بينما تعلن الحكومة يوميا عن استعداداتها لمكافحة مرض إنفلونزا الخنازير.. تبقى مدارس قرية «البرادعة» بمحافظة القليوبية، التى أصيب أكثر من 400 مواطن بها بالتيفود قبل نحو ثلاثة أشهر، فى وضعية بعيدة عن ذلك كله وهى تنتظر توجه التلاميذ لمدارسهم فى القرية صباح السبت المقبل. وفى جولة ل«الشروق» بمدارس القرية تبين أنها لم تستعد على الإطلاق لمكافحة إنفلونزا الخنازير.. فحمامات المدارس دون مياه، بل إن الصنابير غير موجودة من الأساس وغرف العزل التى سيحجز فيها التلاميذ المشتبه فى إصابتهم بالمرض غير موجودة. أول مدرسة زارتها «الشروق» هى «البرادعة الابتدائية 2» وقوامها 1500 طالب، اختفت منها (صنابير) المياه وحماماتها مليئة بالحشرات والقمامة. وأكد محمد بدر شرين (مدرس بالمدرسة) أن المدرسة غير «مستعدة لمواجهة إنفلونزا الخنازير» مدللا ب«عدم وجود غرفة لعزل التلاميذ فيها، أو أية تجهيزات طبية أخرى» قائلا إن مدير المدرسة «طلب من الطلاب أن يحضر كل منهم زجاجة مياه للشرب». ولم يختلف الأمر كثيرا فى مدرسة «أمين سامى الإعدادية الثانوية المشتركة، بالإضافة إلى أن الفصول بدون شبابيك لحماية الطلاب من برد الشتاء، ومقاعد التلاميذ مكسرة وغير صالحة للجلوس. وطالبت لجنة من مديرية الصحة بالقليوبية ناظر المدرسة بوضع خزان للمياه داخل المدرسة ليشرب منه الطلاب، وهو ما علق عليه سلامة عبدالكريم ناظر المدرسة ب«المستحيل»، نظرا لأن «المدرسة مختلطة ومن غير اللائق قبول التزاحم بين البنين والبنات على الشرب فى المدرسة.. كما أن الخزانات الموجودة على أسطح المدرسة معطلة وغير نظيفة وقد سبق أن أرسلت أكثر من خطاب إلى الإدارة التعليمية بالقناطر الخيرية وإلى رئيس المجلس المحلى والمحافظ لتنبيههم لخطورة الموقف ولم يتحرك أحد لزيارة المدرسة أو البحث فى المشكلات التى تعانى منها». وفيما يتعلق بالاستعدادات لمواجهة فيروس إنفلونزا الخنازير، قال سلامة: «لا نعرف طريقا لحل مشكلة المياه لحماية الطلبة من التيفود فكيف سنواجه إنفلونزا الخنازير؟». ولم تصل الى المدرسة، وفقا للناظر، سوى حقيبة الارشادات الطبية للوقاية من الفيروس، وهى عبارة عن بعض الملصقات لتعليقها على جدران المدرسة، كما أنه لا يوجد بها طبيب للكشف على الطلبة وغرفة الزائرة الصحية مشتركة لطلبة المدرستين «الاعدادى والثانوى» وليست هناك أية إسعافات أولية فى حالة إصابة أى طالب بمكروه. واعتبر سلامة كثافة الفصول كبيرة جدا، مشيرا إلى أن عدد الفصول 12 فصلا دراسيا بينما لا يوجد مكان إلا لاستيعاب ثمانية فصول فقط. وأشار سلامة إلى أن الإدارة التعليمية لم ترسل أية نشرات بشأن تقسيم اليوم الدراسى إلى فترتين لمواجهة كثافة الفصول والعجز الدراسى، واليوم الدراسى كما هو بالرغم من هذه المشكلات، ولم تحصل المدرسة على الدعم الذى تحدث عنه المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية الذى يبلغ ألفى جنيه وذلك لشراء المطهرات والمنظفات. وحاولت «الشروق» الاتصال بمدير الإدارة التعليمية وسكرتير عام المحافظة للرد على هذا الكم من المشكلات الذى تعانى منه المدارس إلا أنهم لم يجيبوا على هواتفهم الخاصة، وعلمت «الشروق» أن المحافظ شدد على مديرى الإدارات التعليمية والمدارس بعدم الحديث لوسائل الإعلام والصحافة.