دعت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين، للإسراع من اتخاذ قرارات بشأن تشكيل "جيش للأوروبيين"، والقيام بمهام عسكرية أوروبية مشتركة في مواقف الأزمات. وأكدت في الوقت ذاته، اليوم الاثنين، في باماكو عاصمة مالي، أنه يجب أن تظل مسئولية اتخاذ هذه القرارات لدى الأمم والبرلمانات، قائلة: "إنني على قناعة تامة بأنه سيكون لدينا جيش للأوروبيين في المستقبل المنظور". وأكدت الوزيرة الاتحادية في الوقت ذاته أنه يجب دعم القوات من جانب البرلمانيين، قائلة: "ولكنني اعتقد أن بمقدورنا الإسراع في اتخاذ الإجراءات وأن نكون أفضل. يمكنني مثلا تصور أن نتحدث بين الدول الأوروبية بشأن لجنة تشغلها دول متنوعة من أجل التوصل لنتائج بشكل أسرع"، مضيفة: "ستكون لجنة تتولى أيضا بعد ذلك المسؤولية عن الدول المختلفة التي تشكل جيش الأوروبيين". وأضافت فون دير لاين أنه يمكن في مالي رؤية كيفية تشكيل جيش للأوروبيين في إطار تعاون متزايد بين دول أوروبية، لافتة إلى أنه تم بدء العمل العام الماضي بتأسيس اتحاد دفاع أوروبي. وناشدت الوزيرة الألمانية دول الساحل الإفريقي تعزيز التعاون السياسي والعسكري، مشيرة: "التحديات الإفريقية بحاجة لحلول إفريقية". وجاءت هذه التصريحات خلال مشاركة فون دير لاين في اجتماع برلماني إقليمي لمجموعة دول الساحل الخمسة (جي 5)، وهي موريتانيا، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد. يُذكر أن مالي تتلقى دعما دوليا وأوروبيا لتشكيل قوات خاصة بها؛ لدعم استقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب الصادر من إسلاميين متطرفين. وسقطت منطقة شمال مالي في أيدي إسلاميين ومجموعات متمردة أخرى بشكل مؤقت عقب انقلاب عسكري عام 2012، ولم يتم التمكن من استعادة السيطرة على هذه المناطق إلا عقب تدخل عسكري فرنسي حال دون غرق البلاد في الفوضى. ومنذ عام 2013، تجري مهمة تدريبية للاتحاد الأوروبي في مالي لتدريب قواتها وكذلك لقوات مجموعة (جي5)، ويشارك في هذه المهمة حاليا نحو 600 جندي من دول أوروبية، من بينهم 150 جنديا من ألمانيا. ويشارك الجيش الألماني بما يصل إلى 1100 جندي، في بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي "مينوسما"، التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في البلاد، والتي بدأت مهامها أيضا في عام 2013.