الغناء فى الحفلات الرسمية كان حتى سنوات قريبة هو المتنفس الوحيد لنجوم الموسيقى الحقيقيين من مؤلفين وملحنين وموزعين ومغنين والذين يئسوا الآن من أن يجدوا مكانا لهم وسط زحام سوق بضاعته الرائجة وهى الأغنيات الهابطة! ولم يتصور كبار الموسيقيين فى مصر أن يأتى هذا اليوم الذى يستبعدون فيه من تقديم إبداعاتهم التى كانت تعطى نوعا من الخصوصية والوقار لهذه الحفلات التى كانت رسمية بل ولم يتوقعوا أيضا أن تسند هذه الحفلات إلى موسيقى جيل الشباب بتكليفات حكومية رسمية عليا. تامر حسنى هو مطرب احتفال الليلة بحرب اكتوبر المجيدة واختياره لم يكن من قبل متخصصين لكن كان بتكليف من أنس الفقى وزير الإعلام الذى طلب منه إعداد ملحمة وطنية عن حرب أكتوبر يكون هدفها توعية الأجيال الجديدة التى لا تعرف البعد الحقيقى لهذه المعركة الجسورة هذه الملحمة الجديدة من كلمات محمد جمعة بعنوان مصريين بجد وألحان محمد رحيم ويتوقع القائمون عليها أن تكون مفاجأة الاحتفال ونحن ننتظر أن يقدم تامر شيئا مختلفا بعدما رأينا له من كليبات بها إيحاءات جنسية أو أغنيات ليس لها معنى. سألنا الموسيقار حلمى بكر عما يحدث قال إن المسئولين ينظرون إلى الحفلات الرسمية من شباك القنوات الفضائية الغنائية التى تروج للمطربين وللمؤلفين والملحنين والموزعين، وأضاف عندما يستعينون بمطربة ليس لها صوت فى حفل افتتاح حدث مهم مثل كأس العالم للشباب وطبعا يستعينون بملحنين ومؤلفين مثلها ليتوافقوا مع صوتها فأصبحت «وهمية» ثم هل يتذكر أحد أو ردد شيئا مما غنته فى الحفل. قال بكر إن المسئولين جربوا من قبل عمل أوبريت غنائى لمصر ويذيعونه طوال العام وأتصور أنهم يستعينون بالشباب لفك البطالة لأن ما يقدمونه ليس له أى علاقة بأكتوبر لا على مستوى الحدث ولا على مستوى رد الفعل التى ترتبت عليه. وعن تجاهل المسئولين لجيل بكر قال حتى إذا عرضوا على أن أعمل معهم سأرفض لأننى إذا عملت سأختار أنا المؤلف والمغنى ونجلس مع بعض ونتفق على ما نقدمه أما ما يحدث الآن فهو من وجهة نظر الباشموظف فيقول للمؤلف الكلمات التى يؤلفها ويقول للملحن وراء الشمس وطالما المسئول مازال جالسا على كرسيه فمن حقه أن يفعل ما يشاء. ويضغط حلمى بكر لأن حفل كأس العالم لم يكن له روح مصرية واليوم حفل اكتوبر بتكليف من المسئول فأنا أنتظر مشاهدة النهاية اليوم لأن العبرة كما يقال بالخواتم. واكد بكر أن افضل حل من وجهة نظره لإقامة احتفال متميز فى ذكرى حرب اكتوبر المجيدة هو أن يتم اختيار لجنة من مجموعة متخصصين حقيقيين وتلف كل محافظات مصر برعاية قصور الثقافة بالمحافظات وتقيم مسابقات لأعمال عن حرب اكتوبر وكل موهوب يكون له الحق فى المشاركة. ويتم تخصيص جائزة قيمة للفائز الأول وفى نظرى هذا هو الحل الوحيد ليصدق الناس الحفل الذى يقام بمناسبة الانتصار فى حرب اكتوبر المجيد لأن الشعب لم يصدق النصر نفسه عام 73 وذلك بعد أن خدع فى حرب 67 وبدون هذا الحل فى نظرى لن نستطيع تقديم عمل صادق عن حرب اكتوبر لأن كل ما هو موجود الآن ليس اكثر من سبوبة واللعبة اصبحت مكشوفة ولابد من وضع حل لها.