عاد رياك مشار زعيم المتمردين في جنوب السودان إلى العاصمة جوبا، اليوم الأربعاء، لإتمام اتفاق للسلام تم توقيعه فى إثيوبيا، وذلك بعد أكثر من عامين على فراره من البلاد في أعقاب انهيار اتفاق سابق. وكان في استقبال مشار وزوجته أنجلينا، رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وعدد من قيادات حكومته. وبعد وقت قصير من عودة مشار، وصلت طائرتان تقلان الرئيس السوداني عمر البشير ورئيسة إثيوبيا سهلى ورق زودى، إذ ساعدت الخرطوموأديس أبابا في التوسط لإبرام اتفاق السلام في جنوب السودان هذا العام، وفقا لوكالة "رويترز" للأنباء. وقال مكتب مشار إنه سيحضر احتفالات بالسلام يستضيفها الرئيس سلفا كير، حيث تشهد جوبا، احتفالا رسميا وشعبيا بمناسبة التوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة والمعارضة المسلحة. وفي 5 سبتمبر الماضي، وقع فرقاء جنوب السودان، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اتفاق نهائي للسلام، بحضور رؤساء دول الهيئة الحكومة للتنمية بشرق إفريقيا "إيجاد"، يعود مشار بموجبه إلى منصب نائب الرئيس. وسقط جنوب السودان في أتون الحرب الأهلية أواخر عام 2013 عندما اندلعت اشتباكات بين قوات موالية لكير وأخرى موالية لمشار في جوبا. وسرعان ما اتسع نطاق القتال المدفوع بأسباب عرقية إلى شتى أنحاء البلاد مما أدى لإغلاق حقول النفط ومقتل مئات الآلاف وإجبار الملايين على الفرار. وفر مشار إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة عام 2016، بعد نشوب قتال عنيف من جديد في العاصمة جوبا أسفر عن سقوط مئات القتلى، وسافر فيما بعد إلى جنوب أفريقيا حيث وضع رهن الإقامة الجبرية في المنزل حتى وقت سابق هذا العام. وانفصل جنوب السودان عن السودان في 2011، بعد حرب استمرت عشرات السنين، أذكاها الصراع على النفط والاختلافات العرقية والدينية.