قال وزير الدفاع التركي خلوصي عكر إنه بدأ اليوم الخميس تسيير دوريات تركية-أمريكية في بلدة منبج السورية، بعدما اتفق العضوان بحلف شمال الأطلسي (الناتو) على خارطة طريق بشأن مستقبل البلدة. ونقلت وكالة أنباء "الاناضول" التركية عن عكار القول: "بدأت الدوريات المشتركة للوحدات الأمريكية والتركية، التي خططنا لها مع الولاياتالمتحدة، في منبج الساعة 15:53 ((1253 بتوقيت جرينتش) اليوم". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه يتم تسيير الدوريات في منطقة تفصل بين قوات المجلس العسكري لمنبج بقيادة الأكراد، والمقاتلين الذي تدعمهم تركيا. وأكدت مصادر كردية في منبج أن الدوريات بدأت بشكل رئيسي في القطاع الغربي من البلدة، لكنها لم تفصح عن مزيد من التفاصيل. وفي يونيو، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إيريك باهون إن تركياوالولاياتالمتحدة تقومان بتنسيق دوريات منفصلة خارج البلدة التي تمثل بؤرة ساخنة على طول خط التماس القائم بالفعل. في الشهر ذاته، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في واشنطن عندما صادق الجانبان على خطة للاستقرار في منبج. وتمت استعادة السيطرة على منبج من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) المتطرف في عام 2016 ، من قبل وحدات حماية الشعب الكردية، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وبعد يوم من إعلان تركيا توصلها لاتفاق مع الولاياتالمتحدة بشأن منبج، أعلنت وحدات الشعب الكردية، أنها ستسحب مستشاريها العسكريين من المنطقة. ولا تريد تركيا إخراج وحدات حماية الشعب من منبج فحسب، بل تسعى أيضا إلى نزع سلاح الوحدات في كامل شمال سورية. ولا يزال المجلس المحلي لمنبج، وهو قوة متعددة الأعراق في تحالف مع وحدات حماية الشعب، باقيا في البلدة. وتنظر تركيا إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في سورية، وجناحه المسلح، وحدات حماية الشعب، على أنهما امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور على أراضيها. وتسيطر وحدات حماية الشعب على مناطق كبيرة في شمال سورية قرب الحدود مع تركيا. وقالت وزارة الدفاع التركية اليوم الخميس إن الدوريات "ستستمر حتى يتم تحقيق الأهداف المحددة في خارطة الطريق". وفي منطقة أخرى شمالي سورية، قتل طفل وأصيب أربعة من المدنيين جراء قصف تركي استهدف بلدة تل أبيض التي يسيطر عليها الأكراد، حسبما أفاد المرصد السوري. ويأتي القصف بعد يوم من إعلان قوات سورية الديمقراطية الكردية المدعومة من الولاياتالمتحدة تعليق حملتها على تنظيم داعش في الجيب الأخير للتنظيم المتطرف في شرق سوريا بسبب هجمات تركيا على مواقع كردية في البلد الذي دمرته الحرب. وفي سبتمبر، قالت قوات سورية الديمقراطية إن قواتها بدأت المرحلة النهائية من حملتها ضد تنظيم داعش في محافظة دير الزور شرقي البلاد. وفي الأسبوع الماضي، استغل مسلحو داعش سوء الاحوال الجوية و شنوا سلسلة من الهجمات ضد عناصر قوات سورية الديمقراطية شرقي الفرات واستعادوا أراضي كان التنظيم الإرهابي فقدها هناك في وقت سابق. وتقوم قوات سورية الديمقراطية بدور رئيسي في القتال ضد التنظيم في سورية، وقد استولت على معظم معاقله بمحافظتي الرقة ودير الزور. ولا يزال داعش يسيطر على جيوب في شرق سورية وجنوبها.