وزير التموين: غرفة عمليات لمتابعة الأنشطة التموينية خلال إجازة عيد الأضحى    مقرر أممي: منع إسرائيل لدخول المساعدات إلى غزة يعد انتهاكًا للقانون الدولي    في أول أيام العيد.. مصرع طالب غرقا ببني مزار بالمنيا    الملايين يصلون «الأضحى» بالساحات والمساجد فى القاهرة والمحافظات    وزير التموين: استمرار عمل المجمعات الاستهلاكية خلال أيام العيد    كل أهداف الترجى التونسى فى كأس العالم للأندية (فيديو)    بعد غيابه عن مشهد التتويج.. حسين لبيب يحتفل بحصد الزمالك لقب كأس مصر    مباراة المغرب ضد تونس مباشر اليوم.. الموعد والمعلق والقنوات الناقلة    بوروسيا دورتموند يحاول التعاقد مع بيلينجهام قبل مونديال الأندية    سعر الفراخ اليوم الحمعة 6 يونيو 2025    الأسهم الأمريكية تصعد بعد تقرير الوظائف القوي.. وستاندرد آند بورز 500 يلامس مستوى 6000    حاملًا سلاحًا في بوستر «7DOGS».. ويُعلق: «زيزو مش في الفيلم.. أنا في الأهلي»    أرقام موسم عيد الأضحى في 10 سنوات: تامر حسني الأكثر استمرارية وكريم وعز يتصدران الإيرادات    جولات العيد في المنيا.. وكيل وزارة الصحة تتفقد عددا من المستشفيات وتطمئن على جاهزيتها    السعودية: 10 آلاف نشاط توعوى و34 مليون رسالة خلال يومي التروية وعرفة    مصرع طفل سقط من علو في أكتوبر    حسين لبيب: تتويح الزمالك ببطولة كأس مصر نتاج عمل جماعى.. صور    وزيرة العدل الأوكرانية: أمامنا عام واحد لتلبية شروط التمويل الأوروبي الكامل    رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني: مقترح ويتكوف منحاز بشكل فاضح ضد حماس    محافظ الإسماعيلية يتفقد المجمع الطبى بحى ثالث فى أول أيام عيد الأضحى    السينما والمسرحيات.. أشهر أفلام عيد الأضحى التي لا غنى عنها في البيوت المصرية    وزير الأوقاف يشهد صلاة الجمعة بمسجد سيدنا الإمام الحسين بالقاهرة    الهيئة الوطنية للإعلام تنعى الإذاعية هدى العجيمي مقدمة برنامجي مع الأدباء الشبان وإلى ربات البيوت    ياسر جلال يحتفل بالعيد مع الفنان مصطفى أبو سريع بفيديو كوميدي    أمين "الجبهة الوطنية" يؤدي صلاة عيد الأضحي مع أهالي قريته بالغربية (صور)    رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر يلتقي نظيره البرازيلي في جنيف    بالفيديو| مها الصغير تغني "علي صوتك" ومنى عبدالغني تشاركها الغناء    حمزة العيلي يكشف تأثير فيلم «إكس لارج» على الجمهور وأجره المتواضع في العمل    محافظ الدقهلية يزور الأطفال الأيتام في أول أيام عيد الأضحى    نسب وأرقام.. أول تعليق من حزب الأغلبية على «القائمة الوطنية» المتداولة ل انتخابات مجلس الشيوخ    جاسمين طه زكي: نشأت في بيت سياسي ودخولي الإعلام قوبل باستهجان    من الصلاة والأضاحى للاحتفالات.. بلاد العرب تستقبل عيد الأضحى.. ألعاب نارية وكرنفالات.. زيارة المقابر فى الكويت.. المغرب بدون "النحر" للمرة الأولى و"الرومى" بديل الأضحية.. مشهد مهيب للصلاة بالمسجد الحرام    الصحة: إجراء 2 مليون و728 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار    الرئيس النمساوي يهنئ المسلمين بعيد الأضحى المبارك    مظاهر احتفالات المواطنين بعيد الأضحى من حديقة الميريلاند    مراسلة "القاهرة الإخبارية": المصريون يقبلون على الحدائق العامة للاحتفال بعيد الأضحى    باكستان تدين الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    السياحة تشكل غرفة عمليات لتلقي الشكاوى خلال إجازة عيد الأضحى    حكم من فاتته صلاة عيد الأضحى.. دار الإفتاء توضح التفاصيل    أهالى بنى سويف يلتقطون الصور السيلفى مع المحافظ بالممشى السياحي أول أيام عيد الأضحى المبارك    جوزيه بيسيرو يهنئ الزمالك بعد الفوز بلقب كأس مصر    الهلال الأحمر المصري يشارك في تأمين احتفالات عيد الأضحى    محافظ القليوبية يتفقد حدائق القناطر الخيرية    محافظ دمياط يحتفل بمبادرة العيد أحلى بمركز شباب شط الملح    لا تكدر صفو العيد بالمرض.. نصائح للتعامل مع اللحوم النيئة    «وداعًا للحموضة بعد الفتة».. 6 مكونات في الصلصة تضمن هضمًا مريحًا    روسيا: إسقاط 174 مُسيرة أوكرانية فيما يتبادل الجانبان القصف الثقيل    محافظ بني سويف يؤدي شعائر صلاة عيد الأضحى بساحة مسجد عمر بن عبدالعزيز    وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد لبنان: لا استقرار دون أمن لإسرائيل    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد ناصر الكبير.. صور    تعرف على سعر الدولار فى البنوك المصرية اليوم الجمعه 6-6-2025    محافظ جنوب سيناء يؤدي صلاة العيد بشرم الشيخ ويوزع عيديات على الأطفال    مدح وإنشاد ديني بساحة الشيخ أحمد مرتضى بالأقصر احتفالا بعيد الأضحى    عاجل - موضوع خطبة الجمعة.. ماذا يتحدث الأئمة في يوم عيد الأضحى؟    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك للرجال والنساء في العيد (تعرف عليها)    «ظلمني وطلب مني هذا الطلب».. أفشة يفتح النار على كولر    المثلوثي: جمهور الزمالك نمبر 1.. وناصر منسي: سنبني على تلك البطولة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"FemiHu".. مبادرة لدعم استقلال الفتيات عن الأسرة.. وأستاذة علم اجتماع: مؤامرة خارجية لهدم مصر
نشر في محيط يوم 04 - 06 - 2016

الرغبة في التحرر من القيود والاستقلال والسعي لتحقيق الذات والأحلام قد يدفع الفتاة إلى اتخاذ قرار يعتبره الكثيرون تمرد، إنه قرار "الاستقلال عن الأسرة" الذي قد تلجأ إليه الفتاة إجبارا حال اختلاف منشأها عن مقر دراستها وعملها، لكن فئة أخرى تأخذا القرار طواعية لأسباب بعضها نفسي أو اجتماعي وبعضها شخصي فيما تراه أخريات حق طبيعي لها.
ربما يحتاج حديث الفتاة عن تجربتها فيما بعد الاستقلال شجاعة لا تقل عن تلك التي اتخذت بها قرار الاستقلال، فبعضهن رفض الكشف عن هويته والبعض اعتبر الأمر خاص وليس مشاعا للجميع أن يعرفه، البعض يحكي جانبا ويبقى جانبا آخر حبيس النفس، لكن يبقى ما يتعرضن له من ضغوط وانتقادات هو العامل المشترك بين جميعهن.
المجتمع قد لا يقبل باستقلال الفتاة عن أهلها باعتبار أن ذلك قد يدفع الفتاة للانحراف في السلوك والتمرد على كل الثوابت الدينية والاجتماعية، فقد تجد منهن من قررت خلع الحجاب والتصرف بحرية دون أية قيود، لكن هذا هو جزء من الكل فمنهن من تسعى لتحقيق الذات والكفاح، فلكل منهن قصة تختلف عن الأخرى ولكل منهن دافع للانفصال عن العائلة مقنع في نظرها وبموافقة أهلها أحيانا.
معاناة
"دراستي كانت بالقاهرة وأهلي من المنيا، وبعدما أنهيت الدراسة لم أكن أتخيل أني سأعود للمنيا بعدما تعودت على الحياة هنا بالقاهرة"، تقول شيماء طنطاوي الناشطة بمركز نظرة للدراسات النسوية عن أسباب لجوؤها للاستقلال، مضيفة "لكني بالفعل عدت إلى الصعيد لمدة ستة أشهر وأتتني فرصة شغل كانت حلم عمري بالنسبة لي في القاهرة فطلبت من أهلي أن يتركوني أعمل بهذه الفرصة التي لن أجد مثلها فوافقوا".
وتوضح أنها تذهب لزياراتهم من وقت لآخر على عكس من تقرر الانفصال كلية وتقطع العلاقات، مضيفة أنهم دائما يطالبونها بالعودة التي ترفضها دائما بحكم حبها لعملها في القاهرة إلى جانب أنها بدأت في دراسة جديدة في كلية مختلفة عن التي تخرجت فيها.
وأشارت إلى أنها إذا وجدت فرصة عمل مناسبة في المنيا، كانت غالبا ستستقل معللة ذلك بأنها من قرية وغالبا ستسقل لأن عملها سيكون في مركز المحافظة، رغم أن الاستقلال جعلها تواجه عوائق وصعوبات كان أبرزها الجانب المادي والتساؤلات عن الراتب هل سيكفي إنفاقها الشهري أم لا.
تقول "بدأت بوضع جدول إنفاق لترتيب الفلوس وصرفها لكي لا يأتي آخر الشهر ويكون راتبي قد انتهى وأنفقت كل ما لدي"، أما المشكلة الثانية فكانت السكن موضحة "في أوقات لم أجد مكان للإقامة وسكنت في منطقة بعيدة جدا عن شغلي لكني كنت مع صديقات لي في فترة دراستهن وتحملت المشوار الذي يأخذ ساعتين تقريبا بسبب إحساسي معهن بالأمان".
تكمل "كانت الأزمة في فترة الأجازة بعدما عادت كل منهن إلى بلدها فبدأت أبحث على سكن جديد فقضيت فترة في الشارع تقريبا، لأني لم يكن لدي وقتها معارف كافية ومعلومات عن الأماكن المتاحة وأسعار الإيجار وعندما وجدت شقة كانت معاملة الجيران لطيفة لكن البواب كانت يسيء لنا".
المعاناة مع البواب في نظرته لهم، فتقول "كان يعتبرنا بنات "سايبة وملناش حاكم" وكان يتكلم عنا بطريقة غير أخلاقية وذات مرة تعرضت زميلة لنا لحادث تحرش وقف ضدنا باعتباره وصي علينا وأننا منحرفات السلوك".
أما عن السكن فتقول أنهن أيضا يعترضن للنصب من قبل أصحاب الشقق فأحدهم يرفض إمضاء تعاقد ويرفع قيمة الإيجار كل شهر تقريبا، تضيف "نكون كأننا في الشارع إذا رفضنا الدفع"، أما عن نظرة الناس أيضا كانت تحديا آخر فالمحيطين بهم يعتبرون أنهم بنات سهلة ومتاحة وهناك تحديات أخرى كثيرة خاصة جدا وصعبة لن أصرح بها.
موافقة الأهل
ميرنا أحمد فتاة في مقتبل العشرينيات بعد تخرجها في كلية السياحة والفنادق بجامعة المنيا، والتي كانت من أوائل دفعتها قررت أن تكمل دراستها وتقدمت بأوراقها في جامعة حلوان التي رفضت انضمامها لكونها تخرجت في جامعة إقليمية بعدما كانت جهزت نفسها للعيش في القاهرة لاستكمال الدراسات العليا.
بعد أن تم رفض أوراقها رغم حصولها على تقدير "امتياز" بدأت في إقناع أهلها بالعيش في القاهرة للعمل الأمر الذي قابلوه بالرفض، وقالوا لها "دراسة موافقين لكن شغل لأ"، وتكمل "بعد عدة محاولات سمحوا لي بالعيش ظنا منهم أنني سأعود سريعا لكني استمررت في شغلي وبعدما قررت خلع الحجاب بدأ الضغط في أمر رجوعي وزواجي وبدأت الظنون لديهم في سلوكي وأصبحوا يتساءلون عن تفاصيل حياتي".
تضيف ميرنا أنها استقلت في يونيو عام 2014 ومنذ ذلك الحين في كل زيارة تبدأ المناوشات والمطالبات برجوعها، قائلة "حتى الآن إذا تشددوا في عودتي سأعود فهم يسمحوا لي بالعيش هنا بالرضا لكن وقت الجد سأنفذ رغبتهم، فأنا لست في صراع معهم على عكس أخريات تركوا بيوتهم رغما عن أهلهم".
وأشارت إلى ما تلاقيه الفتيات من نظرة المجتمع وما أسمته "سلطة البواب غير العادية"، قائلة "زميلة تسكن معنا زارها أختها وزوج أختها وأولادهم فتسائل البواب "ازاي تطلعوا رجالة عندكم" باعتبار أن هذا من حقه ويستعلم مننا دائما عن مواعيد خروجنا وأسباب تأخيرنا، وذات مرة طالب بالإطلاع على بطاقة أختي حينما زارتني في الشقة وغيرها من المضايقات التي لا تنتهي".
الأمر لا يخلو من مضايقات في الشغل أيضا، فتقول إنه "في حالة معرفة أحد الزملاء بذلك يبدأون في التساؤلات فمنهم من يسألني "انتي عايشة مع مين؟ بتشربي حاجة سجاير أو مخدرات؟ وعندما أجبته بالنفي قال "مش معقول" بعضهم يظن أننا نستقبل زيارات من شباب غريبة عنا فهم يعتقدون أن الفتيات المستقلات مباحين للجميع".
أما الطلاق فكان دافع أسماء حسن صاحبة الثلاثين عاما الاستقلال عن الجميع بعد معاناة مرت بها، تقول "تزوجت قبل ستة سنوات وأنجبت طفلي الأول وبعدها بدأت تظهر عيوب زوجي وبعدما رزقنا الله بالابن الثاني كانت الحياة معه شبه مستحيلة وقررت الانفصال واستكمال طريقي مع أولادي وفي دراستي".
وتضيف أن الانفصال عن زوجي كان صعبا وما واجهته بعد هذا الانفصال صعب أيضا لكنه أهون من تلك التجربة، موضحة أن ما دفعها للاستقلال عن أهلها هو تضييقهم الخناق على تصرفاتها وخروجها ومنعها من الدراسة والشغل نظرا لكونها مطلقة ولديها أبناء ما دفعها لاستئجار شقة والانتقال لها برفقة أبنائها.
أما عما واجهته من صعوبات فتؤكد أن الأمر كان برمته صعب فما بين ضغوط العمل والدراسة كان يضيع يومها فضلا عن حقوق أبنائها، مضيفة "كان يومي يبدأ من السادسة صباحا حتى الثامنة مساء بين شغلي ودراستي في الماجيستير، وكان أطفالي ينهون يومهم في الحضانة في الثالثة عصرا وكنت اضطر لاصطحابهم معي في الجامعة وكل من حولي يقف ضدي لكني سأكمل في العمل والدراسة حتى أحقق ما حلمت به".
تصف الموضوع بأنه سلسلة من الضغوط من جانب المجتمع والأهل، قائلة "الفتاة تصارع من أجل تحقيق أحلامها وقد تيأس وتستسلم وتعيش كأي فتاة عادية لكنها تعاود لتكمل صراعها رغم أنها تسعى لتحقيق الأساسيات والمبادئ وحقوقها وليس رفاهيات".
استقلال مادي
نيفين عبيد عضو جمعية المرأة الجديدة، قالت إن إقدام الفتيات على مثل تلك الخطوة هو حق طبيعي لها ولأي فرد قادر وراشد، مضيفة "البنات أو الأولاد الراشدون يستطيعون أخذ هذا القرار وكون الففتاة تقرر الاستقلال وتحمل مسئولية نفسها فهذا يرجع لها ويحسب في صالحها وليس ضدها".
تتفق معها الناشطة النسوية شيماء طنطاوي، معتبرة أن الاستقلال المادي هو البداية فمن لم تجد العائد المادي المناسب فلن تستطيع الاستقلال بحياتها لأنه بدون عمل أو دراسة، مؤكدة أن هناك من تقرر الاعتماد على نفسها ماديا بجانب دراستها قبل التخرج بسبب ظروف المنزل التي قد لا تكون ميسرة، وبعضهن تتولى المشاركة في مصاريف بيت أهلها".
وأوضحت أن حالات الاستقلال مختلفة جدا ترجع إما لظروف العمل في محافظة أخرى تختلف عن محل الإقامة أو للتعرض لعنف أسري أو تحرش داخل المنزل ولا تستطيع تحمله فتقرر الاستقلال، وأن هناك نماذج أخرى مختلفة لأسباب منها الطلاق.
واعتبرت أن التفكك الأسري أو المشاكل ليست دافعا قويا للفتاة للاستقلال لأن أغلب الأسر المصرية لديها مشاكل، وفي الوقت نفسه فإن العنف لا يخلق بيئة مستقرة تنمي من أي شخص وقد يدفع ذلك الفتاة للتفكير بالأمر لكن لا يوجد معيار ثابت أو أسباب للحكم على لجوء البنت للاستقلال فالقصص تختلف تماما من فتاة لأخرى.
وألمحت إلى أن من تطلق تجد من الصعب العودة للعيش في منزل أهلها وخاصة إذا تجاوزت سن الثلاثين فالحركة تكون بحساب وبقيود، معتبرة أن الفتاة بعد التقدم في السن حتى دون الزواج لن تحبذ فكرة تحكم الأهل في التصرفات فيجب أن يكون لديها مساحة كافية للحركة والتفكير والعمل دون تدخل أي فرد.
مبادرة للدعم
بعد الحديث الخافت في وسائل الإعلام عن استقلال الفتيات ظهرت إحدى المبادرات النسوية التي تعلن دعمها لهن وتساعدهن بكافة المعلومات التي قد يحتاجونها في حياتهن كما تخلق مساحة مشتركة للتواصل بين الفتيات وبعضهن، مبادرة"FemiHub" والتي تأسست مؤخرا على يد ثلاثة ناشطات.
تقول مي طراف إحدى مؤسسات المبادرة إن الفكرة بدأت بعدما جاءوا إلى القاهرة للاستقلال وتمنوا أن يجدوا من يساعدهم أو أن يكون هناك تجمع للفتيات المشابهة لهن، قائلة إن "هذا كان أفضل نفسيا لدعمنا في وقت الجميع يقف ضدنا فكان الهدف هو إيجاد مساحة مفتوحة للفتيات لكي يساعدن بعضهن بتواجدهن وسط مجتمع مشابه لهن في الظروف".
واعتبرت أن لجوء البنت للانفصال عن عائلتها قد لا يكون وراؤه سبب محدد إنما رغبة منها في أن يكون هذا شكل حياتها، وأن المشاكل مع الأسرة والدراسة والشغل المناسب هي أسباب تكون وراء القرار لكن ليس الأساس، قائلة "نحن لا نسألها لماذا قررت لأن هذا حق إنساني لها".
وعن أنشطة المبادرة تقول إنها تعمل على تقديم دعم معنوي للفتيات المستقلات أو من تفكر في اتخاذ تلك الخطوة، كما تساعدها في حالة احتياج أية فتاة للعمل أو السكن وتوفر لها بيانات بالأماكن المتاحة، وأيضا مساعدتها في الاستفسارات المختلفة أو أي طلب لها، وقد يكون هذا التواصل على "فيس بوك" أو التليفون.
وتضيف، من وقت لآخر ننظم تجمعات للفتيات وفعاليات، مؤكدة أن الفكرة في انتشار، والمتواجدات في المبادرة يتزايدن فالمجموعة مثلا على فيس بوك تضم فتيات مستقلات بالفعل وأخريات تفكرن في الأمر.
اتهامات وانتقادات
وتعتبر أنشطة المبادرة محل تشكيك وانتقاد من قبل عدد من المتابعين، ما جعل أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يستعين بقصص الفتيات المنشورة على الصفحة الرسمية للمبادرة ويعيد نشرها مجمعة في صفحته الشخصية وينتقدها ووصفها بالهدامة للأسرة والمجتمع ما اعتبرته الفتيات تشهيرا بهم.
الاستقلال مرفوض
المبادرة نفسها وصفتها الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بأنها تهدف لإضعاف ثقافة المجتمع وأخلاقياته وعاداته، مضيفة "تكون مدفوعة من توجهات خارجية لهدم داخل المجتمع المصري، فلا أستطيع فهم أن من ينادون باستقلال الفتيات أسوياء فهم لهم أغراض خاصة لتدمير الأسرة المصرية" على حد تعبيرها.
وأكدت أن البنات التي تقرر الاستقلال تكون إلى حد كبير تربت على الحرية غير المسئولة، فترى البنت أنها لا تحتاج لأي نوع من القيود، موضحة أنه في الغالب لديها مصدر دخل ووظيفة وتستقل بحياتها، وأن الأمر قد يرجع لضعف شخصية الأب والأم وضعف علاقاتهم مع أولادهم.
وقالت منصور إن هذا القرار يتنافى مع العادات والتقاليد والأخلاقيات المصرية، مضيفة "إذا تقبلنا الأمر للولد رغم كونه بنسبة كبيرة مرفوض، فهو بالنسبة للبنت مرفوض أكثر لأنه يضعها في أكثر من علامة استفهام تجاه المجتمع الذي ينظر لها باعتبارها حالة غير سوية ومن هذا المنطلق يتعامل معها".
"هو تمرد على العادات والتقاليد والقيم والعلاقات الأسرية" تصفه أستاذة علم الاجتماع، قائلة إن الفتاة التي تتخذ هذه الخطوة تكون إما مجبرة على ذلك نظرا لظروف العمل وكونها من محافظة أخرى فتضطر للعيش مع زميلاتها في سكن وهذا أمر مقبول مجتمعيا نظرا للظروف الجبرية، مستدركة أن الأمر غير المقبول أن يكونوا من المحافظة نفسها وتستقل وتنفصل وتعيش بمفردها".
واعتبرت أن هذا يجعل نظرة المجتمع لها سلبية ويعرضها لمشاكل كبيرة فالناس تعتبرها فتاة سهلة أو منحرفة ومتمردة على العادات والتقاليد، مضيفة "العلاقات الأسرية غير السوية قد تدفع الفتاة للانفصال عن أهلها، والتربية من البداية والتفاهم والعلاقات مع الأبناء تمتص مثل تلك الأفكار".
ليست ظاهرة
ورأى الدكتور إبراهيم عز الدين أستاذ علم نفس واجتماع بجامعة 6 أكتوبر أن الأمر لا يعتبر ظاهرة بل هم فئة عددها قليل، مضيفا "الظاهرة في تعريفها أن تكون مسيطرة بنسبة كبيرة لا تقل عن 10% من المجموع الكلي ولكن استقلال الفتيات موجود في القاهرة أو المحافظات انتشر نسبيا لكن ليس بصورة كبيرة".
وأرجع عز الدين السبب أنه أحد إرهاصات الجامعات الخاصة التي وصل عددها لنحو 26 جامعة، موضحا "المستويات التعليمة والثقافية لدى الطلبة الملتحقين بهذه الجامعات ترجح فكرة الاستقلال لتوافر الإمكانيات المادية المرتفعة لكن أعداد هؤلاء ليست بالكبيرة وهذا لا يعني أن التفكير في الاستقلال حكر على تلك الجامعات لكنها ساهمت في نشر تلك الفكرة".
"نحن كمجتمع شرقي عربي لدينا روابط وثقافة تمنع استقلال الفتيات بذاتهن "يقول أستاذ علم الاجتماع"، مضيفا أننا لدينا ثوابت دينية نرجع إليها أيضا والتي نعيش بها ونرجع لها في أمورنا فما يحدث في المجتمعات الغربية لا يجوز تطبيقه هنا، نعم يوجد من يخرج عن تلك الثوابت لكنهم ليسوا الأكثر انتشارا.
وأوضح أن الأمر تطبيقه غير سهل، قائلا، "مثل ارتداء الشورت للرجال في أوروبا أمر طبيعي ويذهب به الرجل لعمله لكن هنا في المجتمع الشرقي غير مألوف وما يمنع ذلك العادات والتقاليد والثقافات لدينا، فالأمر ليس سهلا على الأولاد فما بالنا بالبنات".
وأضاف أن المجتمع المصري لديه روابط أسرية وأسرة ممتدة مثل أن يتزوج الابن ويعيش مع والديه في أغلب فئات المجتمع مثل الصعيد والأرياف، والقاهرة أيضا فيبني الوالد لابنه شقة يسكن معه في العقار نفسه، موضحا "الأسر ترفض استقلال الأبناء سواء ذكور أو فتيات حتى إن كان هذا حلم الأبناء لهذا يعتبر القرار أحد أشكال تمرد الفتاة على الأسرة والمجتمع والقيود".
وقال إن هناك من يجبر على العيش في هذه الحالة مثل ظروف سفر الأب والأم فتجبر الفتاة مثلا على العيش في سكن بمفردها وإذا سألتها عن رأيها فهي تفضل العيش وسط الأسرة بسبب التحديات التي تواجهها وما تتعرض له من مضايقات ممن حولها فهناك من يرفض تأجير شقق لشاب عازب وكذلك بالنسبة للفتاة فهي ستعاني أيضا".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.