«الأمل في ربنا كبير».. بتلك الكلمات حاول وليد أحمد، العامل باليومية، التغلب على أسباب يأسه وإحباطه، والتمسك بآخر ما تبقى له من آمال في تعافي نجله الوحيد من إصابته بالفشل الكلوي، وحاجته لزراعة كُلى تقوم بما عجزت عنه كليتاه بعد توقفهما. على أطراف قرية «بحر البقر 4»، التابعة لمركز الحسينية بأقصى شمال محافظة الشرقية، تعيش أسرة بسيطة قوامها أب يعمل باليومية، وأم لا تُجيد سوى إعداد الطعام والدعاء لطفلهما «محمد»، ذو ال6 أعوام ونصف العام، والذي التحق مؤخرًا بالصف الأول الابتدائي، بأن يبعث الله له أسباب النجاة مما ألم به من مُصاب جلل، بعدما باتت حياته مُهددة بين حين وآخر بأن يلحق بشقيقه الذي توفي هو الآخر بسبب المرض اللعين «الفشل الكلوي». الإصابة أجبرت الأسرة على تحمل مشقة تتكرر لثلاث مرات أسبوعيًا، وفق ما يوضحه والد الطفل: «وليد ابني ربنا ابتلاه بفشل كلوي والدكاترة قالوا لنا إن الكليتين اتوقفوا ومحتاج غسيل كلوي 3 مرات كل أسبوع»، موضحًا أن الغسيل يتم في مستشفى «صيدناوي» الجامعي بمدينة الزقازيق، والتي تبعد عنهم بنحو ثلاث ساعات ذهابًا وإيابًا. مرض وليد لم يكن مفاجئًا للأسرة بقدر ما حمل في طياته ذكرى تحمل تعاسة الدنيا وما فيها بالنسبة للزوجين، فشقيقه الأكبر سبق وتوفي متأثرًا بنفس المرض؛ بعدما عجزت مرات الغسيل عن القيام بدورها، نظرًا لحاجة جسمه، وقتها، لزراعة كلى جديدة تقوم بدور قرينتها الفاشلة، وهو الأمر الذي ترجو الأسرة عدم تكراره، إذ طرقوا جميع الأبواب التي وصلت إليها أيديهم، حتى تمكنوا من جمع 90 ألف جنيهًا، إلا أن التكلفة النهائية للعملية تحتاج ل 120 ألفًا أخرى إضافية. وبعث والد الطفل، عبر «الشروق» برسالة إلى ذوي القلوب الرحيمة وأهل الخير، قائلًا: «مدينا إيدنا لكل اللي نعرفه ودعينا ربنا يكرمنا ومنشوفش في وليد اللي شوفناه في أخوه الله يرحمه، والحمد لله ربنا قدرنا وجمعنا اللي قدرنا عليه، وعشمنا في ربنا كبير إن صوتنا يوصل للي ربنا كاتب لنا نلاقي مساعدة على إيده».