يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعامل الرأي العام العالمي على أنه مجموعة من الدراويش، الذين تنطلي عليهم الخدعة الأمريكية في محاسبة المتورطين بمقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي. يذهب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لأبعد من ذلك، ويدلي بتصريحات تعكس استخفاف الإدارة الأمريكية بقضية مقتل خاشقجي، حينما يعلن بومبيو أنه وعد ولي العهد السعودي خلال مكالمة هاتفية معه، أمس الأحد أنّ بلاده ستحاسب جميع المتورطين في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في الوقت الذي يعرف العالم كله أن بن سلمان هو المتورط الأول في مقتل خاشقجي بعد إثبات التحقيقات التركية أن بن سلمان هو من اعطى أوامره للمجموعة التي اغتالت خاشقجي وأمرت بتذويب جثمانه في القنصلية السعودية بإسطنبول. وفي بيان للمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، حسبما نقلت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، أن بومبيو شدد في وعوده لبن سلمان على أن الولاياتالمتحدة ستحاسب جميع المتورطين في مقتل جمال خاشقجي وأنه على السعودية فعل الشيء نفسه. وأشار البيان إلى أن الطرفين تناولا المسألة اليمنية خلال محادثتهما، وأضاف: “كرر الوزير (بومبيو) دعوة الولاياتالمتحدة إلى وقف الأعمال العدائية في اليمن، وعودة جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سلمي للصراع تحت رعاية المبعوث الأممي (مارتن غريفيث)”. وبعد إنكار دام ل18 يومًا، أقرت الرياض رسميًّا، في 20 أكتوبر، بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول إثر ما قالت إنه “شجار”، وأعلنت توقيف 18 سعوديًّا للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة. وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، بينما أكدت النيابة العامة التركية أن خاشقجي قتل خنقًا فور دخوله مبنى القنصلية لإجراء معاملة زواج، “وفقًا لخطة كانت معدة مسبقًا”، وأكدت أن الجثة “جرى التخلص منها عبر تقطيعها”. إدارة الرئيس ترامب وانتقدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أداء إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن التعامل مع جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وقالت إن الإدارة تنتظر تحقيقًا سعوديًا بينما تعلم أنه بالأصل غير موجود على أرض الواقع. وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن ترامب سبق أن صرح في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض الأربعاء الماضي بأنه يتوقع تكوين “رأي أكثر قوة بكثير” في غضون أيام بشأن الرد على مقتل خاشقجي. وفي حين تعرب الصحيفة عن أملها في أن يفي ترامب بما يعد به في هذا الخصوص تضيف أن ردة فعل إدارته على جريمة القتل حتى الآن لم تزد عن محاولة للتحكم في الأضرار الناتجة عنها، وذلك بالنيابة عمن يحتمل أنه يقف وراءها ممثلاً بولي العهد السعودي محمد بن سلمان. أردوغان وتشير الصحيفة إلى أن مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أي) جينا هاسبل سبق أن أوجزت لترامب بشأن هذه الجريمة قبل أكثر من أسبوعين، وذلك حال عودتها من لقائها مع المحققين الأتراك. وأضافت “واشنطن بوست” أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد أول أمس السبت أن الأتراك أطلعوا الجانب الأمريكي على تسجيلات صوتية للحظات الأخيرة لعملية قتل خاشقجي. وتشير التسجيلات إلى أن خاشقجي تعرض للخنق قبل أن يجري تقطيع أوصاله على يدَي اختصاصي تشريح من ضمن الفرقة الضاربة المؤلفة من 15 شخصا التي قدمت من الرياض إلى القنصلية السعودية في إسطنبول. وتقول الصحيفة إنه لا ترامب ولا أي شخص آخر في إدارته أعلنوا عن أي استنتاجات بشأن كيفية وقوع جريمة قتل خاشقجي أو من يتحمل مسئولية إصدار الأمر بالقتل. وأضافت أن ترامب والمسئولين في إدارته يتظاهرون بأنهم ينتظرون نتائج التحقيق السعودي بهذا الخصوص، وتنسب إلى مستشار الأمن القومي جون بولتون قوله الأسبوع الماضي أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي عهده قالا إنهما ملتزمان بحل هذه القضية والوصول إلى المتسببين فيها. وقالت الصحيفة: “إننا ننتظر” منهما أن يفيا بما يعدان به، مضيفة أن الأمر يبدو وكأن بن سلمان لا يقف وراء هذه الجريمة، في حين هناك أدلة وفيرة تشير إلى وقوفه وراءها، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية نفسها تعرف بكل تأكيد إنه لا يوجد أي تحقيق سعودي من الأصل في جريمة قتل خاشقجي.