وزير الزراعة: الدولة حريصة على الاستفادة من خبرات العلماء المصريين بالخارج أبو ستيت: نحتاج للزراعات الدقيقة في تطوير المنظومة الزراعية العسكري: مشروع الزراعات الدقيقة نقلة نوعية في الزراعة المصرية التقت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أمس، السبت، الدكتور عزالدين أبوستيت وزير الزراعة، بحضور الدكتور هشام العسكري أحد الخبراء المصريين بالخارج وأستاذ علوم الأرض بالولايات المتحدةالأمريكية، وذلك لعرض المشروع الخاص به والقائم على استخدام نظم علوم الأرض في تحسين الحالة الزراعية عن طريق ما يُعرف ب "الزراعة الدقيقة"، وكيفية الاستفادة منه لتطوير المنظومة الزراعية في مصر، وذلك بمقر وزارة الزراعة. وأكد وزير الزراعة خلال اللقاء، حرص الدولة المصرية في الوقت الحالي على الاستفادة من خبرات العلماء المصريين بالخارج بالقدر الذي يفيد مصر في تنميتها المستدامة. وأثنت وزيرة الهجرة على تعاون وزارة الزراعة في تنفيذ توصيات مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل" المنعقد أخيرًا بالأقصر، مشيرة لتضافر الجهود الحكومية في تسهيل المهمة على الخبراء المصريين بالخارج وفتح الأبواب أمامهم لتنفيذ رؤاهم المختلفة في عديد المجالات. واستعرض الدكتور هشام العسكري، أستاذ علوم الأرض بالولايات المتحدةالأمريكية، ما يتعرض له العالم أجمع في الوقت الحالي لتأثير التغيرات المناخية في إحداث الجفاف، كما هو الحال في نهري دجلة والفرات وبعض مناطق جنوب أفريقيا، وكذلك دراسات وكالة ناسا التي تشير إلى تضاؤل حجم تواجد المياه الجوفية في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا. وقدم العسكري، عرضا تفصيليا عن طبيعة المشروع، أكد خلاله أن المشروع سيمثل نقلة نوعية لمصر في مجال الزراعة لما سيساهم به استخدام نظم علوم الأرض في تحديد احتياجات النبات من مياه أو أسمدة وإمداده بها، وهذا ما حدث في عدد من الدول المحيطة التي استخدمت نظم علوم الأرض في مجال الزراعة الدقيقة، لتحديد التركيبات المحصولية في مراحل النمو المختلفة بما يعظم من إدارة مياه الري وتحديد مخصصات مائية دقيقة تقلل الفاقد في المياه. وأشار العسكري إلى أن 86% من موارد مصر المائية تستهلكها الزراعة، وانخفضت هذه النسبة إلى 75% بسبب الزيادة السكانية، ولفت إلى استخدام نظم الأقمار الصناعية لمحاولة ترشيد استهلاك المياه في المجالات الزراعية، موضحًا أنه عند تطبيق ما يُعرف ب "الزراعات الدقيقة" أو "الزراعات الذكية" فإن ذلك سيقلل بشكل كبير في الفجوة بين كمية المياه والإنتاجية المطلوبة لسد الاحتياجات. كما أكد وزير الزراعة، خلال اللقاء، على ضرورة نشر التوعية الزراعية بين المزارعين وتعريفهم بالمحاصيل وتوقيتات زراعتها وفق دراسات دقيقة تقضي تمامًا على احتمالية وقوع أية مفاجآت بشأنها الإضرار بالمحاصيل الزراعية، فضلاً عن المساهمة في ارتفاع نسبة الإنتاجية من المحاصيل، وكذلك أهمية إيجاد سبل متعددة تساعد على إيصال هذه التوعية للمزارعين، من بينها طرح تطبيق إلكتروني يتضمن منهجًا علميًا بطريقة بسيطة تساعد المزارع للخروج بأفضل إنتاجية. وأضاف الوزير أنه سيتم العمل على هذا المشروع من خلال نموذج مصغر يُجرى عليه الاختبارات اللازمة لضمان نجاحه بالقدر المطلوب، وإذا ما تم ذلك سيتم وضع استراتيجية لتعميم هذا النموذج بشكل عام، هذا وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر خلال الفترة القليلة المقبلة للوقوف على موعد البدء في تطبيق هذا النموذج.