مسئولون فلسطينيون: خطوة معادية للسلام.. والابتزاز لن يجدى نفعًا.. ونتنياهو: «صفقة القرن» غير مُلحَّة أعلنت الولاياتالمتحدة، أمس، إلغاء أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات المخصصة للفلسطينيين، فى قرار أدانته السلطة الفلسطينية معتبرة أنه «خطوة معادية للسلام»، وذلك وسط تدهور العلاقة بين الإدارة الأمريكية والقيادة الفلسطينية. وقال مسئول كبير فى وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين، إنه «بطلب» من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ستقوم الإدارة الأمريكية «بتغيير وجهة استخدام أكثر من مئتى مليون دولار كانت مخصصة أساسا لبرامج فى الضفة الغربية وقطاع غزة». وأضاف أن «هذه الأموال ستذهب الآن إلى مشاريع تحتل أولوية كبرى فى أماكن أخرى»، مشيرا إلى أن هذا الإجراء اتخذ بعد «مراجعة برامج المساعدة الأمريكية للسلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة كى يخدم إنفاق هذه الأموال المصالح القومية للأمريكيين». وفق ما نقلت وكالة رويترز. ووفق ما أفادت وكالة أسوشتيد برس، فإن الخارجية الأمريكية، أبلغت الكونجرس بالقرار، مضيفة أن الإشعار المُرسل إلى الكونجرس لم يحدد المبلغ بالضبط، إلا أنه ربما يشير إلى 251 مليون دولار، قررت واشنطن فى 2017، تخصيصها لصالح مجالات الحوكمة والصحة والتعليم ودعم المجتمع المدنى فى الضفة وقطاع غزة. ولفت المصدر، أن المبلغ كان يفترض البدء بصرفه فى سبتمبر المقبل، إلا أن نحو 60 مليون دولار منه على الأقل، تم صرفها بالفعل خلال أغسطس الحالى، لصالح برامج أمنية تهدف إلى تعزيز التنسيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وبعد إعلان القرار، وصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، قرار واشنطن، بأنه «فاضح»، واعتراف بالمغزى الحقيقى لسياسة المساعدات الأمريكية المتمثل بالتدخل فى الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى، والتأثير على خياراتها الوطنية، وتسييس لبرامج المساعدات الأمريكية». من جانبها، اتهمت حنان عشراوى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فى تصريحات لها اليوم، إدارة ترامب باستخدام ابتزاز رخيص كوسيلة سياسية. بدروه، قال السفير الفلسطينى فى واشنطن حسام زملط فى بيان إن إدارة ترامب «تقوض عقودا من الرؤية والالتزام الأمريكيين فى فلسطين»، مؤكدا أن «استخدام المساعدات الإنسانية والتنموية سلاحا للابتزاز السياسى لن يجدى نفعا»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. والعلاقات بين إدارة ترامب والسلطة الفلسطينية مجمدة منذ أعلن الرئيس الأمريكى فى السادس من ديسمبر 2017 اعتراف الولاياتالمتحدة رسميا بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، فى خطوة لقيت رفضا من المجتمع الدولى وغضبا فلسطينيا عارما. ويرفض الفلسطينيون منذ ذلك الحين إجراء أى اتصال مع الإدارة الأمريكية ويؤكدون رفضهم لدورها كوسيط فى عملية السلام مع إسرائيل. وردا على هذا الموقف أعلن ترامب فى نهاية يناير أنه سيشترط عودة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات لتسليمهم المساعدات. إلى ذلك، انتقد السناتور الديمقراطى باتريك ليهى قرار إدارة ترامب. وقال إن «سكان غزة يعانون بالفعل من مشكلات حادة»، مضيفا: «الشعب الفلسطينى هو أكثر من سيعانى بشكل مباشر من عواقب هذه المحاولة القاسية وغير الحكيمة للاستجابة لمخاوف إسرائيل الأمنية». ويعمل البيت الأبيض بإشراف فريق صغير يقوده جاريد كوشنير صهر الرئيس والمبعوث الخاص جيسون جرينبلات، منذ أشهر على خطة سلام فى الشرق الأوسط، معروفة إعلاميا ب«صفقة القرن»، ما زالت ملامحها غامضة ويجرى الحديث عنها باستمرار. فى غضون ذلك، نقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، عن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه بالصحفيين أثناء زيارته لليتوانيا لحضور قمة دول البلطيق، القول إن «صفقة القرن ليست ملحة فى المرحلة الحالية» وأضاف نتنياهو أنه يرى عدم اهتمام الطرف الفلسطينى ب«صفقة القرن». وتابع: «الأمريكيون يفكرون فى الأمر (عدم اهتمام الفلسطينيين)، فهم ليسوا عُميا، ولكن أنا لا أعرف، عندما نرى العرض بوسعنا أن نحكم عليه». كما نفى نتنياهو أن يكون لديه أى علم باحتمالية إعلان «صفقة القرن» فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، الشهر المقبل، كما أفادت بعض التقارير الإعلامية فى وقت سابق.