الجزر الرملية وانخفاض منسوب مياه النيل أهم الأسباب 200 باخرة تقف متلاصقة في طوابير بعرض النيل بمرسى وزارة السياحة 3 مشروعات لتطهير المجرى الملاحي بين الأقصر وأسوان على القائمين على صناعة السياحة أن يدركوا ن للاقصر مكانتها التاريخية مطلوب زيادة التسريب من هويس إسنا لتزيد كمية المياه فى المجرى الملاحي بالأقصر إنشاء إدارة شرطية خاصة لمكافحة حرائق البواخر والمنشآت السياحية العائمة باتت ظاهرة الشحوط تهدد مستقبل حركة السياحة النيلية جنوب البلاد، وهى الظاهرة الناتجة عن انخفاض منسوب مياه النيل، ما تسمى بالسدة الشتوية، والتى تسببت فى توقف حركة الرحلات النيلية الطويلة للبواخر السياحية بين القاهرةوالأقصر وأسوان العام الماضي، بعد ظهور الجزر الرملية وانخفاض منسوب مياه النيل، الأمر الذى كان له ردود فعل واسعة في الأوساط السياحية بالأقصر وأسوان، والتي طالبت بضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة لمواجهة الظاهرة. لخصت ذلك الخبيرة السياحية نجوى البارون، مطالبة بالإسراع في توفير الاعتمادات اللازمة لتطهير المجرى الملاحي بين الأقصر وأسوان، وتحديد مسار للبواخر السياحية في النيل، وتزويده بالشمندورات والعلامات الإرشادية لتفادي حوادث الشحوط المستمر للبواخر، والإسراع في توفير الاعتمادات اللازمة للقضاء على ظاهرة الجزر النيلية المنتشرة بطول نهر النيل، فضلا عن الإسراع في إنشاء مرسى الأقصر الجديد لمواجهة ظاهرة وقوف البواخر والفنادق السياحية العائمة في طوابير بعرض النيل، حيث يصطف ما يزيد على 200 باخرة متلاصقة في طوابير تصل إلى 10 بواخر بعرض النيل بمرسى وزارة السياحة بالأقصر، الأمر الذي يهدد بوقوع كارثة محققة في حال اندلاع أى حريق. الأمر الذى عقب عليه المهندس هاني أبو الحجاج، مدير هندسة حماية النيل فى مدينة الأقصر، بأن وزارة الري شرعت فى تنفيذ 3 مشروعات لتطهير المجرى الملاحي ما بين الأقصر وإسنا، للحيلولة دون شحوط البواخر والفنادق العائمة خلال قيامها برحلات سياحية، بالإضافة إلى العمل المستمر الذى تقوم به الوزارة بالتعاون مع الوزارات والهيئات الأخرى بتطهير المجرى طوال العام، قائلا: "فالجميع حريص على سُمعة الأقصر وراحه السائحين". إلا أن الوضع على أرض الواقع يصفه الخبير الهندسي أشرف عبد الله، والذي يتولى الإشراف على المراكب السياحية، أن الوضع الحالي لمجرى نهر النيل أمام مدينة أرمنت يرثى له، حيث إن المجرى ضاق ويضيق أكثر أثناء السدة الشتوية وانخفاض النيل ليصبح مجرى ترعة صغيرة، كما أن مرور البواخر المحملة بالسياح أصبح مشكلة فى هذه المنطقة حيث لا يمكن عبور إلا مركب واحدة، مما سبب تكدس وشحوط بعض البواخر فى العام الماضي مما يُنذر بوقوع كارثة، مضيفا: "لو استعجل قائد أحد المراكب وتصادم مع المركب التى تحاول العبور قبله وحدث تصادم، سوف تكون الأضرار مضاعفة، ونحن فى أشد الحاجة لعودة السياحة واستقطاب أكبر عدد من الأفواج السياحية المتوقفة". واقترح المهندس أشرف عبد الله على المسئولين، زيادة التسريب من هويس إسنا لتزيد كمية المياه فى المجرى الملاحي فى منطقة الأقصر التى تتكدس بالمراكب السياحية، وحجز تلك المياه فى هويس نجع حمادي حتى لا يتم فقدان تلك المياه، معترضا: "ولكن المسئولين دائما يتحركون بعد حدوث الكارثة وليس قبلها". في حين يدعو الخبير السياحي محمد عثمان، عضو لجنة التسويق السياحي، إلى حزمة من الإجراءات يجب أخدها قبيل دخول الموسم الجديد الذي يحرص الجميع على خروجه للعالم بشكل لائق، منها دراسة إنشاء إدارة شرطية خاصة لمكافحة حرائق البواخر والمنشآت السياحية العائمة، وتوفير الحماية اللازمة لقطاع السياحة النيلية بمصر، ودراسة استخدام الطائرات في تأمين حركة البواخر والفنادق السياحية العائمة بين الأقصر وأسوان تجنبا لأي طارئ، وسبل الاستعانة بلنشات إنقاذ نهري ذات أذرع إطفاء هيدروليكية لمكافحة حرائق البواخر السياحية. وأضاف أنه يجب إقامة محطات إطفاء ونقاط إنقاذ على طول خط سير البواخر السياحية بين الأقصر وأسوان، مطالبا أيضا بأن تتحمل الشركات المالكة للبواخر واتحاد الغرف السياحية وصندوق التنمية السياحية بوزارة السياحة، نفقات إقامة هذه المحطات والنقاط، وتفعيل دور أجهزة الدفاع المدني في تدريب أطقم العمال بالمنشآت السياحية على أعمال الإنقاذ ومكافحة الحرائق بشكل فعلي. أما أيمن أبو زيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية الساحية والأثرية، فيقول إنه يجب على القائمين على صناعة السياحة أن يدركوا أن الأقصر التى حصلت مؤخرا على لقب عاصمة السياحة العالمية لها مكانتها التاريخية والعالمية، وأن يدرك الجميع أن السائح له مكانته وأهميته ويجب تدليل كافة العقبات التى يتفنن أحيانا الكثيرين في فرضها لتعقيد السائح حتى يقرر عدم عودته مرة أخرى لزيارة مصر. وأشار أبو زيد إلى أن الأقصر ليست قرية صغيرة، ولكنها ذات سمعة عالمية، وما يحدث فيها ينتقل للعالم أجمع فى لمح البصر، فكاميرات سياح العالم تنقل ما تشاهده من سلبيات قبل الإيجابيات، مضيفا: "فيجب علينا تبسيط الأمور وأن نحمل السياح على كفوف الراحة حتى ننمي صناعة السياحة التى هى فى الأساس العمود الفقري لأبناء الأقصر ومصدر رزقهم الوحيد"، متابعا أنه على سبيل المثال، يجب وضع لوحة إرشادية فى محطة الأقصر بمواعيد القطارات؛ حتى يعلم السائح أن هناك تأخير أو صول فالميعاد للقطار الذي ينوي السفر به، وبعض اللوحات الإرشادية فى محطة القطار، والاهتمام بالكافتريات ودورات المياه لأن محطة القطار هى أول شيء تقع عليه عين السائح، كذلك فى مطار الأقصر الدولي يجب وضع لوحات إرشادية فى صالات الوصول، وموظفين يرتدون ملابس موحدة تُرحب بالزائر وترشده إلى أماكن وصول حقائبه، وأيضا إرشاده للجهة أو الفندق الذى ينوي الإقامة به. في سياق متصل، قال جمال أحمد محمود، صاحب فندق سياحي بالبر الغربي، إن هناك بعض السلبيات يجب تلافيها وإزالتها من أمام أعين السياح، مثل مشكلة المعديات الخاصة باللنشات والمعديات النيلية أمام معبد الأقصر، حيث أصبحت تلك السقالات أو العوامات متهالكة لدرجة تندر بالخطر دون أن يتحرك مسئول لتغييرها؛ حتى لا يسقط أحد السياح فى نهر النيل أو يُصاب ويكلف الدولة الكثير والكثير من الأموال والسمعة السيئة، مطالبا محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم بضرورة إنقاذ الموقف قبيل الدخول فى الموسم السياحي و"نفوق بعد وقوع الكارثة"، حسبما قال. وأردف محمود أنه يجب الاهتمام أيضا بنظافة الكورنيش ومياه النيل بتلك المنطقة، لأن الأمر أصبح مزريا للغاية، متابعا: "وكاميرات السياح لا ترحم مثل تلك السلبيات، ويجب عمل عدد من دورات المياه بتلك المنطقة والاهتمام بنظافتها". وطالب بضرورة تسهيل إجراءات تجديد التراخيص للفنادق السياحية، ومراعاة سنين الركود، وعدم مغالاة الموظفين فى طلباتهم رحمة بأصحاب الفنادق الذين ناضلوا من أجل البقاء فى الأعوام الماضية، وأن تكون إجراءات الدفاع المدني والحريق لمدد أطول؛ حتى يمكن تسوية الأوضاع بما لا يخالف القانون. وأشار إلى ضرورة إلغاء خطاب غرفة شركات السياحة الذي يُقيد تنقل السائحين بين محافظات مصر دون الحصول عليه، مضيفا: "فليس من المنطقىي أن نحتاج إلى تصريح بين مدننا ومحافظتنا، وهذا لا يحدث في أي دولة في العالم، وغير منطقي بالمرة"