الكلب «تيدي».. حارس أمين يحمي الطائرات من الطيور والخنازير في مطار ألماني

عندما يكون الكلب "تيدي" في نوبة عمله، ينتاب الأرانب والخنازير البرية، التي قد تتواجد في مطار لوبيك شمالي ألمانيا، حالة من القلق تفوق ما تشعر به هذه الحيوانات من خوف من الطائرات المارة.
ووظيفة الكلب المجري، البالغ من العمر 5 أعوام، بث الخوف في قلوب الحيوانات الموجودة في المطار، حتى لا تشكل خطرًا على الطائرات أثناء عمليات الإقلاع أو الهبوط.
ويبعد الكلب، هذه الحيوانات عن مدرج الطائرات، باتجاه السياج المحيطة بالمطار، دون أن يمسها.
ويقول مايكل تسيمرمان، صاحب الكلب: "كان تعليمه ذلك أمرا شاقا".
وعندما يثبت «تسيمرمان» حزام الصدر الخاص بتيدي، يدرك الكلب أن وقت العمل قد حان، فيسرع بمسح المنطقة بعناية.
ثم ينحني تسيمرمان ويهمس في أذن تيدي: "أين الأرنب؟"، وهي الكلمة التي كان الكلب يترقب سماعها، فينطلق في الاتجاه الذي يشير إليه صاحبه بذراعه الممدودة.
ويتابع تسيمرمان: "يتم التواصل بيننا دوما عبر الإيماءات، لأنه من الممكن أن يكون الصوت مرتفعًا للغاية في أرجاء المطار".
ومر حوالي عامين منذ بدأ تسيمرمان وتيدي العمل ضمن فريق لمكافحة الطيور والحيوانات بالمطار الإقليمي، الذي تبلغ مساحته 135 هكتارا.
ويحكي تسيمرمان، الذي يشغل منصب مسؤول أنظمة بقسم تكنولوجيا المعلومات بالمطار: "أن الأرانب والغزلان وحيوان الغرير والثعالب والخنازير البري هي ما نراه هنا في معظم الأحيان، وهي تشكل خطرا على الحركة الجوية".
يشار إلى أن الكلب "تيدي" لديه جواز مرور خاص به لدخول المطار، كما أن إدارة المطار تقوم بدفع رسوم ترخيص له، بالإضافة إلى فواتير الرعاية البيطرية، والتأمين. ويوضح تسيمرمان: "لكن تيدي لا يتقاضى أجرًا".
ويكشف "تيدي" الذي يتكفل به تسيمرمان منذ كان جروا صغيرا، حفرة وسط العشب الأخضر، فيشمها بلهفة ثم يبدأ في نبشها.
ويروي له تسيمرمان: "أنه جحر أرانب... لا بأس يا تيدي، تعال". فيطيع الكلب صاحبه ويغادر جحر الأرانب متجها نحو السياج الذي يحيط بالمطار، ليعثر على ثقب فيه. يقوم تسيمرمان بوضع علامة مميزة في المكان حتى يعود ويصلحه في وقت لاحق.
يذكر أن مشوار "تيدي" المهني جاء عبر الصدفة.
ويقول تسيمرمان: "عندما كان عمره 6 أشهر، كنت عادة ما أخذه إلى العمل، ولاحظت أنه كان يشعر بارتياح كبير رغم الضجيج داخل المطار".
ويوضح تسيمرمان: "بما أن كلاب الصيد المجرية لديها قدرة كبيرة على التعلم، ودائما ما تحتاج إلى شيء لكي يبقيها مشغولة على الدوام، خطرت لي فكرة تعليمه إبعاد الحيوانات بعيدا عن المطار".
يواصل: "مصدر إلهامه كان كلبا ضخما يحمل اسم "بايبر"، كان يقوم بإبعاد الثعالب والطيور الجارحة عن مدرج الطائرات في مطار مدينة ترافيرس بولاية ميشيجان الأمريكية. ويضيف: "للاسف، مات (الكلب بايبر) مطلع عام 2018".
ويوضح كريستيان هيلبيرج ، مدير "اللجنة الألمانية للوقاية من اصطدام الطيور بالطائرات" في بريمن، قائلاً: "إن الاستعانة بالحيوانات في المطارات يعتبر أمرا عاديا".
ويستكمل، "في المطار بهامبورج ، عادة ما يتم استخدام الصقور لدفع الغربان بعيدا... وفي مطارات أخرى، يتم استخدام كلاب الصيد للسيطرة على مجموعات الخنازير والطيور".
ويقول تسيمرمان، إنه تم تدريب تيدي ككلب صيد، ولكنه يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك بكثير.
ويضيف متفاخرًا: "تعلم (الكلب) ألا يدخل إلى مناطق بعينها، وألا يلمس، أو يقتل حيوانات. وقد أثبت قدرته على ذلك في اختبار من قبل سلطات الطيران".
ربما هذا ما جعل "تيدي" الكلب الوحيد المعتمد رسميًا في العمل بمطارات ألمانيا.