أصيب نحو 171 تلميذًا بمدرسة شرهي التابعة لدائرة أهناسيا غرب محافظة بني سويف، في الساعات الأولى من صباح أمس، باشتباه تسمم غذائي وظهور أعراض الغثيان والقيء، والإسهال، بعد تناولهم وجبة كشري من أحد الباعة الجائلين أمام المدرسة، وتم نقلهم إلى 3 مستشفيات وهي "أهناسيا المركزي، وبني سويف العام، وبني سويف الجامعي". ليست المرة الأولى هذه التي يتعرض فيها طلاب مدارس للتسمم، وربما لن تكون الأخيرة، فقد سبقتها حالات عدة كانت أبرزها تسمم أكثر من 3 آلاف طالب بمحافظة سوهاج في شهر مارس الماضي, ولا تزال بين الحين والآخر تطفو الأزمة على السطح وكأنها معصومة من المعالجة. وقال فايز بركات, عضو اللجنة التعليمية بمجلس النواب, إن المسئولية تقع على عاتق أكثر من جهة, فمن الناحية التعليمية يسمح مديرو المدارس بانتشار الباعة الجائلين أمام المدارس، الذين يكونون بمثابة فيروسات قاتلة, ولا تتحرك أيضًا الوحدات المحلية ضد هؤلاء الباعة الموجدون بدون بترخيص, ولا يعنيهم صحة التلاميذ أكثر من المال. وطالب بركات في تصريح إلى "المصريون"، بضرورة تشديد الرقابة على الباعة الجائلين أمام المدارس من قبل وزارة الصحة، وبالأخص على بائعي المثلجات والكشري، لمنع تكرار حوادث تسمم التلاميذ، حيث وقعت حوادث تسمم مماثلة خلال الأعوام السابقة، بسبب هؤلاء الباعة، فضلاً عن التشديد على ضبط المنتجات منتهية الصلاحية. وقال الدكتور سميح عبد القادر, أستاذ علم المبيدات والسموم بالمركز القومي للبحوث، إن هناك حالات تسمم مختلفة يصاب بها الشخص، ولكل حالة أعراض معينة, لكن في النهاية لا بد من معالجة كل حالات التسمم داخل مراكز السموم وليس المستشفيات, لأن حالة التسمم لا يستطيع أحد أن يحدد خطورتها سوى دكتور السموم، فقد يسعفه طبيب بشري داخل المستشفيات الحكومية، ويقوم بتشخيص حالته بما يودي بحياة المريض, مطالبًا بوجود مركز لعلاج السموم على الأقل في كل محافظة. وأوضح ل"المصريون"، أن الباعة الجائلين يشكلون خطرًا كبيرًا على تلاميذ المدارس, مشيرًا إلى أنه من المفترض أن يُمنح هؤلاء الباعة ترخيصًا لمزاولة عملهم، من جهات مختصة ومعنية كمديريات الصحة، وأن يتم تحديد أماكن ومواقع مخصصة لهم للبيع فيها. وحمّل أستاذ السموم، المحافظين ومديري المدارس وكل الأجهزة الرقابية مسئولياتهم، ومطاردة هؤلاء الباعة ومنعهم من التواجد أمام المدارس ومنع أي شخص يقوم ببيع هذه الأطعمة دون أن يكون مرخصًا له ممارسة هذا النشاط وإيجاد مواقع مناسبة للباعة دون إضرار بالآخرين من سكان ومحلات تجارية. وشهدت الفترة الأخيرة، العديد من الوقائع, من بينها تسمم أكثر من 290 طالبًا بمحافظة السويس في شهر مارس الماضي, ما دعا العديد من المحافظات لوقف توزيع الوجبة المدرسية للاشتباه في سلامتها.