لباعة المأكولات لهم بالتواجد في الشارع، ويتم رفع الإشغالات الخاصة بهم لسببين هما «وقوع الضرر على الطلاب لتناولهم أطعمة غير معلومة المصدر، والثاني: إشغال الطريق العام والعمل بدون تراخيص». وأضاف أنه لا يمكن تحمل مسئولية سلامة تلك الأطعمة على مديريات الصحة أو الجهات الحكومية الأخرى، وتم توجيه المدارس بالإشراف على الطلاب، وتوعيتهم من التعامل مع الباعة الجائلين بشكل عام وخاصة أن الأطعمة مجهولة المصدر. وأوضح أن ثقافة المجتمع غير صحيحة، ومطلوب تغييرها؛ حيث إن محيط المدارس أما أنه مقلب للقمامة أو تربة خصبة للباعة الجائلين المستغلين للأطفال، على الرغم من أن هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، تقوم برفعها يوميًا، مع عمل تحذيرات للمواطنين بعدم إلقاء القمامة بمحيط المدارس.