بحضور وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين يتسلم الجيش الألماني اليوم الثلاثاء قيادة مهمة الاتحاد الأوروبي لتدريب الجيش المالي من إسبانيا. وسيتولى قيادة المهمة التي يشارك فيها نحو 600 جندي من 24 دولة، بينهم 160 جنديا ألمانيا، البريجادير جنرال الألماني فرانتس بفرنجله. تجدر الإشارة إلى أن شمال مالي يشهد حالة من الفوضى عقب انقلاب عام 2012، حيث استولى على السلطة في المنطقة في ذلك الحين إسلاميون ومتمردو الطوارق. وتم تحرير المنطقة من سيطرتهم إلى حد كبير عقب تدخل عسكري لفرنسا، التي كانت تستعمر مالي في الماضي، إلا أن المنطقة تشهد هجمات من حين لآخر حتى اليوم من متطرفين. وقبل شهر أبرمت الحكومة المالية مع أهم الجماعات المتمردة اتفاقية سلام يعلق عليها المجتمع الدولي حاليا أمالا كبيرة. وعقب محادثاتها الأولى في مالي، ذكرت فون دير لاين مساء أمس الاثنين أن البلاد تمر بمرحلة حاسمة في طريق السلام والاستقرار، وقالت: "نعلم المخاطر التي ينطوي عليها الأمر"، موضحة عقب لقائها نظيرها المالي تيمان هوبرت كوليبالي أنه من الممكن إحلال الاستقرار في المنطقة عند النجاح في التصدي لتلك المخاطر. وأشارت فون دير لاين إلى أن تحقيق المزيد من الاستقرار في أفريقيا من الممكن أن يحول دون فرار الكثير من الأشخاص إلى أوروبا، وقالت: "ليس هناك ما يمكن أن يمنع أشخاصا من تعريض أنفسهم للخطر خلال الفرار إلى أوروبا سوى أن تكون لديهم آفاق مستقبلية في بلدهم". تجدر الإشارة إلى أن مهمة الاتحاد الأوروبي لتدريب الجيش المالي بدأت في ربيع عام .2013 ومنذ ذلك الحين درب الاتحاد الأوروبي أكثر من 5 آلاف جندي مالي. وينتشر في كافة أنحاء مالي أكثر من 10 آلاف جندي وشرطي من أكثر من 40 دولة في مهمة أممية لحفظ السلام، وتتسم هذه المهمة بخطورة أكبر من مهمة التدريب التي يتولاها الاتحاد الأوروبي. وقتل في هذه المهمة منذ نيسان/أبريل عام 2013 42 جنديا وأصيب 166 آخرون. ويشارك الجيش الألماني في تلك المهمة التي يطلق عليها اسم "مينوسما" بسبعة جنود في مهام للقيادة والدعم بالمقر الرئيسي للمهمة في باماكو.