نشرت وسائل إعلام أوروبية وبرازيلية صوراً مروعة لآثار الحريق الضخم الذي دمر متحف البرازيل الوطني بمدينة ريو دي جانيرو الأحد الماضي، في ظل مخاوف رسمية من فقدان 90% من التحف والقطع الأثرية التي كان يحتويها المتحف، بما فيها نحو 700 قطعة مصرية معروضة ومخزنة، وترجيحات بأن تكون الخسارة أكبر من هذه النسبة. وأظهرت الصور أطلال المتحف خاوية على عروشها، فتحولت القطع الأثرية المنحوتة إلى قطع صغيرة من الحجارة، وتفحمت التحف الخشبية، وتحولت اللوحات المرسومة إلى رماد، وبدأ العاملون بالمتحف في إخراج القطع المكسورة والمحروقة التي يمكن تصنيفها ومعرفة شكلها الأصلي وتم تجميعها في مكان آمن. ونشر مراسلو صحيفتي "جارديان" و"تايم" في البرازيل تقارير أفادت بأن المحققين مازالوا ينتظرون إذن الحكومة للدخول إلى أطلال المتحف المحترق، حيث مازال المهندسون يجرون معاينات لبيان مدى تضرر أساسات المبنى وإمكانية دخول المحققين لمعاينته، وسط توقعات باحتمالية انهياره في أي لحظة، نظراً لمعرفة السلطات بأن سقف المبنى وجدرانه كانت في الأصل ضعيفة للغاية. وأدلى وزير الثقافة البرازيلي سيرجيو ليتاو بتصريحات لصحيفة "إستادو دي سان باولو" المحلية رجح فيها اندلاع الحريق بسبب شرارة كهربائية، أو بالون معبأ بالهواء الساخن أطلقه شخص واستقر فوق سقف المتحف. وبعد ساعات من الكارثة؛ نظم متظاهرون محليون وسياسيون وبعض العاملين الإداريين بالمتحف مسيرة حاشدة بالقرب من المبنى المحترق، منددين بالإهمال الحكومي للمباني الثقافية وعلى رأسها هذا المتحف العريق، وعدم الإنفاق على تطويره، وتجاهل التحذيرات من تردي أوضاعه الإنشائية، وإنفاق مئات المليارات على إنشاء مشروعات استضافة كأس العالم 2014 وأوليمبياد ريو دي جانيرو 2016، وعدم توجيه أي أموال من حصيلة تلك الفعاليات الضخمة لحماية تراث البرازيل. فعلى بعد خطوات من مبنى المتحف المحترق؛ يوجد ملعب "ماراكانا" الشهير الذي استضاف نهائي كأس العالم قبل الماضية الذي تم تجديده مرتين في 10 سنوات، مقابل تخفيض ميزانية المتحف من 130 ألف دولار عام 2013 إلى 84 ألف دولار فقط العام الماضي، بحسب مارسيو مارتينز المتحدث باسم المتحف. وعلق لويز فيليبي دي أورليانز، أحد ورثة الأسرة الإمبراطورية البرازيلية، على الكارثة التي حلت بالمتحف الذي بناه أجداده وجلبوا أندر تحفه من مختلف دول العالم، قائلاً: "المتحف يمكن إعادة بناؤه، لكن من أين سنأتي بالمجموعة المتحفية التي يتجاوز عمرها 200 سنة.. على الدولة مواجهة تبعات هذا الإهمال الذي أطاح بعطاء آلاف الباحثين والعمال والأكاديميين".