كشف السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، أمس الخميس، أن خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين والمعروفة إعلاميًا باسم «صفقة القرن» باتت «جاهزة ومكتوبة وستعرض فى غضون وقت قصير». وأضاف «فريدمان»، في حديث للإذاعة العبرية، أن الخطة «لن تنتزع من إسرائيل الحق بالحفاظ على احتياجاتها الأمنية»، مشيرًا إلى أنه شخصيًا «يجد صعوبة مع مصطلح الدولتين لأنه يمكن تفسيره في نواح كثيرة»، وفقًا لوكالة «سما» الفلسطينية. وأوضح «فريدمان»، وهو عضو الفريق الذي أعد الخطة، أن «هناك أجزاء في الخطة ستتطلب تنازلات من كلًا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي» قائلاً: «من الأفضل للطرفين قبولها وعدم رفضها.. نحن لن نفرضها على أحد». وعما إذا كان سيعلن عن الخطة نهاية العام الحالي، قال: «قد يكون ذلك وممكن فى 2019، إن التوقيت مهم جدًا ونحن نقيم التوقيت استنادًا إلى الكثير من الأمور التي تتم في المنطقة والعالم»، لافتًا إلى إعلان الرئيس الأمريكي قبل يومين أن الخطة ستطرح خلال 3 أو 4 أشهر. وشدد على أن بلاده «تقول بوضوح إذا كان الحكم الذاتي الفلسطيني يتعارض مع أمن إسرائيل، فإن واشنطن ستكون في صف إسرائيل»، داعيًا من وصفهم ب«المشككين» إلى «الاعتراف بحقيقة أن ترامب يدعم إسرائيل أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ الأمريكي». وتقول واشنطن، إن إجراءاتها الأخيرة ضد الفلسطينيين، كاعترافها بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى هناك، فضلاً عن قطع المعونات عن وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، تأتي في سياق هذه الخطة. من جانبه، دافع المبعوث الأمريكي لعملية السلام للشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، عن تقليص الإدارة الأمريكية المساعدات للفلسطينيين، قائلاً: «المليارات التى قدمت لهذه القضية على مدى عقود أخفقت في دفع قضية السلام إلى الأمام». وأكد «جرينبلات»، خلال خطاب في مؤتمر لمانحين دوليين، أن «الوقت قد حان لنفحص بشكل واقعي ما ينجح وما لا ينجح وللانطلاق في طريق جديد ومستدام»، وفقًا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وأضاف: «من الواضح أن مساعداتنا المالية لا تقرب الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الحل». من ناحية أخرى، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبومازن، في كلمته أمام الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، إنه خلال الأيام القليلة المقبلة ستكون آخر جولات المصالحة مع حركة حماس، وبعد ذلك سيكون لنا شأن آخر ولن نقبل إلا بسلاح واحد وليس دولة ميليشيات». وأضاف «عباس» أنه «رغم العقبات التي تقف أمام مساعينا المتواصلة لتحقيق المصالحة، فإننا ماضون حتى الآن فى تحمل مسئولياتنا تجاه أبناء شعبنا فى قطاع غزة». وتابع: «اتفاقنا مع حماس التزمنا به ويعرف المصريين أننا التزمنا بذلك، لكنهم (حماس) لم يلتزموا به، ونحن لن نتحمل آية مسئولية من الآن فصاعدًا إذا أصروا على رفض الاتفاق»، وفقًا لوكالة الصحافة الفلسطينية «صفا». وتابع: «لن نقبل بعد اليوم رعاية أمريكية منفردة لعملية السلام، لأن الإدارة الأمريكية فقدت بقراراتها الأخيرة أهليتها لذلك، كما نقضت جميع الاتفاقات بيننا، فإما أن تلتزم بما عليها، وإلا فإننا لن نلتزم بأى اتفاق». من جانبها، أكدت حركة «حماس»، أن تجديد الرئيس عباس، في خطابه بالأممالمتحدة، استمراره فى مسار المفاوضات بعد مئات المؤتمرات والجولات وتكرارها «ما هو إلا استنساخ للفشل ومضيعة للوقت، وفرصة ممنوحة للعدو يستغلها لتغيير الواقع السياسى عبر الاستيطان». وأضافت الحركة، فى بيان أمس الخميس: «تابعنا الخطاب الذي ألقاه الرئيس عباس من على منصة الأممالمتحدة، وكان في مجمله خطابًا مكررًا يستعرض الحال التى أوصلتنا إليه سياساته ونتجت عن أخطائه..». ودعت الحركة، الرئيس الفلسطيني، لأن يصغى لصوت الشعب وكل القوى الفلسطينية بالتوجه نحو تطبيق اتفاقات المصالحة، وفي المقدمة منها اتفاق عام 2011، وترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة الشراكة. وأشارت الحركة إلى أن «وصف المقاومة من على منبر الأممالمتحدة بأنها ميليشيا وإرهاب، ورفضه لسلاحها هو طعنة نجلاء في خاصرة الشعب وتاريخه ومقاومته وشهدائه».