«هي تسافر».. مبادرة «منة» لتشجيع الفتيات على السفر بمفردهن

• منة: أجهّز لموقع إلكتروني خدمي لمساعدة الفتيات على العثور على فرص السفر.. وسيتضمن أقساما للمنح وفرص العمل
في 2014، قررت منة شاهين -التي زارت أكثر من 30 دولة حول العالم- أن تطلق مبادرة «هي تسافر»؛ لتشجيع الفتيات على السفر وتحقيق أحلامهن، ولمساعدتهن بكل الخطوات اللازمة للسفر.
كانت منة -30 سنة- تحلم دائما بالسفر حول العالم، إلا أن رفض أهلها كان عائقا أمامها في البداية، وفي نهاية عام 2013؛ اتخذت قرارها وحجزت أول رحلة برفقة صديقتها وأبلغت أهلها وبعد السفر أعلمتهم أنها ستتجول في عدّة بلاد؛ لأن «الحرية لازم تتاخد حتة حتة».
وقالت منة في بداية حديثها ل«الشروق»: «أطلقت صفحة على (فيسبوك) لأشرح عليها كل الخطوات المتعلقة بالسفر بداية من طريقة حجز تذاكر الطيران، مرورا بتحضير حقائب السفر، وحتى الأنشطة التي يمكن فعلها في كل بلد وسعر استئجار السيارات فيها ومثل هذه التفاصيل، والآن أصبح متابعين الصفحة أكثر من 215 ألف شخص».
وأضافت منّة: «حاولت تغيير القالب الذي تنحصر فيه الفتيات في مصر، دراسة جيدة ومؤهل عالي ثم كلية قمّة ثم الزواج ثم الإنجاب. هذا النمط النموذجي الذي يضعه الكثير من الناس في المجتمع للفتيات».
وتابعت، أن من أهم أهداف المبادرة تغيير طريقة تفكير الفتيات بحيث تصبحن قادرات على معرفة أهدافهن واتخاذ القرارات المناسبة لهن، وأن يتعلمن كيف يضعن حلول للمشكلات، معّلقة: «البنات في مجتمعنا أقوياء جدا لكنهن مقهورات ومظلومات. لست ضد كليات القمة ولا فكرة الزواج والإنجاب، بل ضد إجبار الفتيات على اتخاذ قرارات مخالفة لرغباتهن بدعوى أن هذا الأصلح لهن».
ومبادرة منّة، لم تكتفِ بإرشاد ومساعدة الفتيات لتحقيق حلمهن بالسفر في مجتمع يفرض قيودا على سفر الفتيات بمفردهن، بل قررت على سبيل الدعم تنظيم رحلات داخلية داخل مصر للفتيات فقط دون الحصول على مكسب مادي؛ لمساعدتهن على اتخاذ خطواتهن الأولى.
في البداية، كانت منّة تحاول ترشيد نفقاتها بكل الطرق لتستطيع السفر إلى بلاد أكثر، تصنع «جمعيات» وتبحث جيدا عن أماكن رخيصة للإقامة، وتدخر من عملها في شركة الأدوية لتتمكن من مواصلة السفر.
وأكملت منة: «حتى عملي بمفردي في شركة أدوية بدبي كان تجربة مختلفة، استطعت الاستقلال وإقناع أهلي ولم أر الأمر بهذه الصعوبة. خارج الصندوق نرى الدنيا بشكل أوسع ونعيد اكتشاف أنفسنا».
نجحت منة في تنظيم حياتها بشكل جيد، فلم يمنعها العمل عن تحقيق حلمها لتزور حتى الآن 30 دولة وأكثر من 60 مدينة، كل ما تفعله أنها تجمع الإجازات السنوية المتاحة لها وتستغلها في السفر.
واختتمت منة حديثها قائلة: «الآن أجهّز لموقع إلكتروني خدمي لمساعدة الفتيات على العثور على فرص السفر، وسيتضمن أقساما للمنح وفرص العمل، وهدفه ليس ربحيا».