قبل أيام فقط من إعادة فرض الولاياتالمتحدة عقوبات على قطاع النفط الإيراني ، لا تزال تركيا تواجه حالة من الضبابية وعدم اليقين ، حيث إنها غير واثقة مما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستمنحها تنازلا تتمكن أنقرة بمقتضاه من مواصلة شراء الطاقة من طهران، وهي موّرد رئيسي لأنقرة. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الخميس في أنقرة : " لقد نقلنا (إلى واشنطن) مطالبنا بالإعفاء من هذه القضية ". وأضاف أن أى قرارات أمريكية "أحادية الجانب " تضر بمصداقية الولاياتالمتحدة. وكانت إيران أكبر مورد للنفط الخام إلى تركيا في عام 2017 ، حيث أرسلت إليها 11.5 مليون طن من النفط الخام مقارنة ب 6.9 مليون طن في عام 2016، وفقاً لهيئة تنظيم سوق الطاقة التركية (إي بي دي كيه). ومازالت تركيا ، وهي عضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو) ، تتعامل مع تداعيات الجولة الأخيرة من العقوبات العالمية على إيران ، والتي تم رفعها عام 2015 بعد أن وافقت طهران على تقليص برنامج أسلحتها النووية. وينتظر المستثمرون قرار الولاياتالمتحدة بشأن فرض غرامة على "هالك بنك" الحكومى التركى في قضية تتعلق بعقوبات. وكانت السلطات الأمريكية قد طالبت تركيا بدفع غرامة تصل إلى 37.5 مليار دولار لمعاقبة المصرف لانتهاكه العقوبات المفروضة على إيران من خلال تحويل مليارات الدولارات لصالح الحكومة الإيرانية . وفي مايو ، حكمت محكمة أمريكية على محمد هاكان أتيلا ، وهو مسؤول تنفيذي سابق في هالك بنك ، بالسجن لمدة 32 شهراً لدوره في مخطط ضخم للنفط مقابل الذهب يستهدف تجنب العقوبات الأمريكية على إيران. وتحولت شخصية رئيسية تركية متورطة فى المؤامرة ، قال إنه قدم رشى لمسؤولين في الحكومة التركية ، إلى شاهد ملك ، وأدلى بشهادته حول تلك القضية في نيويورك. يقول نجدت بامير ، خبير شؤون الطاقة لحزب الشعب الجمهوري المعارض ورئيس لجنة الطاقة به : "لا تزال تركيا تفضل النفط الخام الإيراني لأن طهران على ما يبدو تقدم أسعارًا أرخص نسبيًا من الموردين الآخرين للمساعدة في تخفيف تأثير العقوبات على اقتصادها". وتأتي العقوبات الأمريكية المزمع فرضها على إيران في وقت تشهد فيه العلاقات بين أنقرةوواشنطن تراجعاً في عدد من القضايا الأخرى ، بما في ذلك شراء الأسلحة التركية من روسيا والتوترات حول سورية، حيث تعمل الولاياتالمتحدة مع الأكراد لهزيمة تنظيم داعش. ويقول أحمد قاسم هان أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ألتن باش في اسطنبول: "تركيا لن تتحدى الولاياتالمتحدة بشكل كامل ، لكن لا ينبغي أن نتوقع الامتثال الكامل لعقوبات إيران" . وأضاف أحمد قاسم أن العقوبات الإيرانية "تفتقر إلى الشرعية العالمية". وتستطيع أنقرة استخدام هذا كذريعة لتجنب التدابير الأمريكية ، خاصة إذا كانت قادرة على الإشارة إلى انتهاكات من قبل عمالقة مثل الصين ، وهي مستورد رئيسي آخر للنفط الإيراني وليست مسرورة بمشروع واشنطن المنفرد. وقال هان : " يشرع ترامب في مغامرة ساذجة ومحفوفة بالمخاطر . وقد يفوز في النهاية ، لكن ذلك سيعني الدفع بحلفاء ، بما في ذلك تركيا ، إلى معسكر عالمي متنام من الاستياء ضد الولاياتالمتحدة".