طالب عدد من الباحثين الأثريين، بأن تكون هناك مادة في كافة المراحل التعليمية المختلفة لتعليم الطلاب تاريخ الحضارة الفرعونية ويتعرف على أهميته حضارة الأجداد وخبراتهم الطويلة في كافة المجالات والذي يتعلم منها كافة دول العالم حتى الآن، موضحين أن من يدرس هذه المادة للطلاب، يفضل أن يكون من خريجي كلية الآثار. وقال تامر المنشاوي، إن تدريس التاريخ المصري والذي يعتمد على المصادر الأثرية في المراحل الدراسية المختلفة سيعجل الطالب يعرف قيمة الحضارة المصرية والتي كانت تشجع على الوعي الأثري والتاريخي، كما لابد أن يرتبط التدريس بعمل جولات تاريخية ويتم عمل زيارات بالمواقع الأثرية والمتاحف، وهناك بعض الأنشطة التعليمية في متحف الطفل تركز علي الوعي الأثري والتعليمي. وأضاف المنشاوي، ل« الشروق»، أنه يجب أن نوعي الطلاب بأن المصري القديم كان يؤمن بالتربية والقيم الأخلاقية والتعليم ولقد أعتقد المصري القديم إن التعليم هو خير وسيلة للتقدم ورقي الفكر والدليل علي ذلك بأنه برع في الطب والهندسة والفلك والفن، ولذلك لابد من تربية ونشاه الطفل المصري الحديث علي تعليم الخطوط المصرية ومعرفة الكتابة المصرية وبالطبع سيكون من نتائج ذلك تذكية روح الانتماء لدي الطفل والطالب حتي يتم بناء مجتمع يعتمد علي التطور والثقافة وامتداد الجزور بين الجدود والأحفاد. ولفت إلى أن المصري القديم كان يهتم بدراسة كل ما هو جديد ويسجل ما يتعلمه ليستفيد غيره بعد ذلك في كل مجالات الحياة من سياسة واقتصاد وتجارة وتربية وثقافة. وفي سياق متصل، أشار مصطفى حسين، باحث أثري، إلى أن مصر تعرف لدى العالم أجمع من خلال التاريخ الفرعوني والحضارة العظيمة التي أثبتت مدى عظمتها من خلال الآثار التي كل يوم تكتشف من باطن الأرض، مضيفًا أن الطلاب المصريين لا يعرفون تاريخ حضارتهم ويجب أن نسعى لرفع وعيهم الحضاري والأثري، فمصر هي الحضارة الفرعونية قبل أن تكون أي شيء. ودعا حسين وزارتي الآثار والتعليم للتعاون والتنسيق لتدريس اللغة الفرعونية أيضًا كلغة رسمية بمختلف المناهج التعليمية والمراحل الدراسية، بدءا من المرحلة الابتدائية إلى الجامعات، بجانب تدريس التاريخ الفرعوني والحضارة الفرعونية القديمة كمواد إجبارية حفاظا على الهوية المصرية الفرعونية. ومن جانبه، قال مدير عام الآثار، أيمن العشماوي، إنه من الصعب أن يتم تدريس مادة علمية مليئة بالأحداث للأطفال في سن مبكر، ولكن يجب أن يتم رفع الوعي الأثري لهم من خلال عمل جولات للطلاب في كل محافظة للتعريف بالآثار المكتشفة في هذه المحافظة، بجانب تعريفهم بالملوك الذين حكموا مصر في العصر الفرعوني من خلال كل محافظة. وأضاف العشماوي، ل« الشروق»، أنه من الممكن إضافة بعض المعلومات في كتاب التاريخ عن أشهر الملوك والآثار المكتشفة الأخيرة والكبرى في مصر، وتكون كل معلومة تدرس تخاطب مرحلة معينة قادر على أن يستوعبها الطالب وتتناسب مع عمره.