لندن تتوقع تقدما فى التحقيق.. وأردوغان: تسجيلات القتل «مروعة» وصدمت ضابطا فى المخابرات السعودية.. و«نيويورك تايمز»: «مطرب» قال لمسئول سعودي بعد قتل الصحفي «أخبر سيدك بانتهاء المهمة» وسط تصاعد حدة الضغط الدولى على الرياض لسرعة إتمام التحقيقات بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الشهر الماضي فى قنصلية بلاده فى إسطنبول، وضرورة محاسبة جميع المتورطين، تفجرت أزمة بين باريسوأنقرة بشأن «تسجيلات» مقتل خاشقجي، قالت الأخيرة أنها سلمتها لعدة دول غربية وبينها السعودية، تزامن ذلك مع نشر صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، اليوم، فحوى أحد التسجيلات التى جاء فيه إن العقيد السابق فى المخابرات السعودية، ماهر عبدالعزيز مطرب، أجرى اتصالا بأحد المسئولين السعوديين بعد مقتل خاشقجي، وقال له «أخبر رئيسك أن المهمة انتهت». وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن المكالمة التى أجراها مطرب، أحد ال 15 سعوديا الذين قدموا لإسطنبول من أجل «اغتيال» خاشقجي، دارت باللغة العربية، وأن المقصود بكلمة «رئيسك» الواردة بالحوار، هو ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. ووفقا للصحيفة، فإن الشخص الذى تحدث معه مطرب، هو أحد مساعدي ولي العهد بن سلمان، بينما أشارت الصحيفة إلى أن المسئولين الأتراك أوضحوا أن اسم محمد بن سلمان لم يرد فى التسجيل الصوتي المذكور، صراحة، لفتت إلى أن مسئولي المخابرات الأمريكية يعتبرون أن التسجيل «قد لا يكون دليلا لا يمكن إنكاره» على صلة ولي العهد بجريمة قتل خاشقجي. إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام تركية اليوم، عن الرئيس رجب طيب أردوغان قوله إن التسجيلات التى أطلعت بلاده حلفاء غربيين عليها فيما يتعلق بمقتل خاشقجي "مروعة"، وأصابت ضابطا فى المخابرات السعودية بالصدمة عند الاستماع إليها. وقال أردوغان للصحفيين على متن طائرته فى طريق العودة من زيارة لفرنسا: «قمنا بتشغيل التسجيلات المتعلقة بهذا القتل إلى كل من أرادها منا.. لم تخفِ مخابراتنا أي شىء.. وقمنا بتشغيلها لكل من أرادها بما فى ذلك السعوديون والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا وبريطانيا». وأضاف: «التسجيلات مروعة بحق، وعندما استمع ضابط المخابرات السعودية إليها أصيب بصدمة لدرجة أنه قال: لا بد أن هذا الشخص تعاطى الهيروين». بحسب ما نقلت وكالة «رويترز». وقال أردوغان إن من الواضح أن القتل كان مدبرا وأن الأمر صدر من أعلى مستوى للسلطات السعودية، لكنه لا يعتقد أن للأمر علاقة بالعاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذى قال إنه يكن له «احتراما لا حدود له»، مضيفا: «يقول ولى العهد: سأوضح الأمر وسأفعل ما هو ضروري، ونحن ننتظر بفارغ الصبر». فى غضون ذلك، نددت تركيا بشدة باتهام وزير الخارجية الفرنسى جان ايف لودريان، الرئيس أردوغان بأنه «يمارس لعبة سياسية» بشأن قضية مقتل خاشقجي، واصفة إياها بأنها «غير مقبولة». وصرح لودريان، أمس، لقناة «فرانس 2» التلفزيونية، بأن «لا علم» له بأي معلومات قدمتها تركيا فى هذه القضية، وردا على سؤال حول احتمال كذب أردوغان بهذا الشأن، قال الوزير الفرنسي إن الرئيس التركي يمارس «لعبة سياسية خاصة فى هذه القضية»، وأثارت تصريحاته حفيظة أنقرة، وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو، إن «وزير الخارجية الفرنسي تجاوز الحدود». بينما أكد رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو، مساء أمس، أن حكومته «اطلعت بشكل كامل» على التسجيلات التى قدمتها أنقرة، كما ذكر وزير الخارجية البريطانى جيريمى هانت، اليوم، وبعد لقائه فى الرياض مع العاهل السعودي وولي عهده، إنه يتوقع «تقدما سريعا» فى تقديم المسئولين عن مقتل خاشقجي للعدالة. وأضاف، فى مقابلة مع «رويترز»، «وصلت إلى اعتقاد بأن من المؤكد أن الإجراءات القانونية ستبدأ فى القريب العاجل بالفعل، وأن علينا أن نسمع شيئا عن التحقيق قريبا». وقال هانت، وهو أول وزير بريطانى يزور السعودية منذ الحادث، إنه يتعين مراجعة النتائج قبل اتخاذ قرار بشأن العواقب، مناديا بضرورة محاسبة كل من ارتكب الجريمة ومن أمر بها.